الخميس 25 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
سام الغباري
احمدوا العاصفة !
الساعة 17:09
سام الغباري

لو كنت في موضع الرئيس اليمني السابق وعارف الزوكا لحمدت الله تعالى على نعمة "عاصفة الحزم" ، وجعلت أوقاتي مشغولة بالصلاة والنوافل ، فمن ذلك "البطل" الذي تجرأ على الوقوف في وجه إعصار الحوثيين المدمر بكل إسنادها الإيراني واللوجستي الهائل سوى ذلك البطل العربي القادم من بلاد الحرمين الشريفين وإسمه "الملك سلمان بن عبدالعزيز" .

لقد قالها "عارف الزوكا" بلسانه "اتفقنا على قبول استقالة الرئيس هادي ، إلا أن الحوثيين احتلوا مجلس النواب واعلنوا قيام اللجنة الثورية وإلغاء الدستور والقانون في 6 فبراير 2015م" ، فلماذا لم يمنعهم أحدٌ منكم يا سيد عارف ؟ أين حرسكم الجمهوري ومشايخكم وقوتكم وشعوبكم وابطالكم وأشنابكم التي تحرصون على برمها كل صباح أمام المرآة ؟

شهر وعشرون يومًا حتى تدخلت عاصفة الحزم في 26 مارس 2015م ، كانت المفاوضات الماراثونية مع كل اليمنيين ، قيادات ووزراء وزعماء ، صوت واحد يقول لهم : من سيقف في وجه الحوثيين ؟ لا أحد ، لا صوت ، لا رأس ولا أبو راس يرفع أصبعه في وجه "السيد" الباغي وجلاوزته المجرمين .. وقد أدركت المملكة العربية السعودية أن إسقاط صنعاء كان مقدمة لإسقاط الرياض . فتحرك الملك العربي العظيم لإغاثة اليمنيين ليتمكنوا مرة أخرى من رفع رؤوسهم في وجه هاشمية الغرور والكبر والكذب . وحماية لبلاده وأهله وشعبه من مكيدة عيال كسرى ووكلائهم .

احمدوا العاصفة فلولاها لما اجتمع "صالح" مع عناصره ليسخر من ملازم حسين بدرالدين الحوثي ، وقد امتلئ كل اليمنيين بالحقد الهائل على الهاشميين الذي ارتكبوا مجزرة مؤجلة في حقهم ، ما كان لأحد من أهلنا أن يرفع إسمه أو صورته في حضرة سيد إيراني وقح . لا تتحدثوا عن السعودية كـ "عدوان" أيتها الدجاجات التي علا صوتها في شوارع صنعاء المغتصبة من ذئاب الكهوف وضباع طهران الخبيثة .

قليلون كانوا يقاتلون وخسروا .. أبطال صفعتهم القدرة الحوثية الهائلة التي استولت على الجيش ومقدرات الأمة وملياراتها ، منهم من قضى ومن غادر مهاجرًا كصحابي طاهر إلى بلاد الحرمين يبحث عن نصرة من أنصار النبي الحبيب وأهله ، فما خاب مسعاهم ولا كسر رجاؤهم .

وجاءت طيور الأبابيل لتجعل العدو كعصف مأكول .. تمزق الحوثيون في معسكراتهم ، وفي تباب الشرف البطولي الزاهي ، حيث كانت مأرب تقاتل بعيالها ، والجوف تخسر وتربح ، كر وفر ، وأما تعز فقد قاتل كل شيء فيها ، حجرًا وبشرًا ، وفي عدن تنادى الضباط المتقاعدون للملمة شباب الحب والغناء ، وفي أزقة صغيرة كان الفتية الأسطوريين يتعلمون أساليب القتال واستخدام الأسلحة ، وخلال ساعات خرجت أسماك القرش من شواطئ البحر لتلتهم العصاة الفاسقون ، قطّعتهم بأسنانها ، وعلا صراخ الحوثيين كأرامل توزعت جثثها في معركة باركتها الملائكة ، وماذا كان يفعل "صالح" في صنعاء حينها .. كان يتحدث إلى صحيفة "اليمن اليوم" مادحًا ببذخ سيادة صعدة على بقايا مملكته المتهاوية ، كان يعرف أن عودة "الحوثيين" من عدن بكأس الفوز سينتهي برأسه معلقًا على قمة الكأس ، فمن لا يستطيع حماية برلمانه من غوغاء الهاشميين فليس بقادر على منع رأسه من السيف ، وتحويل جسده إلى "فتافيت" تدفنه بجوار القشيبي البطل وهو يموت كرمز اسطوري لا يعرف المخادعة .

نحن أولاد اليوم كما يقول المثل ، يجب أن يقف التجمع اليمني للإصلاح للمرة الأولى منذ سبعة أعوام مع المؤتمر الشعبي العام ، ويجب أن يكف المؤتمريين عن غرورهم ، فما يخشاه عبدالملك الحوثي هو الحسم العسكري للأبطال القادمين من حدود نهم ، وليس منكم ، حيث ظهر غاضبًا وخائفًا من رجال "عبدربه منصور هادي" الذين جاؤوا إليه بإيمان عظيم بحثًا عن دولة ودستور وقانون مزقها الحوثيون على أبواب دار الرئاسة .

يجب أن يعرف الجميع أن علي عبدالله صالح وعارف الزوكا وحسين حازب وصادق أبوراس وبقية سدنة المؤتمر الشعبي العام أولئك الذين كانوا يتغزلون في الحوثيين حد الغرابة والخجل لم يكونوا ليجتمعوا اليوم رافعين رؤوسهم ، ساخرين من قداسة الحوثي الملعونة ، ولم تكن الجرأة المؤتمرية بهذا الحماس الذي نراه اليوم لولا ذلك البطل العربي العظيم "الملك سلمان بن عبدالعزيز" ، فاذهبوا إلى جامع الصالح واغتسلوا وكبّروا واسجدوا لله الحمد والمنة ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر .

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24