الخميس 25 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
برقية إلى جدول جريح - زين العابدين الضبيبي
الساعة 16:46 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


مهداة للعزيز محمود ياسين
 

 

دمـــوعــكَ لا تـــغــري وأُفــقــكَ ذابــــلُ
غــريـبٌ وفــي عـيـنيكَ تـطـفو الـمـنازلُ

 

طـريـقـكَ لا يـفـضـي إلــى غـيـرِ نـفـسهِ
وصــوتــكَ جــــرحٌ ضــفـتـاهُ الـمَـرَاجـلُ

 

تُــلــوّحُ مــــن قــعــرِ الـنـهـاياتِ لــلـردى
فــتـلـفـظُ أنـــفــاسَ الــفــنـاءِ الــمـهـازلُ

 

تـشـبـثـتَ بــالأوهـامِ لا شـــيء واضـــحٌ
ســــوى خـيـبـةٍ حـبـلـى وتــيـهٍ يــغـازلُ

 

عــلـى لـهـبِ الأهــوالِ تُـنـسى كـحـسرةٍ
تـجـاهـلـهـا هـــــذا الـــزمــان الـمـخـاتـلُ

 

خُــيــولـكَ أعــنــاقُ الـفـتـوحـاتِ كــلـهـا
وصـــــدركَ لــلـتـاريـخِ جـــســرٌ ونــائــلُ

 

مـشـيـتَ عـلـى حــدِ الـبـطولاتِ مـثـخناً
بـنـبـلـكَ.. حــتــى أيـقـنـتـكَ الــمـراحـلُ

 

كــسـرتَ أنـــوفَ الـمـسـتحيلاتِ مـفـرداً
كــتــابـكَ لا يــطــوى ونــجـمـكَ مــاثــلُ

 

وعـدُتَ وحـيداً تـمتطي صـهوةَ الضحى
ضــحـايـاكَ.. ذاتٌ تــزدريـهـا الـسـواحـلُ

 

تـغـربتَ فــي الـدنـيا سـيـوفاً ومـصـحفاً
ونــقــشـاً عـظـيـمـاً حــرفـتـهُ الــمـعـاولُ

 

لأنـــكَ أنــقـى.. عُـــدتَ أطــلال فــارسٍ
فــأنــتَ لــسِـفـرِ الــضـوءِ روحٌ وكــاهـلُ

 

تـــنــادوا لـــمــا خــلـفـتـهُ غــيــرَ أنّــهــمْ
قُـبَـيـلَ اكـتـمـالِ الـحـلـمِ عــنـهُ تـقـاتـلوا

 

لـــكَ.. الـجـبةُ الـبـيضاءُ تـخـتالُ خـلـفها
لــك.. الـبؤسُ مـجدٌ يـصطفيهِ الـبواسلُ

 

لــك.. الـكـبريا لــمْ تـطـو يـومـاً شـراعها
مــن الـزهـوِ .. لا تـقوى عـليها الـمجاهلُ

 

لــك.. الـخـيبةُ الـكـبرى، ومـن لا يـضمها
ســيـسـخـرُ مـــنــهُ الأنــبــيـاءُ الأوائــــلُ

 

لقدْ عشتَ ترعى العشبَ في مهمهِ الظما
إلــى أن تـجـلتْ فــي الـسرابِ الـمشاتلُ

 

وهــا أنــتَ فــي كـهـفِ الـمـعاناةِ مـوثقٌ
إلـــى صــبـركِ الـعـالـي، يـحـجُ الـتـفاؤلُ

 

تــلــقــنُ أقـــمـــارَ انــكــسـاركَ حــكــمـةً
بـــأنَّ الـمـدى نـقـصان لا شــيءَ كـامـلُ

 

سـتـمـنـحك الـغـيـمـاتُ ســــرَّ انـثـيـالـها
ويــرقـصُ فـــي عـيـنـيكَ زهـــرٌ ووابــلُ

 

وتــنـطـفـئُ الــنــيـرانُ نــيــرانُ غــيّـهـمْ
وتُـبـعـثُ مـــن قــلـبِ الـرمـادِ الـمـشاعلُ

 

لـنـا مـوعـدٌ فــي الـحـبِ خـضرٌ فـصولهُ
وإن تـوهـتـنا فـــي الـسـطورِ الـفـواصلُ

 

لــنــا الــحـبُ زادُ الـمـسـتظلينَ بــالـرؤى
جـرتْ مـنهُ فـي جـدبِ الـحنايا جـداولُ

 

نــحــبــكَ درويـــشــاً أنــيــقـاً وأشــعــثـاً
ونــــهــــواكَ.. إلا أنــــنــــا لا نــــطـــاولُ

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24