الجمعة 29 مارس 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
محمد النعماني: الجنوب تحت الإحتلال
الساعة 21:11 (الرأي برس - عربي )

ينفرد السياسي والإعلامي الدكتور محمد النعماني، بتبنيه آراء ومواقف مغايرة لمعظم ساسة الجنوب اليمني، وله أدوار بارزة في مختلف المراحل السياسية المعاصرة التي عايشها اليمنيون، آخرها في الحرب الحالية التي لعب فيها النعماني دور الوسيط في إطلاق سراح الأسرى الجنوبيين خلال صفقات تبادل الأسرى بين جماعة "أنصار الله" والسعودية. النعماني الذي يشغل حالياً منصب الأمين العام والناطق الرسمي لتجمع "مثقفين جنوبيين بلا حدود"، كان قد تعرض لاعتقالات ومضايقات منذ عهد الرئيس صالح، اضطر على إثرها إلى مغادرة اليمن.


يتحدث في حوار خاص  عن تقييمه لواقع "الحزب الإشتراكي" وعن سبب استقالته من التجمع الديمقراطي الجنوبي "تاج"، وعن علاقته بالرئيس السابق، صالح، ورده حول اتهامه بالعمالة لإيران، وقضايا أخرى متصلة بالواقع الجنوبي.


كيف تنظر إلى واقع جنوب اليمن؟
الوضع في جنوب اليمن مقلق، وهو محتل من قوات أجنبيه وفق تعريف القانون الدولي الإنساني، حيث تنص المادة 42 من لائحة لاهاي لعام 1907 على ما يلي: "تعتبر أرض الدولة محتلة حين تكون تحت السلطة الفعلية لجيش العدو. ولا يشمل الإحتلال سوى الأراضي التي يمكن أن تمارس فيها هذه السلطة بعد قيامها". وتنص المادة الثانية المشتركة من اتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949 على أن هذه الإتفاقيات تسري على أي أرض يتم احتلالها أثناء عمليات عدائية دولية. كما تسري أيضاً في الحالات التي لا يواجه فيها احتلال أرض دولة ما أي مقاومة مسلحة.


ينظم شرعية أي احتلال معين ميثاق الأمم المتحدة والقانون المعروف باسم قانون مسوغات الحرب. فحين ترقى حالة في الواقع إلى مستوى الإحتلال، يصبح قانون الإحتلال واجب التطبيق، سواء اعتبر الاحتلال شرعياً أم لا. ولا فرق في هذا المجال إن حظي الإحتلال بموافقة مجلس الأمن وما هو هدفه أو هل سمي في الواقع "اجتياحاً" أو "تحريراً"، أو "إدارة" أو "احتلالاً". ولما كان قانون الإحتلال مدفوعاً في الأساس باعتبارات إنسانية، فإن الحقائق على الأرض وحدها هي التي تحدد طريقة تطبيقه.


ولا تتوفر الآن في الجنوب الخدمات الضرورية والأساسية، مثل الكهرباء ومياه الشرب الصالحه للشرب والخدمات الصحية الضرورية، حيت تنتشر الآن العديد من الأمراض القاتلة، بالإضافة إلى انعدام المواد الغذائية والأمن والإستقرار وانتشار الفوضى والجماعات المسلحة والإرهاب والإغتيالات والقتل والدمار والإعتقالات المتعددة وتصفيات المعارضين السياسين، وعدم السماح بإقامه المظاهرات والإعتصامات، والزج بعدد من ناشطي حقوق الإنسان في المعتقلات المتعددة، أغلبها ليست رسمية، وإرسال العديد منهم إلى جبهات القتال في الحرب الدائرة الآن في اليمن والعدوان السعودي، بالإضافة إلى عدم استقرار الأمن وحياة السكان، حيث أصبحت حياة العديد من أبناء الجنوب مهددة بالموت والتصفيات الجسدية، بالتالي وفق القانون الدولي الإنساني تصبح قواعد القانون الدولي الإنساني ذات الصلة بالأراضي المحتلة واجبة التطبيق عندما تقع أرض ما تحت السيطرة الفعلية لقوات مسلحة أجنبية معادية، حتى لو لم يواجه الإحتلال أي مقاومة مسلحة ولم يكن هناك قتال، هذا هو الوضع الحالي للجنوب؛ أرض محتلة من قبل القوات السعودية والإماراتية وقوات تحالف العدوان السعودي على اليمن، والشركات الأمنيه الخاصة كـ"بلاك ووتر" وغيرها.


كنت من معارضي الرئيس السابق صالح، وقد تعرضت لمضايقات وملاحقات في عهده، لدرجة منعك من السفر لخارج اليمن، وكذلك وأنت في روسيا طلب نظام صالح من الحكومة الروسية تسليمك، كيف هي علاقتك اليوم بصالح؟
نعم تعرضت خلال فترة الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، للعديد من المضايقات والملاحقات والسجن والضرب والمحاكمات، والطرد من عملي في جامعه عدن، وإيقاف راتبي، كيف يمكن لك أن تتوقع علاقتي به، على كل حال لا توجد لي أي علاقات بالرئيس السابق، علي عبد الله صالح، لا من قريب ولا من بعيد.


كنت السكرتيرالأول لـ"الحزب الإشتراكي اليمني" في سانت بطرسبورغ الروسية، ما هو تقييمك لوضع "الحزب الإشتراكي اليمني" الذي يقال إنه اليوم بات منقسماً؟
"الحزب الإشتراكي اليمني" حزب عريق، مدرسة يتعلم فيها الإنسان القيم والأفكار الإنسانية النبيلة، حزب تنويري للإنسان، وهو بالأصح حمل مشاعل الفكر الإنساني في اليمن والعالم العربي والإسلامي، هو أمل الفقراء والكادحين والطبقة العاملة لإحداث التغيير والتحولات الديمقراطية في اليمن، حيث ما تزال الآمال معلقة على "الإشتراكي" للعودة إلى الصف الوطني المقاوم للعدوان السعودي على اليمن. هذا الحزب منذ الحرب في العام 1994م تعرض للضربات والإختراقات والإختطافات وصناعة قيادات له أدت إلى إفراغها من الهوية الوطنية والتخلي عن البرنامج السياسي للحزب الملبي لطموحات القاعدة الشعبية، وبالتالي هناك انتكاسة حصلت داخل الحرب، بسب مواقفه من أوضاع الجنوب ومطالب أبناء الجنوب المشروعة في الإستقلال أو الموقف الآن من العدوان السعودي على اليمن، وسقوط وارتماء عدد من قيادات "الحزب الإشتراكي" في أحضان الرجعية العربية بالرياض، لتكون جسر عبور لاكتساب الشرعية لدول تحالف العدوان السعودي لشن العدوان على الإنسان والأرض في اليمن.


هناك تبيانات كثيرة داخل الحزب، من تلك القضايا أدى إلى ظهور قيادات شابة تطالب بالتغيير واستعادة الهوية الوطنية وإجراء انتخابات للهيئات الحزبية وإتاحة الفرصة للشباب لقيادة "الإشتراكي" في هذا الظرف الحساس.


وللأسف اليوم الواقع كشف لنا عن قيادات اشتراكية وناصرية كنا نأمل أن تكون مخلصة لنا وللشعوب المستعبدة من الأنطمة الدكتاتوية والرأسمالية والإمبربالية والصهيونية والرجعية العربية، شاهدنهم في قصور الملوك يقسمون اليمين ويقدمون الولاء والطاعة، يعبدون المال وبه يبيعون ضمائرهم ويتآمرون على وطنهم.


ماهي الأسباب الحقيقية لفصلك من عملك في جامعة عدن؟ وما هي العوائق التي تحول دون عودتك لممارسة عملك في الجامعة؟
إسأل الأخ رئيس الوزراء، الدكتور عبد العزير بن حبتور، الذي كان هو رئيساً لجامعة عدن آنذاك، هو من أصدر قرار فصلي من عملي في العام 2009م، أما بالنسبة للعوائق فهي رغم كل قرارات العفو العام الصادرة من قبل الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، وبعدها الرئيس المنتهي ولايته، عبد ربه منصور هادي، ما زالت الإجراءات التعسفية مستمرة ضدي حتي الآن، وبالتالي كيف يمكن لي العودة إلى عملي في جامعة عدن وهذه العوائق والإجراءات التعسفية الظالمة والإقصاء والتهميش والتخوين ووضع اسمي في القائمة السوداء.


لماذا قدمت استقالتك من التجمع الديمقراطي الجنوبي "تاج"؟
أسباب تقديم استقالتي من التجمع الديمقراطي الجنوبي "تاج" يعود لموقفي المعارض للعدوان السعودي على اليمن والتبيانات ما بين خطابي الإعلامي والصحافي والسياسي، ومواقف وخطابات التجمع الديمقراطي الجنوبي "تاج" من العدوان السعودي على اليمن. والحقيقيه أنا تركت عضويتي في "تاج"، ولكن ما زال البرنامج السياسي لـ"تاج" هو برنامجي السياسي.


البعض يقول إن "تاج" لم يكن له أية فعالية أو حضور في الشارع الجنوبي، لا قبل ولا بعد الإنتفاضة الشعبية في العام 2011، ما تعليقك؟
لا على العكس، "تاج" له حضور في الشارع الجنوبي منذ تأسيسه في 7-7-2004م، و"تاج" هو البرنامج السياسي لكل أبناء الجنوب، وكان لـ"تاج" دور هام وأساسي في تأسيس جمعية المتقاعدين العسكريين وفي صنع الإنتفاضة الشعبية في الجنوب في العام 2007م، وفي الإنتفاضة الشعبية عام 2011م، وما زال لـ"تاج" دور هام حتى اليوم في المشهد السياسي الجنوبي.


وما زال تاج يرفض نتائج حرب 1994م، وما يسمى بالوحدة التي أدت إلى الإلحاق القسري لليمن الجنوبي بالقوة والإحتلال، حيث تحول اليمن الجنوبي إلى ثكنة عسكرية تحرسها فرق النهب والسلب القادمة من اليمن الشمالي وتمارس شتى صنوف القمع والإرهاب ضد أبناء اليمن الجنوبي. وما زال "تاج" يمارس النضال السلمي من أجل تقرير المصير لليمن الجنوبي واستعادة كافة الحقوق القانونية التي كان يتمتع بها قبل الثاني والعشرون من مايو.


والتجمع الديمقراطي الجنوبي "تاج" هو تكتل سياسي ديمقراطي اجتماعي يناضل بمختلف أشكال الطرق السياسية السلمية لتحقيق كامل أهدافه، ويعمل بين أوساط الجماهير ويستمد قوته منها وينسق مع جميع الأحزاب والتنظيمات السياسية الجنوبية ويحترم الرأي والرأي الآخر ويؤمن بالتعددية الحزبية والفكرية.


السؤال السابق يقودنا لمعرفة رأيك في أداء فصائل الحراك الجنوبي وفاعلية قياداتة فيما يخص القضايا المصيرية للجنوب اليمني؟
الفصائل الجنوبية تعرضت للإحتواء والإختطاف وتحولت الموضوعات المتعلقة بالقضايا المصيرية للجنوب إلى مجرد شعارات عند البعض من تلك القوى الجنوبية بهدف الإرتزاق.


وأصبحنا نرى اليوم قيادات جنوبية يعبدون المال وبه يبيعون ضمائرهم، وهناك قيادات جنوبية حرة وشريفة معروفه للشارع الجنوبي، تناضل من أجل تحقيق مطالب أبناء الجنوب، وهناك اليوم محاولات من قبل الأحرار والشرفاء من أبناء الجنوب للعمل على توحيد كل الجهود من أجل تحقيق مطالب أبناء الجنوب في التحرير والإستقلال واستعادة الأرض من قوات الإحتلال السعودي والإماراتي ودول "التحالف"، وإقامة نظام وطني ديمقراطي يكفل الحرية والمساواة ويحقق العدالة الإجتماعية لكافة أبناء اليمن الجنوبي.


في كتاباتك الصحافية دائماً ما تتهم من سمّيتهم بـ"أصحاب القبيلة والعقيدة وأصحاب الغنيمة"... وراء المشكلات التي تعاني منها اليمن، وضّح لنا أكثر من هم أصحاب الغنيمة؟ وما دورهم في دمار اليمن؟
أصحاب الغنيمة هي القوى التي حولت اليمن الجنوبي إلى ثكنة عسكرية تحرسها فرق النهب والسلب القادمة من اليمن الشمالي في حرب صيف 1994م، ومارست شتى صنوف القمع والإرهاب ضد أبناء اليمن الجنوبي.


وتتكون هذه القوى من قيادات "التجمع اليمني للإصلاح" و"الإخوان المسلمون" والجماعات الجهادية وجماعات عبد ربه منصور التي شاركت في حرب صيف 1994م، وبعض القيادات في "المؤتمر الشعبي العام" وبعض القيادات في "الناصري" و"البعث" و"الإشتراكي" وقادة عسكريين ومشائح قبائل غنمت كل الممتلكات الحكومية لدولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وسلبت ونهبت كل شي؛ الثروة والسلطة، وما زالت الكثير من تلك القوى تسيطر على الممتلكات الحكومية الجنوبية حتى اليوم، من مبان وعقارات ومصانع سفن بحرية وتجارية، فنادق، سفارات، مقرات الحزب ومنطمات المجتمع المدني، اتحاد الطلاب والشباب والنساء ولجان الدفاع، ومعاهد ومدارس حزبية، ومزراع و أراض، وما زالت تلك القوى مسيطرة على الثروة السمكية وتجارة القطن والملح والخضروات وما زالت تمارس كل صنوف القمع والإرهاب ضد أبناء الجنوب وتقدم كافة التسهيلات لقوات تحالف العدوان السعودية بما فيها استغلال أوضاع أبناء الجنوب المعيشية والتأثيرعليهم والقيام بتجنيدهم والزح بهم في معارك القتال في جبهات القتال في العديد من مناطق اليمن، بالإضافة إلى إثارة النزعات المناطقية والطائفية بين أبناء الجنوب وعرقلة وإفشال أي مساع تبذل من قبل أبناء الجنوب لتوحيد صفوفهم.


هل تعتقد أن وضع الجنوب كان أفضل عندما سيطرت "اللجان الشعبية" التابعة لـ"أنصار الله" وحلفائها على عدن؟
كان هناك اتفاق لانسحاب "اللجان الشعبية" وقوات الجيش من مناطق الجنوب وتسليمها لقوى الحراك الجنوبي، وكان هناك تخوف لدينا من سقوط مناطق الجنوب بيد الجماعات الجهادية بالذات بعد حصولنا على معلومات عن تواجد معسكرات لهم في عدد من مناطق الجنوب، بعد هروبهم من مناطق الشمال وعودة البعض من ساحات القتال في العراق وسورية إلى معسكرات لهم في مناطق الجنوب، وبالتالي كان هناك اتفاق بقيام فصائل الحراك الجنوبي بإدارة شؤون الحكم في الجنوب، وإذا تحقق ذلك باعتقادي كان وضع الجنوب سيكون أفضل مما هو عليه اليوم، فقد قامت قوات تحالف العدوان السعودي على اليمن بضرب اتفاق تسليم الجنوب للحراك الجنوبي من قبل "اللجان الشعبية" وقوات الجيش، بل إن قوات "التحالف" أسهمت في تمزيق فصائل قوى الحراك الجنوبي ونشر الفوضى في محافظات الجنوب بهدف السيطرة عليها وفرض الوصاية عليها.


كنت قد طالبت بإنشاء وزارة للمصالحة الوطنية في اليمن والإستفادة من تجربة جنوب أفريقيا في هذا المجال، برأيك من الذي يعيق مشروع المصالحة الوطنية في اليمن؟
وزارة المصالحة الوطنية تحتاج إلى كفاءات مؤهلة علمية قادرة على إدارة مشروع المصالحة، كما أن المصالحة تحتاج إلى قرارات وإجراءات حاسمة وفورية وكذلك تسخير ووضع كل إمكانيات الدولة تحت تصرف الوزارة، المصالحة الوطنية محتاجة إلى إصدار قوانيين وإعادة الإعتبار والتعويضات والتسامح المجتمعي، المصالحة الوطنية تحتاج إلى قيادات نظيفة خالية من الفساد، باعتقادي عندما توفر مثل تلك الشروط يمكن لنا البدء بمشروع المصالحة الوطنية في اليمن بالبدء بإصدار قانون للمصالحة الوطنية ومنح وزارة المصالحة الوطنية صلاحيات واسعة تؤهلها لأن تقوم بدورها في المصالحة دون تدخلات أو قيود تفرض عليها.


حدثنا عن علاقتك بجماعة "أنصار الله"؟
لا توجد لي أي علاقة تنظمية مع جماعة "أنصار الله"، أنا متعاطف مع مظلومية الحوثيين منذ العام 1994م، بحكم عملي كصحافي في صحيفة "الأمّة"، وعلاقتي الجيدة بصديقي الشهيد عبد الكريم الخيواني الذي كان يرأس تحرير صحيفة "الأمّة" وصديقي الصحافي الأستاذ محمد المنصور وعدد من الزملاء الآخرين: ياسر الحوري، وعبد الحفيظ الخزانو، ماجد المتوكل، وآخرين، بالإضافة إلى علاقتي الطيبة فيما بعد بصديقي إسماعيل المتوكل والأستاذ يحيى الحوثي.


والحقيقة أنني كنت من معارضي الحروب السبعة ضدهم، ونشرت العديد من المقالات عن ذلك في صحيفة "الأمّة" وعدد من الصحف الحزبية في اليمن، وكانوا هم أيضاً متعاطفين مع أبناء الجنوب، تلك المظلومية المشتركة بيننا خلقت لنا أجواء من التقارب مع بعضنا البعض، والعمل السياسي المشترك بيننا لإسقاط نظام الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، ورفعنا شعار إسقاط الرئيس وحق تقرير المصير، وكانت لنا عدد من النشاطات والتعاون في مجالات متعددة، منها إطلاق سراح عدد من أسرى الحروب السابعة على الحوثيين من أبناء الجنوب، وكتابة المقالات ونشر الأخبار عن مظلومية الحوثيين والحروب الظالمة ضدهم، واستمر التواصل والتعاون بيننا إلى الآن.


يقال إن لك أدواراً فعلية مع جماعة "أنصار الله" في الحرب الحالية؟
نعم، عملت مع عدد من قيادات "أنصار الله" على إطلاق سراح عدد من أبناء الجنوب الذين كانوا أسرى حرب في الحرب الأخيرة في اليمن والعدوان السعودي 2015م.


دكتور محمد النعماني أستاذ الفلسفة السياسية، كيف يمكننا توصيف المعنى الحقيقي للشرعية في الحكم؟
الشرعية في الحكم هي الشرعية التي يحصل عليها الحاكم بواسطة صناديق الإنتخاب، وتكون بطريقة ديمقراطية ودستورية وبانتخابات مباشرة من قبل الشعب للحاكم، وتكون شرعية الحكم هي حصول الحاكم على الأغلبية الساحقة من أصوات الناخبين، شرعية الحكم هي الإنتخاب وحصول الحاكم على أصوات الناخبين وموافقة البرلمان على تلك الشرعية، والشرعية الدستورية ممثلة في البرلمان.


أما الشرعية الثورية، فهي التي تستمد شرعيتها من الثورة ومن الفعل الثوري. والثورة هي حالة فوق دستورية وفوق قانونية، ولا تخضع لأحكام القضاء، فالشرعية الثورية تستمد صفتها من الإجماع الشعبي عليها.


ولذلك لا يمكن أن يكون للعدوان السعودي على اليمن، بعد كل جرائم الإبادة الجماعية ضد السكان الآمنيين وكل هذا الدمار، أي شرعية لعودة الرئيس المنتهية صلاحياته، عبد ربه منصور هادي، إلى الحكم في اليمن، فالعدوان السعودي يبحث عن شرعية الحاكم للحصول على شرعية العدوان على اليمن، ولا أعتقد اليوم أن تحالف العدوان السعودي على اليمن قادر على إعادة شرعية الحاكم إلى اليمن، إلا في حالة واحدة فقط: هي التوافق والإجماع عليها.


دكتور محمد أنت أحد مؤسسي اللجنة الدولية التي تشكلت في لندن، والخاصة بملاحقة السعودية بسبب "التحالف" الذي تقوده لعودة "الشرعية"، ما الذي دفعك للقيام بذلك؟
جرائم الحرب والعدوان والإبادة الجماعية التي يقوم بها تحالف العدوان السعودي على اليمن كان دافعاً رئيسياً لي ولعدد من الإخوة الزملاء، منهم الأخ أحمد المؤيد، والأخت أم كلثوم باعلوي، وذلك لإشهار اللجنة الدولية لملاحقة مجرمي تحالف العدوان السعودي على اليمن، ونهدف إلى المطالبة بمحاكمة المسؤولين المباشرين عن هذه الإبادة الجماعية والحرب مع شركائهم المحليين والإقليميين والدوليين و مقاضاة المجرمين من كل الأطراف المشتركة في الحرب والعدوان، وتقديمهم فوراً إلى محكمة الجنايات الدولية.


في مؤتمر دولي امتدحتَ إيران ووصفت ثورة الخميني بأنها مصدر تأثير وإلهام الأحزاب اليمنية التي شاركت في ثورة الشباب في 2011، ماهو ردك لمن يتهمك بالعمالة لإيران؟
الثورة الإسلامية في إيران لا شك وأنها تركت آثاراً على الشباب العربي والإسلامي، حيث تركت مشاهد قيام شباب الثورة الإسلامية في إيران بتقديم باقات الزهور للجنود المشاركين في قمع تظاهرات شباب الثورة الإسلامية في طهران ومدن إيرانية أخرى ووضع زهرة في فوهة كل بندق، وكل ذلك كان بتوجيهات من الإمام الخميني الذي أمر الشباب الإيراني عدم مقاومة قوات الأمن والجيش، وإنما تقديم الزهور ورفع الشباب الإيراني شعارهم "الزهرة في فوهه كل بندق"، وبذلك كسب الشباب ود قوات الأمن والجيش الإيراني، وانضم لهم لإسقاط نظام الشاه في إيران، وأنا شاهدت تلك المشاهد تتكرر في ثورات الربيع العربي في كل من اليمن ومصر وتونس، شاهدت الشباب يقدمون الورود والزهور إلى قوات الجيش والأمن في تلك البلدان، وكان الجيش والأمن سنداً لهم في إسقاط الأنطمة الدكتاتورية العسكرية الحاكمة في دول الربيع العربي، مثل ما كان سنداً للثورة الإسلامية في إيران في إسقاط نظام الشاه. وفي النهاية، أقول لمن يتهمني بالعمالة لإيران: سامحكم الله، وأقول لهم: واثق الخطوة يمشي ملكاً.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24