الجمعة 29 مارس 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
العقيد عزيز راشد: تداعيات معركة الحديدة ستطال المنطقة برمتها
الساعة 21:35 (الرأي برس - عربي )

راشد: إتجاه العدو نحو المعركة البحرية في الساحل الغربي يأتي في إطار مساعيه للسيطرة على الموانئ اليمنية

حذر مساعد الناطق الرسمي باسم القوات المتحالفة مع «أنصار الله»، العقيد عزيز راشد، من أن أي محاولات يقوم بها «التحالف» للسيطرة على مدينة الحديدة الساحلية «ستمتد تداعياتها إلى المنطقة برمتها». كما حذر راشد، في حوار من أن «دول التحالف لن تكون في مأمن من التداعيات، وبوارجها المعادية ستكون في مرمى الصورايخ المضادة في حال الهجوم على المدينة الساحلية»، مؤكداً أن «الجيش اليمني مستعد لكافة الإحتمالات، وفي أوج جهوزيته لصد أي اعتداء».


بعد أكثر من عامين من الحرب، يتجه «التحالف» نحو حرب بحرية في الساحل الغربي، ما الأسباب الموجبة لذلك؟ وهل يسعى «التحالف» إلى جركم لحرب بحرية غير متكافئة؟

إتجاه العدو نحو المعركة البحرية في الساحل الغربي يأتي في إطار مساعيه للسيطرة على الموانئ اليمنية، بعد فشله الذريع على مدى أكثر من عامين في تحقيق أي تقدم في المعارك البرية التي خطط لها ومولها وساندها برياً وجوياً. ولجوؤه اليوم للحرب الإقتصادية وسياسة التجويع الممنهج لأبناء الشعب اليمني نتاج للفشل العسكري والسياسي في اليمن. وبالنسبة لمحاولة العدوان جر الجيش واللجان إلى معركة بحرية من أجل أن يحقق انتصاراً، فنقول له تجريب المجرب فشل مرتين، لأن العدوان في نهاية العام 2015 وبداية العام 2016م قد جرب حرب البحار، وكانت النتائج أنه تلقى ضربات استراتيجية وتكبد خسائر فادحة من خلال استهداف البارجات والزوارق الحربية المعادية، ابتداءً باستهداف البارجة السعودية «أم تي ينبع»، وصولاً إلى استهداف وتدمير البارجة الإماراتية «سويفت»، والختام بسفينة حربية سعودية مسماة «المدينة». ومجمل الخسائر البحرية للعدو خلال الفترة السابقة من العدوان تدمير 9 بارجات حربية، وأكثر من 20 زورقاً حربياً، وتحت تلك الضربات الموجعة تراجع العدو عن المعركة البحرية.


ولكن اليوم، يعلن «التحالف» عن استعدادات كبرى لهذه المعركة؟
العدو يعتمد على حرب الشائعات، والسيطرة على ميناء الحديدة ليست سوى زوبعة في فنجان، كنوع من حرب الشائعات، لأن أي حماقة ترتكبها دول العدوان في الحديدة فإن تداعياتها ستتجاوز اليمن وستمتد تبعاتها إلى المنطقة برمتها، وعندها ستكون المشكلة أكثر تعقيداً ليس على مستوى الداخل اليمني، بل حتى على دول العدوان، لأنها لن تكون في مأمن من ردة فعل الجيش واللجان والقوة الصاروخية والصورايخ المضادة للبوارج والسفن المعادية السعودية والإماراتية والأمريكية والصهيونية.


إلى أي مدى أنتم قادرون على المواجهة البحرية؟
من استطاع أن يمتص الضربات الجوية خلال أكثر من عامين هو قادر على الإستمرار في المواجهات البحرية، لأنها ستكون مباشرة مع العدو الحقيقي الذي طالما تخفى عن المواجهة من خلال الهروب إلى الضربات الجوية، ظناً بأن المرتزقة في الداخل سوف يقومون بالمهمة نيابة عنه. ونحن نخوض حرب النفس الطويل والاستنزاف وهي استراتيجية يمنية، ولقد أعلن السيد القائد عبد الملك الحوثي أننا مستعدون للمواجهة جيلاً بعد جيل، فاليمنيون متعودون على خوض الحروب الطويلة، ولا يمكن أن تؤثر في معنوياتهم، بل كلما كثر الأعداء وقل المناصرون ازداد الجيش واللجان الشعبية صلابة وضراوة في المعركة والتخطيط والاقتحامات الناجحة والضربات الصاروخية القوية.


تحدثم قبل أيام عن مفاجآت تنتظر قوات «التحالف» في حال محاولتها السيطرة على محافظة الحديدة...؟
نعم تحدثنا عن مفاجآت في حال أقدم العدوان على احتلال الحديدة، والأيام القادمة كفيلة بكشف تلك المفاجآت.


هل استعددتم مبكراً لهذه المعركة؟
نعم. وضعنا كامل الإستعداد لهذه المعركة، لأننا ندرك أهمية هذا الميناء باعتباره الشريان الوحيد لمصدر الغذاء والدواء والمستلزمات الأخرى للشعب اليمني. فالجاهزية الآن في أوجها، وكل الإحتمالات اتخذنا لكل منها ما يناسب في الرد والردع، كما تم اتخاذ الإحترازات اللازمة في الدفاع الساحلي والقوات البحرية وخفر السواحل، والجيش البري واللجان الشعبية والشعب متأهبون لأي حدث. ولقد نالت السفن المعادية ما يردعها في المحاولات السابقة.


راشد: الرهان على الحديدة أو غيرها رهان خاسر

أبدت الولايات المتحدة رغبة في المشاركة في العملية العسكرية التي يعد لها «التحالف» في الحديدة، هل تتوقعون مشاركة القوات الأمريكية في العملية؟
الولايات المتحدة هي العدو الأساسي لللشعب اليمني، فهي المخطط وهي العقل المدبر لهذا العدوان، وليست السعودية وحلفاؤها من الأعراب سوى أدوات لتنفيذ المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة العربية برمتها. ونذكر القراء بأن العدوان أعلن من واشنطن على لسان وزير خارجية آل سعود، والرئيس الأمريكي أبدى استعداده لتقديم الدعم اللوجستي الكامل، ومعنى ذلك أنه هو من اتخذ القرار وليس «التحالف»، فـ«التحالف» هو جزء من المعركة، ولكن تزعمت الحلف السعودية نظراً لحقدها المتجذر على اليمن كحالة نفسية ومرضية على اليمن وعلى العراق وسوريا وليبيا، لأن هذه الدول حملت المشروع العربي والقومي في مواجهة المشاريع الأمريكية والصهيونية.


يعني أن المشاركة الأمريكية واردة؟
المشاركة الأمريكية واضحة في هذا العدوان واستمراره باعتراف أعضاء الكونجرس ورئيس المخابرات الأمريكية الأسبق، ولولا الدعم الأمريكي للسعودية لما تجرأت في شن عدوان على اليمن، فالطائرات التي تقصف الشعب اليمني أمريكية، وتزويد الطائرات بالوقود أمريكي، وغرفة العمليات أمريكية، والغطاء السياسي أمريكي، إذاً الحرب هي أمريكية بامتياز.


هل يراهن التحالف على معركة الحديدة لإضعاف صنعاء؟
العدوان جرب كل المخططات والتكتيكات، وفتح جبهات متعددة، وينتقل من الخطة «أ» إلى الخطة «ب»، ولكن كلها فاشلة، فالرهان على الحديدة أو غيرها رهان خاسر.


هناك من يرى أن معركة الحديدة هدفها محاصرة صنعاء، فيما يعتقد آخرون أن السعودية تريد أن تنفذ رغبة قديمة في السيطرة على المدينة الساحلية، كونها فشلت مطلع ثلاثينات القرن الماضي في السيطرة عليها. ماذا ترون؟
الحصار المفروض من قبل تحالف العدوان هو على اليمن بشكل عام وليس على صنعاء فقط. والسفير الأمريكي في اليمن هدد بنفسه في مفاوضات الكويت باستخدام الورقة الإقتصادية، وذلك ليس غريباً، فأمريكا حاضرة في العدوان على اليمن بشكل غير مباشر، فزجت بأدواتها وشركائها و«القاعدة» وأخواتها في اليمن من أجل أن تُنهك اليمن، وبعدها يتدخل عسكرياً، وكل هذه الخطط معدة مسبقاً، ونحن جاهزون للمواجهة مهما كان حجمها، لأننا واثقون بنصر الله وبعدالة القضية ومظلومية الشعب اليمني، وفي النهاية الشعوب هي من تنتصر، ودول الإحتلال والاستعمار مصيرها الفشل والهزيمة. أما السعودية لديها أطماع وتدخلات في الشأن اليمني منذ نشأت الدولة السعودية، وهي تتدخل بالوكالة عن بريطانيا واليوم نيابة عن أمريكا. فالمشهد واضح وجلي، فالسعودية كانت تعتبر اليمن حديقة خلفية من خلال شراء ذمم ضعفاء النفوس من خلال اللجنة الخاصة في السفارة السعودية، والتي لا يعلم عنها الكثير من الشعب، ولكن السياسيين يعرفون مهمة هذه اللجنة، وماذا كانت تمارس من أدوار في اليمن.


هناك تحشيد متواصل في جبهات القتال في نهم، وتحشيد مماثل في ميدي، هل يأتي ذلك في إطار الجهود المبذولة لتشتيت قوتكم؟
محاولة العدوان فتح الجبهات والتحشيد المستمر فاشلة أمام شعب يمتهن الحروب على مدى قرون عديدة متوارثة عن الآباء والأجداد. والجيش واللجان امتلكوا خبرة طويلة في كيفية التصدي والمناورة والتمويه وإعداد التشكيلات العسكرية وتغيير الخطط باحترافية لا يفهمها الأعداء. وبالرغم من وجود مرتزقة يمنيين في مقدمة الغزاة، ولكن ينقصهم الجانب الإيماني الذي هو معيار للصمود والمنازلة، بالإضافة إلى وجود قيادة فتية كفوءة ممثلة بالسيد عبد الملك الحوثي الذي يوجه ويخطط بحكمة وعقلانية مع اتخاذ الشدة عند المواجهة واللقاء، إلى جانب الروح المعنوية التي تمتلكها القيادة والجيش واللجان والشعب اليمني، والإرادة على القتال المستمر. فمحاولة التشتيت لا تجدي على الإطلاق، نحن على علم بكل تحرك يقومون به وماذا يريدون من ورائه، فالثقة بالله وبأنفسنا قوية ولا يمكن أن تتأثر بمحاولات عسكرية طائشة من قبل العدوان ومرتزقته.


هناك اتهامات لبعض أفرقاء الداخل بتخريب الدفاعات الجوية في عهد الرئيس عبد ربه منصور هادي، كيف تقرأون ذلك؟
دعني أمام هذا السؤال أن أتوسع في الإجابة للأهمية، وأطلع القارئ الكريم على أهم مراحل تخريب الدفاعات الجوية والقدرات العسكرية اليمنية من قبل العدو السعودي وأدواته في الداخل. فخلال الأعوام 2011 ــ 2014 نجحت الرياض في إنهاك منظومة الدفاع الجوي، وتنامت خلال تلك الفترة ظاهرة سقوط الطائرات الحربية في سماء العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات في عمليات التدريب. كذلك تكررت حوادث السقوط التي أدت إلى مقتل قرابة 16 طياراً حربياً و23 مدرباً وفنياً وملاحاً وتدمير 20 طائرة من نوع «سوخوي» الروسية الصنع، وكذلك «ميغ 21»، فضلاً عن سقوط طائرة نقل عسكرية من طراز «أنتونوف» وسط سوق الحصبة المزدحم بالباعة والمتسوقين في صنعاء. مع ذلك، كان هناك من يبرر تلك الأحداث بخروج تلك الطائرات عن الخدمة بسبب تقادمها. وتعرضت بعض الطائرات للتفجير في مرابضها، إذ تم تفجير أربع طائرات عسكرية ثلاث منها في تشرين الأول 2011 داخل قاعدة الديلمي الجوية في صنعاء، فيما اتهم مجهولون بالوقوف وراء الحادثة. بالتزامن مع ذلك التدمير المنهجي للقوات الجوية، تصاعدت الإغتيالات خلال الأعوام 2012 ــ 2014 بحق منتسبي القوات الجوية من ضباط وخبراء، وتفجير الحافلات التابعة للقوات الجوية وإصابة العديد منهم أكثر من مرة، وامتدت إلى اختطاف خمسة من ضباط القوات الجوية المبتعثين للدراسة في «أكاديمية الأسد العسكرية» في حلب قبل عودتهم إلى البلاد، مروراً باقتحام وزارة الدفاع من قبل مجموعة من الإرهابيين السعوديين.


هل كان للرئيس هادي دور في ذلك؟
كان لهادي دور فاعل في تدمير الصواريخ والدفاعات الجوبة من خلال ما يسمى «هيكلة الجيش». طلب الأمريكان من هادي أن يقوم بتفكيك الدفاعات الجوية مثل «سام 2» و«سام 6» و«سام 9»، ووعدوه بأنهم سوف يعطونه البديل. وعقب تدمير 1500 منها في باب المندب، توجهت اللجنة إلى مأرب لـ«إعدام» عدد مماثل من هذه الصورايخ، ولم يتم الوفاء من الأمريكان بالبديل، بل إن الضباط الأردنيين الذين كانوا مع الأمريكان رصدوا الإحداثيات لأماكن التخزين للصورايخ، ووضعوا الشمع الأحمر عليها، وأثناء العدوان تم استهدافها.


تقصد أن «الهيكلة» كانت مرحلة تحضيرية للحرب؟
نعم. ما يسمى بـ«هيكلة الجيش» كانت مرحلة رصد وتدمير لقدرات الجيش اليمني للتحضير للعدوان على اليمن مسبقاً.


ما مدى تاثير تلك العملية على القوة الصاروخية اليمنية؟
ظن العدو أنه استهدف تلك القوة ودمرها معتمداً على أدواته في الداخل، ولكن بحكمة وخبرة اللجان الشعبية، وما اكتسبوه من أساليب التمويه الجيد أثناء المواجهات في الحرب السادسة مع العدو السعودي، ولذلك استطاعوا بالتعاون مع الجيش أن ينقلوا العديد من الصواريخ، وتمويهها في أماكن آمنة يصعب على العدو اكتشافها. ومع أن العدو قام بعدوان مباغت، واستطاع تدمير الرادارات المركزية، إلا أن رادارات متنقلة بمديات متفاوتة بقيت ولم تدمر، فاستطاعت دائرة التصنيع الحربي تطويرها خلال الفترة الماضية بمديات أبعد لاكتشاف الطائرات والبارجات المعادية.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24