الخميس 25 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
القاص علي السباعـــــي: تنبأت قصصي بسقوط الصنم - حاوره عدنان الفضلي
الساعة 14:23 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

القصص الجيدة وحدها تثير الاسئلة في زمن الظلم والاضطهاد ، القصص الصادقة بجرأتها تحدث الصدمة لانها ببساطة تأتي بالصادم والفاضح والمغاير، فتصدم وتفضح عالماً كريهاً وقذراً ومرعباً عشناه حيث تهز قناعاتنا الثابتة، اذن ما فعلته قصة (وتبقى قطام) للقاص علي السباعي والتي يمكن اعتبارها بكل المقاييس قصة استثنائية بسبب مضمونها بالدرجة الاولى، ذلك المضمون الذي حفر بعمق شديد في اسس واحد من اخطر وادق الموضوعات التي عشناها حساسية وهو: تشريح نظام صدام حسين الجائر.
وباطلالة صغيرة على عالم رموز القاص المبدع علي السباعي كان لنا معه هذا اللقاء الادبي:

 

* ان جيل التسعينيات هو جيل الحصار وانت من جيل التسعينيات لانك نشرت في هذه الحقبة، هل كتبت خارج دائرة الحصار؟
 

- لا شك في اني من جيل التسعينيات غير ان قصصي لم تقتصر جميعها على اثر الحصار على الشعب العراقي، بل شملت مواضيع انسانية اخرى بالغة الخطورة والاهمية عكست فيها اثار الحربين: الحرب مع ايران وحرب غزو الكويت برغم ان الحصار فرض بسبب غزو الكويت ولكني لم انس اثر الحرب العراقية- الايرانية على شعبنا العراقي المظلوم تلك الحرب التي كانت تنتظر قتلاها بلهفةوراحت تبث مآسيها في كافة مفاصل حياتنا والتي عكستها في اغلب قصصي.
 

 

* هل تأثرت بقصاصين عراقيين او عرب او اجانب قبل ظهورك الادبي؟
- نعم، لقد تأثرت ببعضهم وحاولت ادخال الرموز الاسطورية وشخصيات من التاريخ العربي القديم والحديث وشخصيات من التراث الشعبي في قصصي على الرغم من ان بعض السابقين من القصاصين العراقيين والعرب قد استخدموا تلك الرموز في قصصهم مثل القاص العراقي الكبير محمود جنداري في مجموعتيه القصصيتين (عصر المدن) و (مصاطب الالهة) والقاص المصري جمال الغيطاني في روايته (الزيني بركات) ويبقى القليل من الكتاب سواء كانوا عراقيين ام عرباً قد استخدموا الرموز الاسطورية كما استخدمتها بغزارة في قصصي.
 

 

* ما سبب لجوئك لاستخدام هذه الرموز الاسطورية، هل كان الواقع العراقي الذي ضج بالبؤس والشقاء يمنعك من عكسه في مرايا قصصك؟
- في داخلي الم، الم كبير، حتى انني لا اعرف كيف ادونه؟ آه، لم يكن الواقع العراقي هو الذي منعني من تناول جذوره في البؤس والشقاء والحرمان، بل ان واقعنا العراقي كان ينبوعاً ثرياً في تكوين مرايا قصصي ومراثيها الطويلة، اتذكر جيداً في تقرير للامم المتحدة عام 2002 ان العرب اقل الناس تمتعاً بالحرية في العالم وان الامر لا يتغير – هنا- في العراق؛ أي ان الذي جعلني الجا للرموز الأسطورية والتراث الشعبي هو بطش السلطة ، سلطة صدام حسين يوم كان لا قامة تعلو فوق قامته لقد استعبدنا كمواطنين لا قيمة لنا مواطنين بائسين افقدنا بذلك السعادة في الحياة، منذ ذاك عزمت بكتاباتي القصصية كلها على عكس الواقع العراقي المرير بترميز ذكي: يلمح دون ان يصرح كي لا تكتشف السلطة فضحي ممارساتها الدامية واظهاري ذلك الواقع المفجع فتسومني العذاب وربما القتل في سجونها المظلمة؟ اه لقد سرق صدام حسين حياتنا، يا الهي! لقد سرق صدام حسين زهرة شباب العراق، لقد سرق حياتي. 
 

 

* لا شك في ان للاديب رسالة، ما رسالتك الادبية التي حملتها منذ ان كتبت اول سطر ادبي؟
- نحن متفقون على ان رسالة الاديب رسالة انسانية، فهو الانسان الذي يحارب بقلمه كل معالم الظلم والتعسف والاضطهاد ويعكسها بادبه سواء كان شعراً ام قصة ام رواية ام مسرحية فكانت رسالتي الاولى هي: مقارعة نظام صدام حسين الظالم الذي اذلنا فسعيت جاهداً لتبييض وجه الانسان العراقي الذي سودته جوقة مداحي الطاغية، وقد حملت قصصي هذه الرسالة، وتنبأت بنهاية الصنم الكبير.
 

 

* كانت قصة (وتبقى قطام) متميزة واستثنائية وقد نوه عنها في مسابقة عزيز السيد جاسم للابداع، فمن هي قطام؟ وما هي دلالات قصة (وتبقى قطام)؟
- قطام هي امرأة عربية رائعة الجمال كانت في بيت الامام علي بن ابي طالب (ع) وقد رعاها الامام بالعطف والمودة كان يطعمها ويكسوها الا انها خانته وطلبت من عبد الرحمن بن ملجم المرادي ان يقتل الامام علي (ع) ويكون مهرها دم الامام (ع)، اما عن قصة (وتبقى قطام) ففيها قطام رمز السلطة وتمثل صدام حسين وتقترف جرائمه البشعة يحيطها المنافقون والجلادون امثال علي حسن المجيد (الكيمياوي) وقد اظهرت تلك الجرائم بالمشاهد القصصية المؤثرة التي رفعت من الشأن الادبي لهذه القصة التي اعتز بها كثيراً.
 

 

* ثمة رموز تاريخية وشعبية يكتظ بها المتن القصصي لقصة (وتبقى قطام) ما هي دلالاتها السياسية والاجتماعية؟
- في الحقيقة، معظم رموز القصة المذكورة كانت رموزاً سياسية حتى الرموز الشعبية فقطام رمز لسلطة صدام وسيميا زوجة النبي لوط هي التي وشت بزوجها وبالمؤمنين بالله من اتباعه لحاكم المدينة ورجل الدين الذي ابقى وسطيه منتصبين بعد موته هو احد رجال الانتفاضة الشعبانية المباركة، والشيخ الذي يحاور قطام يمثل الشعب العراقي المظلوم فكما ترى من الرموز السابقة انها كانت سياسية.
 

* ما اهم موضوع تناولته قصة (وتبقى قطام)؟
- اهم موضوع في هذه القصة هو النبوءة الحقيقية والصادقة بنهاية طاغية العراق صدام حسين وخاصة في المقطع التالي:
(قال الشيخ:
- يوماً اثر آخر، الحلقة تضيق عليك، تصغر، والدائرة الكبيرة اصبحت خرم ابرة وانت محاصر وسط الخرم بالضبط في منتصفه يوماً بعد اخر وحدك تلوك افتك، انت آفة الهوامش لم تكن يوماً دودة كنت تفاحة تتعفن داخل الدودة والدودة في شجرة لا شرقية ولا غربية بالضبط في مركز الحصار).
وقد انتهى صدام حسين في حفرة ينتظر محاكمته على جرائمه التي ارتكبها بحق الشعب العراقي حيث اودى بحياة الملايين في حروبه ومقابره الجماعية.
اني فرح لكتابتي هذه القصة- الوثيقة كي يقرأها الجيل الآتي الذي لم يعش مآسي نظام صدام حسين، ويقرأها الجيل الحالي الذي عاش الأمرين من ظلمه واضطهاده.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24