الثلاثاء 23 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
أروى عبده عثمان
كيف طعم " الكواعيب"* اليوم أيها السيد ؟
الساعة 00:00
أروى عبده عثمان

كيف طعم الجماميز /الكواعيب بالمرق واللحمة ايها السيد في 2017 ؟
نقص الملح ، زاد الملح ، كثرت الحوائج ، جماميز البر البلدي ومرقة غليظة بلحمتها ترم العظم والجسد ، ولا ترم العقل والتفكير وجذر الروح ..
كيف طعم الكواعيب اليوم يا عبدالملك ، ويا أنصار الله من أول جرعة إلى آخر راتب وآخر نفس على هامش مسيرة الحياة ؟

فهل تَطَعّموا أطفال صعدة مذاق كواعيب الأمهات والجدات وذاكراة لسعتها الساخنة في كل فم للغني والفقير ، القنديل والزنبيل ، المسلم واليهودي ؟ الكواعيب التي ضاعت وضاع طعمها وونسها في لم شمل الأسر والأصحاب والجيران ، منذ أول صرخة لطرد يهود صعدة من آل سالم وغيرهم ، منذ جرعة 21سبمتبمر2016 يوم انقلابكم على الدولة والبنك والدستور والمؤسسة والحياة برمتها .. ولا ننسى كيف ضاع طعم الكواعيب في الحروب الستة التي قادتها "منظومة عفاش " ، والتي تعاضدتم معه / ها ، على ألا تدخل "جميزة " فاه أي طفل في صعدة وفي اليمن ، لتخطوا معاً "يمن المجاعة " ، "يمن خلف الشمس بخمس وسبع ومليون" .. أنتم أيها السيد وأيها العفاش أبطال هذا اليمن اليوم والأمس أيضاً !!..

كيف طعم الكواعيب اليوم يا قرين القرآن ؟
وأنت تكورها بفنية عالية وتغمسها بسبغ مرق "الرضيع " الذي عند الله والقرآن الناطق مايضيع ، بالتأكيد تزدردها وبلحمتها ساخنة كطبيعة القبيلي العسر / المجاهد / المُزومل / بطل النكف / والتعاشير /والنفير مع وضد ، و" وما لحمة إذا لم تهز الدقون " ! وربما أيها السيد ، تقرأ عليها بعض السور القصيرة ، وتهتف بالصرخة ، و"تعوذب" من شيطان الاستكبار العالمي : أمريكا وإسرائيل والتحالف والمرتزقة من الشعب اليمني ، لكنك تبتلعها بشراهة جوع التاريخ للحمة الغنيمة وتبتلع معها (30) مليون فاه من أطفال صعدة واليمن لم يفتقوا ريقهم منذ ثورتكم - مهلكتكم حتى بشقفة "كوعبة " ولا بعصيد " خلب الجنة " أكلة سكان اليمن خصوصاً الفقراء " عصيد وزوم " إن وجدا ، فهم لا يعرفون المرق مذ إسقاط الجرعة ، والحوار الوطني ، والدولة والبنك وكل مؤسساتها في" حُرضي / مقلى" الكواعيب !!..

كيف طعم "الكواعيب" اليوم أيها السيد ، ويا أيها المشرفون ، أيتها اللجان الشعبية ، أيها المحمديون .. ؟
نسمع في الثانية والأخرى ملايين من جشأتكم القرآنية ، وصواريخ البشم الدموي القرآني الطافح والصارخ من قلب الكهف والنقاط العسكرية ومتاريس تعز وأريافها ، حتى القصر الجمهوري الذي أصبح قصر " كواعيب سيد القرآن الناطق " نعم ، نسمعها كصرير حقكم في الملك والاستملاك لكل شيء وبأي شيء ، تسمعها البطون الخاوية والوجوه المشردة الخائفة : " أنا نازحة من تعز " ، " نازحة من صعدة ، وعدن ، والحديدة وو"نسمعها كقصف زامل جائع للسلطة والمغنم لم يرتو بعد من خزائن البنك التي أفرغت ب"لجع " كواعيب البطنيين ، نسمع مقذوفاتها من خلف مكاتب الوزارات الوثيرة التي تصب رواتبها وماليتها ليس فقط في بطن المشرف بل وفي جوف أصغر جهادي لم يبلغ العاشرة من عمره ، لكنه بلغ عمر رجولة عكفي في مليشيا " رجال الرجال" لنهب وتملك العمارات والفلل والقصور ، والمولات ، والسوق السوداء ، وعقارات الدولة ، لكسر وإهانة واستباحة رمزية : دولة ، دستور ،قانون ، جمهورية ، مواطن ، مؤسسة ، جيش ، قضاء ، راتب ، قيمة العمل ، المدرسة ، المنهج ، الكتاب ، الصحيفة ، الجامعة ، الأكاديمي ، الأديب ، المؤسسة المدنية ، الفكر والثقافة الفن ، الرأي ، المعتقد المرأة ، الطفل ، المقرمة ، الريحان ، وتفاح وبرتقال ورمان ..الخ " ، وليس بآخر الإذلال والإرهاب ،أن من يطالب براتبه يدخل في "كوعبة سيدي " كعميل للعدوان ، وصهيو- أمريكي ، وموساد ، ومنافق ..الخ .

أيها السيد ، كيف طعم "الجماميز" اليوم من السنة الثالثة 2017 لانقلابكم الإلهي ؟
جرعة الكواعيب القرآنية و"لبيك يامحمد" ، وانتصاراتكم الربانية الساحقة في الرياض ، والقدس ، وأمريكا ، واستراليا ، والمحيط المتجمد الشمالي والجنوبي والأوسطي ، أنجبت خمسة أشهر بلا راتب ، والاف الأسر المهجرة في الداخل والخارج ، وانقراض إلى غير رجعة لعشرات الآلاف من الأطفال والشباب اليمني بصرخة الإبادة الجماعية ل" جرنيكا السيد" التي لا تستطيع بتأييدها الإلهي للانتصارات القداسية ، أن تدير "مقهاية" فما بالكم بدولة .!
ولذا تتنفس بكواعيب الحروب والجهاديات التي لا تجيد سواهما ، هي هويتها الدنيوية والأخروية لتبقى وتستأسد وتشبع رغبتها في الفوضى واختراع تناسل الأعداء وهذيانات الفتوحات الربانية و خرافات الدم المفتوحة والمحروقة : " الله ، الارض والعرض ، والشرف ، والوطن والثورة والسيادة " إلخ ، تتنفس بغل الأفواه المطالبة بالحرية ، والصحيفة ، وانهاء الانقلاب ، وبدولة مواطنة متساوية .

**
يا لهذا التناقض العجيب ، كيف للكواعيب ورمزيتها المعرفية لعلاقتها بثدي الأم ، وحليبها المراق في كل مساماتنا ، " كواعيب" / الأم / الخصوبة / لحمل ونماء قيم السلام والمحبة والتسامح والتعايش والحياة ، كواعيب الأمهات التي تضخ الحياة في نبض كل " موجود بما هو موجود" .
فكيف تفرغ رمزية الأم /"كواعيب" خلب الجنة ولبنها ، لتلحق بعرق القرآن الناطق المخلف لكل هذه الحرب والدمار والحصار ؟
الكواعيب تكره أن يسفح لبنها بدم أشلاء وحشود الأجساد اللدنة من الأطفال وهم يساقون كالقطيع إلى مسلخ " رياض الشهداء" و بالزغاريد والزوامل والرصاص ، ووهم الانتصارات على عدو وهمي ، الكواعيب لا ترضى هذا التجويع القرآني وحروب الموالد النبوية ، والغدير ، والإمام الرسي ، والإمام زيد ، وحسين قم والنجف ، وحسين مران وو..الخ .

قالت الكواعيب اليوم ، كما قالتها بالأمس: أن العدو يأتي من الداخل من ذاك الذي حمل السلاح والزامل والقرآن ويبيدنا كل ساعة ويصر أنه سيواصل إبادتنا حتى " قيام الساعة و"سنضحي بالملايين من شعبنا حتى ننتصر" العدوان يأتي من انعدام شربة الماء النظيف واللقمة ، والمأوى ، ودواء الأنسولين ، والفشل الكلوي .
**
سؤال مفتوح ، والإجابة مفتوحة أيضاً : أعتقد أن "الكواعيب " عندما استبدل لبنها بمرق اللحم الدسم توحشت ، وعندما أستبدل ضرعها بالجعبة والبندق افترست ..!
وإلا كيف تشوفوووووا؟
**
الكواعيب / الجماميز ، من المأكولات الشهيرة في صعدة ، ومدن الحدود ك نجران وو..الخ ، وهي عبارة عن قطع من العصيدة تكور باليد على هيئة إناء يشبه ثدي الأم .. وتغمس بالمرق ثم تؤكل ..

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24