الخميس 25 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
فوزي الصغير: الإضراب ليس حلّاً
الساعة 22:15 (الرأي برس - عربي )

في خضم الأحداث المتسارعة التي تشهدها البلاد، امتدت جبهات القتال على كل محافظة يمنية. لا توجد منطقة إلا ووصلت إليها يد الحرب، وطاولت أهم القطاعات حيوية في الدولة، منها جامعة صنعاء اليمنية التي تبدو جبهة أخرى لا تختلف عن جبهات المعارك، ولها ضحاياها أيضاً، منذ اندلاع الحرب في العام 2014م حتى يومنا هذا، خصوصاً مع تزايد التصعيدات الأخيرة التي أفضت إلى إعلان الإضراب الشامل من قبل الآكاديميين، نتيجةً لتوقف رواتبهم منذُ خمسة أشهر.


التحولات السياسية التي شهدتها اليمن في الفترات الأخيرة، كانت جامعة صنعاء نواتها، فدائماً ما تبدأ الثورات والإعتصامات من هذا الصرح، كثورة الشباب في فبراير من العام 2011م، والتي كانت انطلاقة شرارتها الأولى من الجامعة، الأمر الذي يجعل البعض متوجساً من هذا الصرح، خصوصاً في ظل الاضطرابات الداخلية بين الأطراف. 

 

 حمل الأسئلة حول آخر المستجدات في الجامعة، في ظل الإضراب الذي أعلنته نقابة هيئة التدريس مطلع يناير الجاري، وعن مسألة تأخر الرواتب، وإلى أين يمضي آكاديميو اليمن والطلبة في صرح خرج قبل أشهر من قوائم التصنيف العالمي للجودة التعليمية حسب التقارير الراصدة، إلى رئيس جامعة صنعاء، الدكتور فوزي الصغير.


خمسة أشهر مضت على آكاديميي جامعة صنعاء دون رواتب، كيف لرئيس الجامعة أن يشرح لنا هذه الإشكالية؟
طبعاً نحن لا ننكر أن هناك مشكلة كبيرة جداً في مسألة صرف الرواتب، وعدم صرف الرواتب ليست مشكلة آكاديميي جامعة صنعاء فقط، ولكنها مشكلة الجهاز الإداري للدولة بأكمله، وهذه المشكلة سببها ثلاثة أشياء رئيسية: العدوان، ثم نقل البنك المركزي إلى عدن، هذه الأسباب الثلاثة هي التي أدت إلى حدوث نقص في السيولة، ثم عدم توفر الرواتب سواء كان للآكاديميين وموظفي الدولة بشكل عام، وطبعاً ظلت السلطة في صنعاء تصرف الرواتب لمدة 18 شهراً دون توقف، حتى إنها كانت تصل إلى المناطق الجنوبية، وحتى الذين هم في الرياض سلمنا لهم رواتبهم وهم غير موجودين في أجهزة الدولة، و طبعاً كان هناك عدم تقنين للسيولة في مرحلة سابقة، مما أدى إلى فقد كبير لأن المبالغ لم تعمل على التدوير داخل البنك المركزي، مما أدى إلى فقد السيولة.


كيف ترى الإضراب في جامعة صنعاء؟
بالنسبة للإضراب، هو ليس حلاً، لكن نحن نقول إن زملاءنا بالنسبة للآكاديميين طرحنا لهم حلاً بداية اللقاء التشاوري للنقابة، وقلنا لهم إن الرواتب حق ولا بد أن تأتي، لكن ليس بالإضراب، نحن في مرحلة حساسة، هذه المرحلة تتطلب جهود كل العاملين في الجهاز الإداري للدولة، وبالنسبة لنا في الجامعة قد قطعنا شوطاً كبيراً خلال ثلاثة إلى أربعة أشهر، والآكاديميون يقومون بعملية التدريس ثم الدعوة إلى حدوث إضراب خلال بدء الإمتحانات، وهم مجموعة قليلة مضربون، فقط، ونحن قلنا لا نريد تعطيل العملية التعليمية، نطالب ونعمل حلول للراتب، ثم نمتحن الطلاب ونعلق النتائج، وحين يبدأ الفصل الثاني نترك العمل ونظل في إجازة مفتوحة إلى أن تأتي الرواتب، ونحن كآكاديميين نبحث عن حلول للمشاكل دائماً، وليس إلى حدوثها.


قبل أشهر خرجت جامعة صنعاء من التصنيف العالمي لضبط الجودة التعليمية، ما هي الإجراءات التي قمتم بها حيال ذلك؟
التصنيف كان غير حقيقي، لكن نحن نقول إن معظم الدول العربية البحث العلمي فيها منخفض بشكل كبير جداً، وطبعاً إذا كانت الدول... حتى كإسرائيل تدفع 3% من موازنتها للبحث العلمي، لكن عندنا في الدول العربية لا يوجد للبحث العلمي أي موازنات، وبالتالي اليمن أحد الدول العربية التي ليس لها أساساً موارد، حتى جامعة صنعاء مواردها غير متكاملة بالنسبة للبحث العلمي، وحتماً تغطي الأساسيات، وموارد دعم البحوث العليمية منخفض، سواء في جامعة صنعاء أو أي جامعة عربية أخرى، وكل الجامعات العربية تجدها في أسفل القوائم، وليس اليمن فقط وجامعة صنعاء.


"التعليم الجامعي في خطر"... ما تعليقك على هذا الشعار؟
التعليم الجامعي هو الأساس، لكن نحن نقول التعليم الأساسي في خطر، لماذا؟ لأن التعليم الاساسي إذا لم يكن قوياً سيصل الطالب إلى المرحلة الجامعية لا يفقه شيئاً حتى في الأساسيات، وعندنا في الجامعة التعليم ليس في خطر، وهناك إجراءات اتخذت في جامعة صنعاء أو الجامعات اليمنية بشكل عام، على أساس الإعتماد الآكاديمي للجودة، لذلك لا نقول إن التعليم الجامعي في خطر، بل نقول إنه لا بد أن يكون هناك اهتمام بتعليم أساسي قوي، والجامعة هي حقل للمواهب والابتكارات، وإذا لم تكن الجامعة فيها الإبتكارات تصبح ليس لها معنى.


كان هناك سخط واسع حول ظهور رئيس الجامعة بالبزة العسكرية، واعتبرها البعض أنها عملية خطرة نحو أدلجة التعليم، أن يظهر رئيس جامعة يقود مستقبل أجيال ويقحمهم في الحرب... كيف تشرح لنا ذلك؟
ليس صحيحاً هذا الكلام، فالبدلة العسكرية جزء من الوطنية نعتبرها، ولا بد أن يكون الإنسان في جهوزية عالية، خصوصاً ونحن في هذا الوضع الحساس الذي تمر به البلاد، الوضع في اليمن وضع حرب، وبالتالي يجب أن يكون الجميع في حالة جهوزية تامة، وإذا نظرنا إلى بعض الدول نجد أن المدنيين لديهم دورات عسكرية، لذا نحن بالنسبة لنا يجب أن تعاد بعد الثانوية عملية التجنيد للطلاب، فعندما يرى الطالب نفسه في وضع الجندية يكون مستعداً لحماية بلده، فهذه مهمة جداً، ونحن نرى أنه ليس هناك أي إشكالية في ظهوري بالزي العسكري.

معظم الدكاترة يفكرون بمغادرة البلاد، والبعض الآخر اضطر إلى بيع القات وحرف أخرى بسبب الوضع الإقتصادي، والمعاناة التي لحقت بهم نتيجة لتوقف الرواتب، هل لديكم بديل لسد الفراغ؟
معظم الدكاترة يفضلون أصلاً أن يسافروا للتدريس بالخارج، لكن نحن نقوم إنه بالعام الماضي الكثير ممن هربوا بدون أي داع للهروب، وقد ترك الكثير من الدكاترة والآكاديميين الجامعة في وقت حرج هي بحاجة إليهم، وبالتالي هذا الوضع سبب لنا إشكالاً في الجامعة، لكن استطعنا إيجاد الحلول، وأن يكون هناك بعض الآكاديميين الذين استطاعوا أن يظلوا في هذا الوضع الذي عايشناه، فقد استطاع اليمنيون أن يواجهوا كل هذا العدوان والصلف السعودي بالصمود، خاصة بالجامعات اليمنية، استطاعت أن تُسير العملية التدريسية في أيام صعبة، لذلك نحن نفضل ونفتخر أن يكون هناك آكاديميون يمنيون في جامعات عربية وأجنبية، لكن دائماً نحن نقول إن اليمن هي التي دفعت عندما تعلم الدكتور ووصل إلى مرحلة الدكتوراه، والمراحل التي تليها، ثم يترك اليمن وهي بحاجة ماسة إليه، هذه عملية غير مرغوبة.


بيانات نقابة هيئة التدريس دائماً ما تطالب بوقف المخالفات القانونية والإفراج عن المعتقلين من أعضاء هيئة التدريس، هل هناك فعلاً حملات اعتقال تطال الدكاترة وأبناءهم، ومخالفات قانونية تحدث دون علم رئاسة الجامعة؟
لا يوجد معتقلون أصلاً، هذه فقط النقابة تحاول إقحام التعليم الجامعي في السياسة، لكن نحن نؤكد أنه لا يوجد لدينا آكاديميون محتجزين، لكن أيضاً نقول إن الذي عليه شبهات فلا مانع من استجوابه حسب القانون.


هل هناك تعارض بين المطالبة بالراتب وبين الولاء الوطني؟
نحن قلنا دائماً إن الراتب حق، وبالتالي لا يوجد بينهما أي تعارض، ونحن عندما نطالب لا نصل إلى مرحلة التعطيل للعملية التعليمية أو الظهور بالحالة الثورية.


تتحدث مصادر أن ثمة تعيينات تحدث خارج إطار مجلس الجامعة، ما مدى صحة ذلك؟
نحن قلنا لهم أي مخالفات، سواء كانت إدارية أو آكاديمية أو مالية، هناك قضاء، ومن حق أي أحد يرى أن هناك مخالفات عليه التوجه للقضاء، وهو الفاصل بيننا.


هل ترى أن عدم حل أزمة الرواتب هو رغبة من سلطات الأمر الواقع بإيقاف العملية التعليمية؟
إيقاف الراتب كان غير مدبر، لكن من سبب وقف الرواتب والعجز في الإيفاء مع الموظفين هو العدوان في المقام الأول، ثم من قام بنقل البنك المركزي إلى عدن، فهذا من تسبب بوقف مرتبات الآكاديميين والجهاز الإداري للدولة، غير ذلك لا توجد أسباب.


كيف تنظرون إلى الإحتجاجات النقابية القائمة؟ وما مدى تعاونكم معها؟
نحن حاولنا أن نوجد نوعاً من التقارب بيننا وبين الهيئة الإدارية للنقابة، وأيضاً من يحاول أن يصعد الأمر للوصول إلى الإضراب، وقلنا لهم نحن معكم بالمطالبة بالراتب لكن لا بد أن نضع الحلول نحن الآكاديميون، ولا بد من تقديم رؤية حقيقية لمواجهة نقص السيولة، يعني على الآكاديميين أن يكون لهم دور في مواجهة نقص السيولة في البلد.


مصادر نقابية تحدثت إلينا أنكم تجاهلتم مطالبها؟ 
ليس حقيقياً هذا الكلام، دائماً يحاولون التصعيد، ويحاولوا أن يجدوا نوعاً من الخلل داخل الجامعة، لكن نحن قلنا لهم يجب أن نعمل سوياً، ويكون العمل بيننا وبين النقابة سوياً، نحن كيان واحد، ولا بد أن نعمل معاً على أساس (أن) نصل للحلول الأساسية، ونحن لا نتجاهل النقابة، نحن مع المطالب الحقوقية كاملة، وعندما نطالب بالحقوق نطالب بالحقوق الأساسية للعضو المنتسب لهذه النقابة، ولدينا حقوق أساسية لا بد أن نطالب ونبحث عنها، من تأمين صحي، والأراضي، أما مشكلة الراتب فهي مشكلة عامة للدولة بشكل عام.


هل ما يجري من تصعيد يعتبر تمهيداً لثورة جديدة يعمل عليها البعض وفقاً لأجندة ما؟
لا ننكر أن النقابة من طيف واحد، وقد صرح وزير التعليم العالي وجميع المراقبين من خارج الجامعة، والذي خارج الجامعة يرى الوضع أكثر وضوحاً، وأي خلل داخل الجامعة يمكن ملاحظته بسهولة، كذلك دعوات النقابة هي فعلاً تسير في هذا الإتجاه، لأنه إذا كانت ثورة الجياع بدأت في مرحلة مبكرة قبل 3 أشهر فهذه تبعاتها.


مصادر تؤكد أن ملتقى الطالب الجامعي يتدخل في مهام إدارية وآكاديمية من ضمنها تصحيح دفاتر الطلبة الذين هم في الجبهات... ما مدى صحة هذا الكلام؟
هذا الكلام غير صحيح، بالنسبة لملتقى الطالب الجامعي هو عبارة عن كيان طلابي من الكيانات الناشئة نحن ندعمه فعلاً، لكن على أساس (أن) يكون في الإطار الصحيح، بدلاً من الاتحاد السابق الذي كان فعلاً يشكل ضغطاً أساسياً داخل الجامعة، ويتدخل في كثير من الأمور ويشكل ضغوطات، ومظاهرات داخل الجامعة.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24