الجمعة 29 مارس 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
إختفاء أشكال الغش التقليدية في اختبارات الثانوية في اليمن وفرضها بالقوة
الساعة 17:45 (الرأي برس - متابعات)

عاماً بعد عام، تختلف أشكال الغش في الامتحانات في اليمن. ويختار البعض وضع أوراق صغيرة في الأحذية، أو كتابة بعض المعلومات في أنحاء مختلفة من الجسم. لكن هذا العام، كان الغش ظاهراً وجماعياً من دون أي خوف، في ظلّ سماح المراقبين للتلاميذ بالغش، كما يشير الكثير من المقربين من لجان مراقبة الامتحانات.

في كلّ عام، تشهد مدارس اليمن ارتفاعاً في نسبة الغشّ في امتحانات الشهادتين الأساسية والثانوية. ويبدو أنّها زادت هذا العام من جرّاء الانفلات الأمني وانتشار السلاح، ما أدى إلى فرض الغش بالقوة في كثير من مراكز الامتحانات. ويستنكر عبدالله السعواني ما يصفه بـ “المهزلة التعليمية”، وقد شهد الغش في أحد المراكز التعليمية في صنعاء خلال الأيام الماضية.

يقول: “في كلّ عام، تظهر مشكلة الغش في الامتحانات، إلّا أنّني أشعر بالقلق بسبب ارتفاع نسبتها من عام إلى آخر. والسبب هو إجبار البعض لجان المراقبة أو الإدارة على السماح للتلاميذ بالغش بالقوة”.

ويوضح السعواني أنّ الغش انسحب أيضاً على مدينة صنعاء، بعدما كان محصوراً فقط في بعض المناطق النائية والأرياف. يضيف: “اليوم، أصبحت الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي تمر فيها البلاد مبرّراً خفياً، تتحجج بها الإدارة التعليمية لتبسيط أسئلة ‏الامتحانات أو للسماح بالغش. منها، انقطاع التيار الكهربائي، وعدم حصول جميع التلاميذ على الكتب، إضافة إلى إضراب بعض المدرسين على مدى أشهر بسبب عدم حصولهم على رواتبهم”. ‏

من جهتها، تقول أم أفنان اليريمي إن ابنتها أكدت لها أنّ عدداً من المراقبين في لجان الامتحانات في مدرستها طلبوا المال منها ومن زميلاتها، بهدف السماح لهن بالغش. وتشير إلى أنّ هذا الأمر جعل إبنتها تشعر بندم شديد على الأشهر السابقة التي قضتها في الدراسة، حتى إنها جهّزت أوراقاً صغيرة تساعدها على الغش. تضيف: “فشلت في اقناعها ‏بغير ذلك، وقد قالت إنها لو شاركت في الغش منذ اليوم الأول، لتلافت بعض الأخطاء. كما أنها لا تريد أن تتجاوزها زميلاتها في الدرجات، كما حدث العام الماضي”.

إلى ذلك، يرى عدد كبير من التلاميذ أن الغش أمر مهم لضمان مستقبلهم من خلال الحصول على درجات جيدة، وبالتالي الالتحاق بكليات الطب والهندسة. لذلك، لا يهتم كثيرون بالدراسة خلال العام الدراسي. في المقابل، كان للسماح بالغش تأثير سلبي على أولئك المجتهدين الذين بذلوا جهداً طوال العام.

تقول المدرسة في مدرسة زينب للبنات في صنعاء، نسيم أم قصي، إن الدوائر التعليمية حريصة على الحد من الغش، مشيرة إلى ضبط عدد من التلميذات بسبب الغش، واتخاذ إجراءات عقابية بحقهن. تضيف في حديثها أن “إحدى التلميذات ضبطت وهي تتحدث عبر الهاتف، وكانت تحاول الحصول على إجابات عن بعض أسئلة الامتحان. وأثناء التحقيق معها، تبين أنها أجرت اتصالاً قبل تسليم ورقة الامتحان بدقيقة، ثم أخفت هاتفها في الحقيبة”. وتلفت إلى أنّ المدرسين يكتشفون أساليب جديدة للغش كل عام، تختلف عن الوسائل القديمة.

وفي ظلّ انتشار الغش، رفض وكيل مدرسة قتيبة بن مسلم في صنعاء، فائز الغزالي، المشاركة في الرقابة على امتحانات المرحلة الأساسية والثانوية، رغم استدعائه من قبل وزارة التربية والتعليم، للمراقبة في أحد مراكز الامتحانات في صنعاء. ويقول: “اختبارات الثانوية العامة لم تعد ذات جدوى وأهمية خلال السنوات الثلاث الأخيرة، بسبب ارتفاع نسبة الغش إلى مستويات قياسية، أمام مرأى ومسمع الجميع من دون أي حساب”. يضيف أن الوزارة لم تكلّف نفسها هذا العام حتى بإرسال موجهين إلى المدارس من أجل المسح الميداني، ومعرفة ما إذا كانت المدارس قد استكملت تدريس المناهح قبل وضع أسئلة الامتحانات.

ويشير الغزالي إلى أن غالبية المدارس الحكومية لم تكمل المنهاج الدراسي الخاص بالثانوية العامة هذا العام، بسبب عدم حصول المدرسين على رواتبهم منذ نحو عشرة أشهر، وبالتالي تغيبهم عن العمل. ويلفت إلى أن عودة الدولة هي السبيل الأمثل لمعالجة الوضع المتردي الذي يشهده قطاع التعليم في اليمن.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24