الاربعاء 24 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
هل تتذكرون ثورة الشباب السلمية نادية الكوكباني تكتب (سوق علي محسن) - ريا أحمد
الساعة 12:58 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 


في احدث رواياتها قررت نادية الكوكباني الروائية والثائرة أن تذكر اليمنيون بعام ٢٠١١ عام ثورة الشباب السلمية عبر رواية صدرت مؤخرا عن دار الهلال المصرية.
 

ما يزال ذكرى هذه الثورة المُصادرة أو المنهوبة إن جاز القول حاضرة بتفاصيلها في ذاكرة اليمانيين ولكن ربما ما يحدث اليوم جعل من هذه الثورة في طَي النسيان النسبي وبرغم أن ما يحدث اليوم هو نتيجة لما حدث في ذلك العام بيد إن البعض يرفض الاعتراف بهذه الحقيقة..حقيقة أن الحاصل اليوم هو انتقام من فرد واحد ضد اكثر من خمسة وعشرين مليون نسمة ..
 

في ما يقارب ٢٥٨ صفحة من القطع المتوسط تصرخ الكوكباني بحرقة وقهر لتُذكرنا بدماء سالت وجثث تناثرت في الشوارع واحلام بالتغيير تبخرت.
 

يونس الحوتي الطفل الذي حولته قسوة الحياة إلى رجل صغير كان يحلم بالصيصان الملونة وبيعها لكسب المال شخصية محورية في الرواية فهو يجسد فئة واسعة من الناس،قُتِل والده في احدى حروب صعدة الست التي كانت بين الدولة متمثلة بالرئيس السابق علي عبدالله صالح وبين الحوثيون الذين عُرفوا لاحقا بأسم انصار الله.
 

بالتوازي مع شخصية يونس تأتي شخصية (مهدي الريمي) الذي بدوره يعبر عن الفئة الفقيرة في المجتمع اليمني وكلاهما يعيشان في احدى حارات منطقة مذبح المطلة على سوق (علي محسن).
سوق علي محسن هو اكبر سوق لبيع الخضار وغيرها في صنعاء وهو السوق الذي يعمل فيه بطلا الرواية(يونس الحوتي)و (مهدي الريمي).

 

يجاهد البطلان في تحقيق حلمهما بامتلاك محل لبيع الدجاج ولكن تأتي رياح التغيير ليجد الطفلان نفسيهما في خضم الاحداث بشكل غير مباشر في بداية الامر إلى ان يمسهما الألم والوجع الذي مَس الكثير من الناس،فبعد أن استشهد شقيق (مهدي)في جمعة الكرامة رغم إنه لم يذهب كثائر وإنما ليجمع ما يمكن جمعه من قوارير بلاستيكية فارغة لبيعها لاحقا،بعد هذا الحدث المفجع لمهدي يستشهد صديقه يونس ولكن بصفته ثائرا ضد نظام كان سببا في مقتل والده.
 

احداث متداخلة وتفاصيل مبهرة مزجت فيها الكوكباني احداث عاصرتها بحكم تواجدها حينذاك في ساحة التغيير وبين شخصيات ابتكرتها لتعيش واقعٍ لامسناه عن كثب..
تضيف الكوكباني شخصيات جوهرية في الرواية(صبحية،كمال،بشرى)في الرواية كشخوص معبرة عن ساحات التغيير وما يحدث فيها معلنة عن تفكير الشباب حينذاك وكيف تم مصادرة ثورتهم عقب انضمام الجنرال علي محسن للثورة في مارس من ذات العام وتحديدا بعد ارتكاب مجزرة جمعة الكرامة في ١٨ مارس.

 

اتاحت لنا الرواية اعادة التفكير في حدث ما يزال طريا ولكن بموضوعية اكثر وبالرغم اني لا أحبذ الاعمال التي تتناول احداث ما زلنا نعيش إرهاصاتها بيد ان الكاتبة تخلصت بذكاء من هذا المأزق بأن جعلت الرواية تحدث وتنتهي في فترة زمنية وجيزة غير ممتدة وفي مكان واحد.
 

اكثر ما لفت نظري في الرواية هو استحضار الكاتبة لشخصية صبحية من رواية سابقة قد تكون رواية(صنعائي) استحضرتها بتفاصيلها وبحبيبها(حميد)ومعشوقتها صنعاء وهي خطوة نحو ثلاثية روائية كما أفصحت الكاتبة في حوار سُينشر في المستقبل القريب.. 
 

الرواية جميلة وبها بحث وجهد دؤوب كسائر اعمال الكوكباني الروائية التي تُشعرنا كقراء بأهمية ما تقدمه الكوكباني للمكتبة 
الادبية اليمنية.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24