الخميس 18 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
البطالة... خبز هذه الحرب
الساعة 11:37 (الرأي برس - عربي )

بشكل غير مسبوق، تفاقمت معدلات البطالة في اليمن إلى أكثر من 60%، وفقاً لإحصائية البنك الدولي. وقد تزايدت هذه النسبة بشكل كبير ومتسارع في الآونة الأخيرة بفعل النزاع المسلح، والحرب التي دمرت المؤسسات والبنية التحتية؛ فليست الحرب وحدها التي أوقعت قتلى وضحايا بالجملة، فالبطالة أيضاً أوقعت ما أوقعت من عبث ولها ضحاياها. كثير من الشباب اليوم تجدهم يعانون من العقد النفسية واليأس والإحباط، ما حمل بعضهم على الزج بأنفسهم في صفوف التنظيمات الإرهابية، فيما لاقى آخرون أسوأ أنواع المعاملة في الدول المجاورة، هذا إن لم تزهق أرواحهم وهم يحاولون التسلل إلى تلك الدول للبحث عن فرصة عمل تؤمن لهم العيش الكريم.


يتضورون جوعاً 
لا تكاد تمر على جولة إلا وتجد فيها العشرات، معظمهم من الشباب خريجي الجامعات، مصطفين ومجهزين بكل أدوات العمل، ينتظرون بارقة أمل. شاخصين بأعينهم إلى السماء، يلفون أرديتهم على بطونهم، لا للإشارة إلى تميز عمال الحراج، بل للتخفيف من قسوة الجوع الذي يسكن بطونهم. ردفان الشرعبي، أحد خريجي قسم الهندسة، وضمن العاطلين عن العمل، يقول في حديثه، "نظل لأسابيع في انتظار عمل قادم على الرصيف، لا يمكن أن أتخيل أنني خريج أكاديمي بدرجة ممتازة ودون عمل، ومن كان أيضاً يتوقع بأن الحرب ستقعد مهندسين ومدراء وموظفين كانوا يرفدون البلد، ويحركون عجلة الحياة اليومية، في منازلهم دون عمل، ولا يجدون أحياناً سوى وجبة واحدة في اليوم". تفاقمت معدلات البطالة في اليمن إلى أكثر من 60%


تغذية النزاعات
في البلد الأفقر والمهدد بمجاعة وفقاً للأمم المتحدة، يبدو الإنضمام لجبهات الحرب طريقاً آخر للشباب الفقراء والعاطلين عن العمل، ليس حباً في القتال، بل لعدم وجود مصدر آخر يكسبون منه عيشهم. وتؤكد مصادر في وزارة حقوق الإنسان، لـ"العربي"، "انخراط كثير من الشباب للقتال في صفوف الأطراف المتنازعة في اليمن، مقابل الحصول على المال والغذاء". وتشير إلى أن فئات من الشباب في مناطق كتعز، وعدن، والضالع، وغيرها، "أصابها اليأس والإحباط نتيجة الأوضاع المادية المزرية وعدم مقدرتها على الإيفاء بمطالب الحياة ومستلزماتها، خصوصاً أن المنتمين إليها لديهم مؤهلات علمية، وكانوا يملكون أحلاماً وأهدافاً يسعون إلى تحقيقها بعد تخرجهم، فانصدموا بواقع صعب أن يجد فيه الشاب فرصة للعمل، فيستغلون (التنظيمات الإرهابية) هذه الفرصة، لحشدهم تحت راية الدفاع عن معتقدات خاصة، لتدور الدوامة نفسها التي لا يعرف اليمنيون متى ستنتهي".


في انتظار النهاية 
هروباً من الحياة اليومية وضجيج الحرب المستعرة، يلجأ رائد البعداني ـ تخصص طب أسنان ـ إلى إحدى الإستراحات في شارع هائل بالعاصمة صنعاء، بعد أن عطلت الحرب فرصته بافتتاح عيادة خاصة، أو إيجاد عمل في تخصصه، رغم تمكنه وذكائه، الذي كافح لأجله سنوات طوال. يقول رائد، لـ"العربي"، "أتمنى أن تستقر الأمور وتعود الحياة إلى ما كانت عليه حتى يستطيع الكثير من الشباب مثلي مواصلة عملهم وإمداد مشاريعهم المستقبلية. هذه آفة نجمت بفعل الحرب، يتحملها فقط أطراف النزاع، وبالذات الخدمة المدنية التي لم توفر لنا فرصة عمل منذ أكثر من ست سنوات". يُذكر أن أكثر من أربعة ملايين عامل فقدوا وظائفهم جراء النزاع المسلح والحرب، التي نشبت منذ ما يقارب العامين، فيما توقفت أكثر من 800 شركة خاصة في اليمن، بحسب التقارير الراصدة.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24