السبت 06 يوليو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
محمود ياسين
كانت تهكمات بين مدينتين
الساعة 17:42
محمود ياسين


لا ينبغي ان تتحول الفكاهة لحدود جغرافية 
كان مزاحااقليميا يتبادل الفكاهة ويتقاذف المثالب وهاهو قد اتخذ شكل مبادلة الدم بين الأهل 
عندما يتسرب البشر من اصابع البيت الكبير يحيلون المرح الفلكلوري لألغام واسلاك شائكة ، 
الخريطة المتداولة ، هذه الاحداثيات هي ما نتحرك داخله انها نحن ، وعندما لا تحدني شرقا عمان وانما المهرة ، ولا تعود السعودية تحدني شمالا وقد وضعت لهاجسها الجغرافي كتلة هي مني واسلاكا شائكة بديلة اقتطعتها من هويتي ومن بعض أهلي ، 
يمسي علينا حماية الغريب بانكشافنا والدم والترهات .

صديقي اللحجي يقول البارحة "أنا من اليمن " لكن رقصتنا اللحجية اكثر براعة وانسانية من البرع ، رقصتك فاتنة وانسانيتك بلا حد ، ايها الورد والكاذي المهم انك لا زلت تهمس : أنا من اليمن .
ليست مؤامرة غير ان الغريب يريد كل منا من بلدة ومن خندق ذلك يجعله افضل ولو الى ان يجد وضعية امنة لخريطتنا بمقاس وتطلبات خريطته القلقة.

يمن ، قطعة من الاساطير وليست شوكلاتا نتقاسمها بعد اربعة الاف سنة .
قال ديستويفسكي انا من روسيا وقال ميلان كونديرا انا من بوهيميا وانتحر الروائي ميشيما على طريقة الساموراي قائلا : أنا من اليابان ، ولم يتخلى اعظم الفنانين يوما عن أناه الوطنية .
اخشى ان مضينا على هذا النحو ان ينتهي بنا المطاف لتحويل وظيفة سائلة جبله من ممر للمرويات الفاتنة الى خط حدودي ، بين اب وجبلة السائلة حيث غراميات النهايات الحميمة في مفارج جبلة والصدمات المرحة في مقايل اب ، ونضعها حدا جغرافيا بين مدينتين كانتا يوما تتبادلا النكات الهجائية باصابع متشابكة. 

لا تثقوا في المرض فهو لن يراعي حتى تسامح جانبي اقليم واحد يواجه خصما مشتركا ، سيظل يقطع احجاما متفاوتةوبلا هوادة .
اذا افلت المرض ورسمت فيروساته لنفسها حدودا من وحي الفلكلور الذي كان ، ومن تعاليم العنف الذي هو كائن ، فسنمضي الايام في حواجز التفتيش وقد فقدنا الملامح ،
ما نحن ان لم نكن يمنيين ؟
تتسع لي بلادي المفتوحة التي لا اعرف بعض جبالها النائية او خطوات رقصة منطقة منها ، او عادات واعراف مناطق لكنها اناي وبعضي يتعرف بعضي ،
وتضيق بي منطقتي التي اعرف ادق تفاصيلها وقد سجنت فيها هويتي .
قد أوصي اذا مت ان ادفن في قريتي، لكن وجودي رهن ببلادي كلها .

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24