الاثنين 01 يوليو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
محمد سلطان اليوسفي
الفنان محمد مرشد ناجي نجمٌ سامرٌ في سماءِ الفن
الساعة 19:56
محمد سلطان اليوسفي

في السابع عشر من شهر فبراير من العام 2013 رحل عن دنيا الابداع والفن الفنان الكبير محمد مرشد ناجي ، مخلفًا أعمالاً فنية كثيرة من أروع الاغنيات اليمنية التي ارتسمت في ذاكرة الجماهير ، فما من مناسبة أو موقف الا وتذكرنا واحدة من روائع المرشدي ، حقاً لقد كان نجماً سامراً في سماء الفن والإبداع.

ولعل ما ميز فناننا الراحل عن الكثير من فنانين اليمن هو أنه غنى مختلف ألوان الغناء اليمني فقد كان له نصيب الأسد من الاغنية الصنعانية ، حيث غنى عشرات الاغاني من لون الغناء الصنعاني وكان أكثر تألقا وأحسن أداءً لتلك الأغنيات من غيره ، كما غنى المرشدي الأغنية الحضرمية وأبدع في غنائها ويتضح ذلك من أغنيته المحضارية الكلمات تحت عنوان (دار الفلك ) ، ومن منا ـ أيضاً  ـ لم يطرب بأغنياته اللحجية المنشئ والتي أبدع في أدائها أيما إبداع يجعلك تهتز طرباً أثناء سماعك لها ومن تلك الأغنيات أغنيته الشهيرة ( صادت عيون المها قلبي ) والتي هي من كلمات الشاعر الأمير أحمد فضل القمندان ، وكذلك أغانٍ أخرى من كلمات الشاعر عبد الله هادي سبيت ومنها (با نجناه ) و( له يا بوي ) وغيرها الكثير من الأغنيات اللحجية التي شدى بها المرشدي .

وبحكم أن المرحوم محمد مرشد ناجي من مواليد محافظة عدن حاضنة الأدب والفن ، فقد أخذ المرشدي ينهل من ذلك التنوع الغنائي وكانت الأغنية العدنية تشق طريقها نحو الظهور وكان محمد مرشد ناجي واحداً ممن أسهموا في تطوير الأغنية العدنية  ، ومضى المرشدي ينهل من معين التراث اليمني  ويفتش عن درره المكنونة وكانت أغنية نشوان للشاعر الدكتور سلطان الصريمي واحدة من تلك الدرر ، وكذلك درة أخرى وهي من كلمات الشهيد عبد الفتاح إسماعيل ( تاج النهار ) والتي ابتدأها المرشدي بنوع من الموال المشهور في منطقة الحجرية بـ ( الملا لاه) فقد كان هذا اللحن منسجمًا كثيرًا مع كلمات الأغنية ، ولعل اختياره لهاذا اللحن لم يكن من فراغ بل جاء نابعًا من الإيحاءات التي تزخر بها القصيدة ، وهذا ما يدل على الذائقة الفنية التي كان يتمتع بها المرشدي ، وقبل هذا استطاع الفنان  المرشدي أن يشكل ثنائيته الفنية مع الشاعر الدكتور سعيد الشيباني فكان نتاج تلك الثنائية أروع الأغنيات التي غناها المرشدي  ومنها أغنيته الشهيرة ( يا نجم يا سامر ) وغيرها الكثير من الأغنيات  .

ولم يتوقف المرشدي عند هذا الحد من الإبداع ، ولم يكتفي بتقديم الأغنية وتسجيلها ، بل ضل أستاذًا ومعلمًا للكثير من الفنانين اليمنيين وغير اليمنيين واستطاع أن يتجاوز ـ بإبداعه ـ  الحدود الجغرافية ، فهذا الفنان  محمد عبده يثني على فناننا المرشدي ويشهد بعبقريته  ، كما غنى الفنان محمد عبده واحدة من روائع المرشدة أغنية ( ضناني الشوق )  وغيره الكثير من الفنانين الذين تأثروا بالمرشدي وتغنوا بأغانيه وتتلمذوا على يده ، لذلك ستتعاقب الأجيال وما زال اسمه محفورًا في ذاكرة الفن والأدب ، وسيبقى نجمًا سامرًا في سماء الإبداع والفن.

 

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24