الاربعاء 03 يوليو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
أحمد طارش خرصان
الإجابات المتعذرة
الساعة 16:51
أحمد طارش خرصان


تترك الحرب أثارها في كل شيء ، وتفقدك القدرة على مقاومة الوهن والإنهيار ، لكنها - وكما يبدو - تمنحك ذاكرة صخريةً مكتظة بما نُقش عليها - بالبارود-  من جثامين منهكة وحكايات مرَّة ، يصعب على عبارات المواساة والأسف  إقناع الضحية بعدالة ما تعرضتْ له. 

ربما يعتقد البعض - خاطئاً - أننا فقدنا حاسة اكتشاف الفضيلة ، وأن بمقدوره انتزاع لحظة قبول ، ستكون - كما يعتقد - كافيةً لتجفيف مشاعر الكراهية التي زرعها ، دون أن يدرك أنها كفيلةً - فقط - بهتك أستار الزيف وتعرية الخطأ ، متى حاول الظهور كقديسٍ ..... لن يكون إلَّا خائباً ومفضوحاً.

يتحرك في إب - اليوم -  الكثير من السياسيين والبرلمانيين والمشائخ  وغيرهم ، وبجهد مضاعف بُغية حشد التأييد الشعبي للوكيل الشيخ عبدالواحد صلاح رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام ، عقب صدور قرار ما يسمى باللجنة الثورية القاضي بتعيينه محافظاً لمحافظة إب . منطلقين من حقيقة المطلب الشعبي والحاجة الملحة لتفعيل أجهزة الدولة وممارسة السلطة المحلية لمسؤولياتها وواجباتها تجاه أبناء إب ، ولعله نفس المطلب الذي حرم منه محافظ إب القاضي يحي الإرياني ،ماجعله عاجزاً عن ممارسة مهامه في ظل الإنقسام الذي أفرزته تلك المرحلة ، ليختار الطريق الأقل كلفة ، ليكون أمين عام المجلس المحلي العميد أمين الورافي خليفته في إدارة شؤون المحافظة، فيما اكتفى القاضي الإرياني بتوصيفه الوظيفي ، ومشاعر صادقة تجاه محافظ لم يتعمد الإساءة لمدينة إب وسكانها الطيبين. 

أحترم القاضي يحي الإرياني كثيراً، وأحترم - بنفس القدر - الشيخ عبدالواحد صلاح ، وأحترم بشكل مضاعف الدعوات المنصفة والعادلة ، غير أنني لا أحترم هذه الإنتقائية البغيضة ، التي تتجاوز الوجع وآهات الضحية وآلامها المتفاقمة ، وكم كنت أتمنى على تلك الشخصيات أن تقرع منزل العزيز رزق القطوي ، لتدرك حجم المأساة والكراهية النابتة في فراغات منزله وحجراته المكتظة بالأحقاد والآمال الذابلة، وكم كنت سعيداً وأنا أتصفح الكثير من المبادرات بهذا الخصوص أن يتصل بي الوالد / علي عبداللطيف ليقول بفرح : إن الدكتور أحمد علي عبداللطيف أطلق التوّ وينتظر مجيئك ، وكم تمنتْ إب أن ترى هذه المبادرات والدعوات واقفة إلى جوار الشهيد / أمين الرجوي ، لا مشيعة لجنازته في جُرْمٍ ، لن يكون تعيين محافظ جديد قادراً على محو هذه القاجعة من ذاكرة مدينةٍ ، عاشتْ التسامح والتعايش ، في رجلٍ دفع حياته ثمناً لما آمن به وحمله من مبادئ.

لا أؤمن بالعنف ولست من مناصريه ، غير أنني لا أتفهم ( غضَّ) الطرف عن الجلاد وممارساته ، وأن على الضحية - دائماً- تقديم التنازلات ، خشية جرِّ المحافظة إلى مربع العنف ، متناسين أن سياط الجلاد تركتْ - وما زالتْ -الكثير من الندوب في روح المدينة وجسدها اليابس والمتفتت. 

لا يبدي هؤلاء نوعاً ما من الحرص إزاء حالة الإنتهاكات وحالات الإختطاف المتكرة ، ولا يأبه التواقون لإنجاح المحافظ( افتراضاً) ، لصراخ طفل يتضور جوعاً ، لم يجد في إجابات أمه ما يطفئ جوعه ويسكت أمعاءه .

ربما كنت سأتفهم تلك الدعوة وذلك الحرص ، متى ما حصلت على إجابات شافية ، لأسئلة ....قد تكون في الحقيقة مدخلاً جيداً لبناء تفاهمات جديدة، بعيداً عن منشورات العزيز محمد مزاحم - وهو يمارس دور سكرتير إعلامي نشيط للمحافظ - والتي تنحصر في ... اجتمع المحافظ... زار المحافظ .... ، وبمعزل أيضاً عن منشورات العزيز عبدالوارث النجري ، والتي تحذر المحافظ من البطانة السيئة ، مؤكداً في نهاية منشوره على جاهزيته لأن يكون بجانب المحافظ كبطانة ليست سيئة.

وتكاد كل الأسئلة تنحصر في
أين أحمد علي عبداللطيف؟
أين رزق القطوي ؟
وماهوالجرم الذي ارتكباه؟ ولماذا لا يقدما إلى الأجهزة المختصة للتحقيق معهم ، لينالوا لحظة عدل مستحقة ؟
من عطل أجهزة السلطة المحلية ؟ ومن بيده جرّ المحافظة إلى مربع العنف؟
ومن بمقدوره أن يحفظ لإب سلميتها ،وبقاءها كملاذ آمن للوطن برمته؟
لا أعتقد أن الإجابة على هذه الأسئلة
تحتاج لأكثر من لحظة صدق ، وشعور حي بمسؤوليتنا جميعاً في كل الذي وصلته البلد عامة وإب خاصة.

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24