السبت 20 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
آبار سيؤن - مسعود عمشوش
الساعة 10:25 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


اليوم بدأ الجفاف الصحراوي يغزو سيؤن، التي كانت مدينة زراعية خضراء، تغطي معظم مساحتها المزارع، التي كانت ولا تزال تسمى آبار (جمع بئر)، والحيوط، وهي البساتين أو الحدائق الواسعة.
وفي الحقيقة بسبب شح الأمطار تعتمد الزراعة في سيؤن، مثلما هي الحال في معظم المناطق المجاورة، على مياه الآبار الجوفية التي كانت في السابق ترفع بواسطة السناوة، والآن بواسطة المكائن الأرتوازية.

 

وفي السابق كانت كل بئر أو مزرعة تحتوي على عدد من الآبار التي تسمى عيون، جمع عين. أما بعد دخول المكائن إلى وادي حضرموت، في ثلاثينيات القرن الماضي، فقد تم الاحتفاظ بعين واحدة في كل بئر.
 

وفي السابق كانت سيؤن تحتوي على عدد محدود جدا من الجروب (جمع جرب)، وهي الأراضي الزراعية التي تسقى بماء الأمطار والسيول فقط. وكانت أهم تلك الجروب: (جروب الحسن)، التي تقع غربي مستشفى سيؤن. وقد ذكرها حداد بن حسن الكاف في قصيدته الغنائية (يالهلالي وين تشرق وتغرب منين)، حينما قال:
يامحب شرقي جروب الحسن مرتع الغيد الحسان
ايش تواهي عدن عند بن داعر مع بير زين
يالهلالي وين تغرب وتشرق منين.
وبن داعر وبير زين إسمان لبئرين صغيرين وسط حي الثورة في سيؤن.

 

ومن المعلوم أن حداد بن حسن قد ذكر أيضا حيوط سيؤن في قصيدة أخرى قال فيها:
حيّا ليالي جميله مرت بسفح الجبل 
مثناة بحر الطويلة سيؤن لي فيها الجميل 
أهل الشروع الطويلة وأهل الوفاء والجود من سابق دويل
عدد طشوش المخيلة سلام لأرض الدول 
وعلى الحصون الدويلة والقرن وحيوط السحيل

 

وشرقي قصر سيؤن الشهير كانت هناك (بئر صقرة) التي حل مكانها جزء من سوق سيؤن و(الحديقة). وقد خلد أديب سيؤن الأول علي أحمد باكثير اسم هذه البئر عندما فضّل ماءها على ماء زمزم قائلا:
سلام على أهلي بسيؤن أنهم ... وإن فارقوني للعشيرُ المحببُ
ولولا هوى لي (بالطويلة) مبرح ... لقد كان (بيت الله) حسبي (ويثربُ)
وحسبي كرعي ماء (زمزم) سائغاً ... إذا فاتني من ماء (صقرة) مشربُ.

 

اليوم تقلصت المساحة الخضراء في سيؤن كثيرا. وتم قتل متعمد للآلاف من أشجار النخيل قبل أن تباع أراضي المزارع أو الآبار لغرض البناء التجاري والسكني. واختفت الكثير من الجروب تماما، وكذلك عدد كبير من الآبار أي المزارع. وبما أنني مصاب بحب المزارع وأسمائها فقد استعنت بذاكرة أخي سالم لندّون الأسماء التي لا تزال عالقة في الذاكرة بعد أن اختفت المسميات من الوجود.
هناك آبار لا تسند كلمة بئر عادة بأسمائها، منها:
بن داعر (وفيها تقع اليوم مدرسة عبد الناصر وإدارة التربية)، الفليح، أنيسة، نفيسة، صقرة، العنبة، مجروبة، السور، زُوَيِّة، الرُوَيَّا، القلم، باسالم، باعميرة، داوودة، غنيمة، جابرية، الميتة، عطية، مروانة، حسانة ثعبانة، وكيعة، الحيمرات، الرجيفة، الهلاّس، الفجير، سُماح، باسكن، زنفرية، رواسة(وهي المساحة التي شيد فيها مسجد المهاجر، الصُورَى، القفيل، بلحفوظة أو بنحفوظة، بانصير، عبيدان، البعو، باحماد، بانجار، الحوير،

 

وهناك مزارع تسند كلمة بئر لاسمها دائما، منها: بئر زين، بئر خضيب (وهي التي تم تحويلها إلى مقر للأمن)، بئر عوض، بئر الشيرة، بئر الصومالي، بئر سالم، بئر عبد الله، بئر السعادة، بئر السعد، بئر الكلبة، بئر بن زيد، بئر الحُمّد، 
ويبدو أن بعض الآبار قد قسمت ويتم تحديد كل منها بالجهة التي تقع فيها: مثل جابرية الشرقية وجابرية القبلية. وهناك أكثر من بئر تحمل الاسم نفسه: مثل بئر عبد الله التي بجوار فندق السلام وهي لآل الحبشي، وهناك بئر عبد الله التي بجوار مسجد عمر حيمد وكانت لعبدالله بن هود.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24