الجمعة 26 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن .......والقلم
عند التاسعة غيثا ... - عبد الرحمن بجاش
الساعة 12:32 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)




اطلت النظر الى الحذاء (( البوت )) , حدثت نفسي : الصباح يشي بالفرح , والشمس لا تزال نائمه , دعني اخرج في نفس الخط الذي حددته بخيالي ليلا , لا ادري لم ذهبت بنفس الخيال الى الكدره قدس قريتي , كان اجمل صباحاتها التالي ليوم مطير , تذكرته وكنت احدث عنه بالامس فقط  , كنت احدثه عن الذي عاش حياته طولا وعرضا البحار القديم محمد سلام خويلد , ما ان يشرق الصبح بنور الغبش فجرا حتى يحمل شاله وفرحته وينطلق الى حيث الاخضرار , يبحث عن الفرح حتى تحت الاحجار , فان وجدهم البُتال يغنون غنى معهم , وان وجدهم ينقلون الاحجار على اكتافهم شاركهم الجهد , وان وجد شلة الحشاشين يحشون حش معهم !!! . 
 

كان رجلا لا يهتم للعمر , ياتي , يذهب , خويلد يعيش للحظة بكل جموحها , القها , وان تماهت ساعات من متعه , فلا يتردد ان يستمتع الى مالا نهايه , ضحك الدكتور المقالح من اعماقه وقد وصلت الى ما يجعل ذلك البحار يغلق باب بيته فلا يخرج الا الصباح التالي , اذا صادف اعور عين , فيزبد ويرعد , ويامر زوجته باغلاق الابواب , فلا يخرج احدا حتى الابقار , ويظل هو واهله الى الفجر التالي وراء الابواب !!! , كان يردد ان العمر احساس , ولا يقف امام سنوات عمره الا اذا سالته كم عمر الفرح في حياتك , يقول لك : كلهن .....
 

حملت نفسي على الحذاء الرياضي , وانطلقت من الشارع الفرعي الاول , كان هناك ثمة عمال لا يابهون لصوت الطائرة التي مر هديرها , كانوا مشغولين بالبلك والاحجار والنيس وآلة الخلطة تنقل جهدهم الى الاعلى , كانت خدودهم متورمه بالاوراق الخضراء التي تهبهم كما قال احدهم البهجه .....
ادلف الى الشارع الثاني , الحركة في اوجها , عربيات تتمخطر امامي , ووراءها شباب صغير يبيعون التين الشوكي , وآخر اقترب مني : تشتري بيض ياعم ؟ قلت : لا ...نظر الي شزرا وتوارى ....., القمامة تغطي ذلك الشارع الذي يمر امام المحافظه , وعلى ابوابها جلس بضعة افراد يسترخون , كانت اللحظة تبحث عمن يستفزها فقط ...

 

مطعم القرموشي هناك يفتح ابوابه , وقدماي تحثان الخطى , السماء تنذر بغيث آخر , تسجل عدسة عيني حركة الانسان آتية ذاهبه , لا يجرح بهاءها سوى الاستخدام العكسي للشارع , هنا يستفز حريتك سائق متهور !!! . 
 

كانت الساعة تشير الى التاسعة والنصف , حدثت نفسي : حث الخطى اكثر , سجل اكبر عدد من اللحظات الفرحه , فاليوم بفعل غيث امس بدى جذلا بوجه امرأة تعرض دلالها على الكون كله !!! . 
البسطاء يتوزعون على شارع الخمسين لا يدرون عن السياسة ولا المبادرات ولا الصراع ولا اطرافه ولا عمن يلعبون على كل الحبال شيئا , يعرفون فقط ان عليهم ان ينحتوا الصخر بحثا عن الرزق , طوبى لهم .....

 

الساعة العاشرة والنصف عدت ادراجي , لاجد صاحبي عند العمال امام عمارة جديدة تبنى , واصلنا الرحلة حتى ارتل , هناك نلنا ما نريد من الورق الاخضر , وعدنا راجلين ....
كانت الساعة تشير الى الحادية عشره , ازف موعد ن......والقلم, الاخضرار ملأ نفسي , قلت : عد اليهم عود , عود لتلك الروابي والجبال السود , قلت لا ...بل هي الربى الخضراء في النفوس قراء احس ان علي تلبية نداء من كتبت صباحا اين النون ؟ اقول : هاهي النون يتبعها القلم محييا عبد الفتاح عبده فازع الحمادي الذي اشار الى طول الغياب . 
لله الامر من قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24