الخميس 02 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
علي عبد الله السلال: الحوار وحده يوقف الحرب
الساعة 20:23 (الرأي برس - عربي )

اللواء علي عبد الله السلال، النجل الأكبر للرئيس عبد الله السلال، أوّل رئيس للجمهورية بعد قيام ثورة سبتمبر، والذي تولّى الحكم لفترة خمس سنوات تقريباً، وتمّ الانقلاب عليه في نوفمبر 1967. واللواء علي السلال، عضو مجلس الشورى، واحد ممن كان لهم دور أيضاً في ثورة سبتمبر، خصوصاً في الجانب العسكري، والتحضيرات المسبقة لقيامها.


وفي هذا الحوار يفسّر علي السلال، لـ"العربي"، أهداف ثورة سبتمبر، وما تحقّق منها وما لم يتحقّق، بالإضافة إلى الفرق بين حرب الثورة والحرب اليوم، بما في ذلك التدخّلات حينها، والتدخّلات هذه الأيّام.


لو تحدّثنا عن ثورة سبتمبر، من أي زاوية سنتحدّث عنها اليوم، في ظلّ ما يجري في البلاد؟ وما الذي يمكن أن نركّز عليه في هذه المناسبة؟
سنتحدث عن الثورة السبتمبرية الخالدة اليوم على أنها الشعلة الوحيدة التي لا تزال تضيء حاضرنا المظلم. ويمكن التركيز والتأكيد على أن هذه الثورة المباركة لا تزال حتّى هذه اللحظة هي الأمل الوحيد للخروج من هذا النفق المظلم، الذي دخل فيه شعبنا، والإحتفالات بها والإشادة بها والتمسّك بأهدافها، في ذكراها الرابعة والخمسين، تؤكّد ما قلته سابقاً.


الكثيرون، وربما الوقائع أيضاً، يقولون إن أهداف سبتمبر لم ينفّذ منها ولا هدف واحد، ماذا تقول أنت؟ ولماذا برأيك لم تنفّذ الأهداف؟
سأعيد عليك أهداف ومبادئ الثورة الستّة، وما نفّذ منها: أوّلاً، التحرّر من الإستبداد والإستعمار ومخلّفاتهما، وإقامة حكم جمهوري عادل، وإزالة الفوارق والإمتيازات بين الطبقات، وما قد تمّ قد تحقّق من التحرّر من الإستبداد والإستعمار، وبقية المخلّفات التي تعصف بالشعب وإقامة النظام الجمهوري.


الهدف الثاني، بناء جيش وطني وقوي لحماية البلاد وحماية الثورة ومكاسبهما، وقد تحقّق هذا الهدف ببناء الجيش الوطني والقوي، ولكنه تحوّل فجأة إلى جيش أسري لحماية الحاكم وأسرته وأركان حكمه.


ثالثاً، رفع مستوى الشعب اقتصادياً، واجتماعياً، وسياسياً، وثقافياً، وهذا الهدف تمّ رفع مستوى لصوص المال العام، والتجّار، والطفيليين، ومراكز النفوذ، والقوى والمشايخ المتنفّذين، بعد انقلاب نوفمبر 1967.


رابعاً، إنشاء مجتمع ديمقراطي عادل يستمدّ أنظمته من روح الإسلام الحنيف، أمّا الهدف الأوّل مجتمع ديمقراطي عادل، فقد تمّ بناؤه منذ اليوم الأوّل لقيام الثورة، أمّا الهدف الثاني فقد حوّلته الأحزاب الدينية إلى مجتمع مسلم، تكون فيه الشورى لذوي الحلّ والعقد، والديمقراطية تحوّلت إلى ديمقراطية الحاكم، يهبها متى شاء وينزعها متى شاء.


الهدف الخامس، العمل على تحقيق الوحدة الوطنية الشاملة تمهيداً لتحقيق الوحدة العربية، وقد تحقّقت الوحدة اليمنية عام 1990، وضربت في حرب صيف 94.


الهدف السادس، إحترام مواثيق الأمم المتّحدة والمنظّمات الدولية والتمسّك بمبدأ الحياد وعدم الإنحياز، وهذا الهدف لم يتحقّق، بعد أن تحوّل الإشتباك بيننا مع الأمم المتّحدة، باتّهامها بالإنحياز لطرف، وعدم تجاوبنا لدعواتها بالعودة إلى الحوار وتحكيم العقل وإقرار السلام في البلاد، الذي له علاقة بالسلام العالمي.


الأحداث تقول إن الحرب التي تعيشها البلاد اليوم هي نسخة من الحرب التي حدثت بعد قيام ثورة سبتمبر، ما الذي يمكن أن تقوله لنا أنت فيما يتعلّق بهذه النقطة؟
الحرب التي تجري في البلاد ليس لها علاقة بالحرب التي حدثت بعد ثورة سبتمبر، إلا في مسألة واحدة، وهي التدخّل السعودي في الأولى والثانية، لكن حرب الأمس كانت بين قوى جمهورية وأخرى ملكية، والثانية بين قوى تدّعي الحقّ الإلهي والولاية الهاشمية وبين قوى تدافع عن النظام الجمهوري وتدعى بالشرعية.


ما الفرق بين التدخّل الإقليمي والدولي في اليمن اليوم، وبين التدخّل في فترة ثورة سبتمبر؟
الفرق بين التدخّل الإقليمي والدولي في اليمن أن الأوّل كان تدخّلاً سعودياً، أردنيا، إيرانيا، مع خبراء مرتزقة وإسرائيليين، أثبتت الوثائق ذلك بعد الثورة، والثاني كان بطلب من الرئيس عبدربه منصور هادي، ولو أنني كنت أفضّل أن يقدّم استقالته وهو في عدن، وعمان، بمجرّد منعه من الإقامة، ومن إقامة دولة اتّحادية، من قبل من قاموا بالانقلاب عليه. وعلى فرض أن السعودية كانت تنوي الإعتداء علينا، كما قال وزير خارجيتها في الأمم المتّحدة السابق، ومن قبل وزير خارجيتها الحالي، من أنهم كانوا ينون الإعتداء علينا من قبل ثمانية أشهر، فإن العالم كلّه كان سيقف ضدّ العدوان، وتتوقّف الحرب، لكن الانقلاب هو الذي تسبّب في إشعال الحرب ووقوف العالم كلّه إلى جانب السعودية وعبد ربه منصور هادي، وأصبح السلام رهناً بين اليمنيين برغبة اليمنيين المتحاربين لإحلال السلام وإنقاذ الشعب اليمني من الإقتتال والتدمير والقتل وإزهاق أرواح الأبرياء وتشريد الآلاف من المواطنين.

من وجهة نظرك، وكونك كنت مطّلعاً على مجريات التفاوض الذي تمّ بين الأطراف السياسية في صنعاء، وكنت ضمن لجان الوساطة، من هو الطرف الذي يتحمّل المسؤولية عما يجري في البلاد؟
الذي يتحمّل المسؤولية هم القائمون بانقلاب الخامس من نوفمبر1967، وكان بالإمكان حمل المشير السلال أو إرغامه على تقديم استقالته لتلافي كلّ ما حدث بعد الإنقلاب حتّى اليوم.


برأيك، من الذي أهمل ثورة سبتمبر وأهمل مشروع الدولة؟
الذي أهمل ثورة سبتمبر هو من تولّى الحكم بعد انقلاب نوفمبر، الذي أهمل مشروع الدولة بعد اغتيال المرحوم الرئيس إبراهيم الحمدي ومشروع الثورة والذي خلفوه بعد اغتياله.


من وجهة نظرك، إلى أين تسير البلاد اليوم؟ وما هي توقّعاتك المستقبلية بهذا الشأن؟ وما هو الفرق بين ثوّار سبتمبر وثوّار اليوم؟
البلاد تسير نحو نفق مظلم، لا يعلم الآن نهايته. وأتوقّع بفضل تمسّك القوى الوطنية بثورتي سبتمبر وأكتوبر، ولقد لعبت القوى الوطنية والثورية أدواراً مضنية في سبيل تقريب وجهات نظر المتحاربين، للسير في طريق السلام وإيقاف الحرب ولا تزال تحاول حتّى كتابة هذا الردّ. والفرق شاسع بين ثوار اليوم وثوار سبتمبر، فهم يدّعون أن ثورة سبتمبر قتلت خمسين رجلاً، بينما ثوّار اليوم قد قتلوا خمسين ألفاً، ولم يتوقّفوا أو يفكّروا في السلام وإيقاف الحرب المجنونة.


ما هي الرسالة التي يمكن توجيهها ونحن لا نزال في أجواء ذكرى ثورة سبتمبر؟
الرسالة الوحيدة التي يمكن توجيهها في ذكرى سبتمبر اليوم، هي المحافظة على الثورة وأهدافها وشقيقتها ثورة أكتوبر وأهدافها والجنوح للسلم والتفاوض والحوار الذي وحده سيوقف العدوان والحرب والتدهور الحاصل في البلاد في كلّ النواحي.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24