الخميس 28 مارس 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
رحيل آخر عمالقة الشعر اليمني وأطولهم عمرا
الساعة 14:08 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


في صمت وبعيداً عن الأضواء و الضجيج رحل يو م أمس شاعر اليمن الكبير وآخر عمالقة جيل أربعينيات القرن العشرين ، رحل الشاعر والمعلم المربي محمد العديني عن 97 عاماً ، مخلفاً وراءه تراثاً كبيراً من الشعر والحكايا والمواقف الطريفة والخصومات الأدبية ، وأجيالاً متعاقبة من رجال اليمن النابهين الذين تتلمذوا على يديه زمراً فكان منهم الوزراء والقادة ، وكان منهم كبار الموظفين والتربوين والمبدعين والوجهاء والبارزين في مختلف وجوه الحياة ..
 

رحل محمد فرج العديني بعد أن تحول وجوده الأدبي والتربوي على مدى يزيد عن خمسة وسبعين عاماً علامة مميزة لمدينة الحديدة ، وبصمة من أهم بصماتها على المشهد الادبي اليمني وعلى تاريخ اليمن التربوي خلال سبعة عقود من تاريخنا المعاصر 
 

رحل آخر عشاق الفصحى الذين يعلون من شأنها ويفضلون التحدث بها عن علم عميق بجمالياتها وفقه واسع بأسرارها ودخائلها .. ورحلت معه قصة حياة كانت جديرة أن تروى .
 

لقد حرمنا العديني من الاطلاع على شعره مطبوعاً فديوانه لا يزال مخطوطاً فهو من أرلئك الشعراء الذين لم يمثل لهم النشر هماً يذكر ..ولقد حاولت شخصياً سنة2004م إقناعه بتقديم ديوانه الشعري لتتم طباعته ضمن مطبوعات صنعاء عاصمة الثقافة العربية .. لكنه مع بالغ الأسف لم يستجب لإلحاحي المتكرر.. ولم أجد عنده ولا عند مجايلة الشاعر والتربوي الراحل العزي مصوعي ما وجدته من تجاوب عند الشاعر عبدالله غدوة او عند أولا د الشعراء إبراهيم صادق وعبد الله عطية وعلى سعد الحكمي .
 

وهكذا فقد رحل الشاعر الكبير عن أوراق عمره مطوية لا نعرف منها غير ما تناثر أثناء حياته على المنابر التي كان أحد فرسانها المميزين ، أو ما تسرب من طرائفه وهجائياته من خلال أصدقائه والمقربين منه ..
 

وإذا كان عدم طباعة ديوانه أثناء حياته يمثل غصة للمهتمين بالشأن الأدبي .. فإن رحيله عنه حبيس الأدراج في مثل هذه الظروف التي تمر بها اليمن اليوم يعد غصة مضاعفة 
فقد اعتدنا على ضياع تراث الراحلين إلا ماندر .. 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24