الخميس 25 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
أحمد طارش خرصان
الحياة رفقة الوجع
الساعة 18:06
أحمد طارش خرصان

تذوقت إب حلاوة النصر في عيدالولاية المقدس ، وبدلاً من رفع يدالإمام علي - رضي الله عنه وأرضاه - كرم الله وجهه ، وجدت نفسها في مواجهة قبضة اليد الأسوأ لأنصار الولاية عبر طقمين عسكريين داهما حديقة السلام لاند اليوم ، لتتلقف النساء والأطفال بركات هذين الطقمين القادمين من جبهة المخا - بحسب ما ذكره البعض - وكأن حديقة السلام لاند هي مدينة ذوباب لا مدينة إب .

لا سبب ذكره المقتحمون غير عبارات من ذلك النوع الصالح للإبتزاز ( الناس في عدوان وحرب وانتوا جيتوا تلهوا الناس باللعب ) ، وهي عبارات لا تمنح قائلها غير مشروعية الفتك بالآخر وإبتزازه وإستنزافه إن كان - بعد كل هذا الخراب - صالحاً للإستنزاف والإبتزاز .

يقول المقتحمون - بحسب ما بلغني - إن لديهم أوامر من ( صالح حاجب ) مشرف الحوثيين بإب ، وهو المشرف الذي تجنب التدخل في مهام واختصاص السلطات المحلية ومكاتبها التنفيذية ، منذ وصوله وحتى اليوم التزاماً منه بما وجه به مشرفيي المديريات في لقاءه بهم عقب وصوله خلفاً ل( أبو محمد الطاؤوس ) قبل أشهر مضين من هذا التأريخ .

لم يجف بعد حبر اللافتات المعلقة في الشوارع والتي لا زالت محتفظة بالحديث النبوي الشريف ( من كنت مولاه ... فهذا علي مولاه ) ، كمَا أن خطاب زعيم الحوثيين بتلك المناسبة لم يبرد بعد ، كخطاب مناسباتي كنت أعرف بيقين بالغ - وإن لم أسمعه - أن ثمة من سيسمعني إياه بطريقة أو بأخرى ، وهذا ما قام به أبطال موقعة الحديقة يومنا هذا وبطريقة فجة لن تمنحهم أكثر مما قيل فيهم من نعوت سيئة وتوصيفات غير مهذبة ، منذ مداهمته الأولى لحياتنا في الحادي والعشرين من سبتمبر 2014م .

لا يحتاج الحوثيون إلى الكثير من الوقت للإفصاح عن هوياتهم المضادة لتوق الناس ورغباتهم في الظفر بحياةٍ خالية من العبودية والموت والأحقاد الطائفية والمذهبية .

ربما لم تكن المفاجأة في واقعة الإقتحام ، لكنني كنت أفكر في ( كيف أن صالح حاجب لم يفصح عن نفسه حتى اليوم ..؟)
لكن عملية اليوم واقتحام ومداهمة حديقة ألعاب وترفيه مكتظة بالأطفال والنساء ، وما نتج عنه من ترويع لكل زوار ومرتادي الحديقة وبتوجيهات مشرف الحوثيين - كما قيل - أزال الكثير من اللبس حيال النوايا الطيبة التي صدقتها تجاه المشرف ( صالح حاجب ) ، والتي لم تكن أكثر من محاولة بائسة أثبتت واقعة الإقتحام اليوم هزلية تلك النوايا الطيبة وعبثية الإعتقاد الخاطئ .

يبدو أن المحافظ سيقف تجاه حادثة الإقتحام والإغلاق والترويع بمسؤولية وحزم ، وأدرك أن مثل هذه الهمجيات لا يقبلها ولا يقرّها ، لكنني أدرك حقيقة ما هو عليه وحدود قدرته ومحاولاته الهادفة.- حتى اليوم - إلى تجنب الإصطدام بهكذا عاهات ، ولن أطالبه بأكثر من إجابة مقنعة يفسر بها عملية الإقتحام والأسباب المؤدية لذلك الإقتحام ..؟ ومن الجهة التي تولت تنفيذ تلك المهمة ومنْ يتبعون من التكوينات الحوثية الأمنية...؟

لا يجب أن تمر حادثة الإقتحام والترويع اليوم دون أن يكون للمحافظ قولاً يبدد به العتمة التي لفّتْ السلطة المحلية وشطرتها من الوريد إلى الوريد، كي لا نردد مع فتاة غادرت الحديقة مهرولة وهي تصرخ ( لقد تفهمنا موضوع الولاية اليوم أكثر من أي وقت آخر سيأتي ...) .

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24