تسارعت وتيرة التعاون العسكري بين مصر وروسيا، بصورة تشي بأن العلاقة بين البلدين بدأت تأخذ مسارات جديدة، بعد تجاوز عقبات عديدة حالت دون الوصول إلى نقطة متقدمة تتناسب مع تصريحات وإشارات وتلميحات إيجابية صدرت عن مسؤولين في كل من القاهرة وموسكو.

وأعلنت شركة مروحيات روسيا الخميس أنها بصدد تصدير الدفعة الثانية من مروحيات “كا- 52” الروسية إلى مصر قريبا، ضمن عقد تصدير أول، كما أنها تقوم بتدريب مجموعة من الطيارين الأجانب، بينهم مصريين.

وأعلن أندريه بوغينسكي المدير العالم لشركة “مروحيات روسيا” في 22 أغسطس، أن موسكو ستقوم بتوريد 15 مروحية من هذا النوع المعروف بـ”التمساح” إلى مصر قبل نهاية العام الحالي.

وفازت روسيا في وقت سابق بمناقصة لتوريد مروحيات “كا- 52”، التي تعتزم مصر وضعها على حاملتي الطائرات ميسترال اللتين تم تدشينهما مؤخرا.

وتعتبر هذه المروحيات قريبة في المواصفات الفنية والقتالية من مروحية أباتشي الأميركية التي اعتادت القاهرة استيرادها من الولايات المتحدة، وأوقفها الرئيس السابق باراك أوباما، ثم تم استئناف تصديرها إلى مصر على نطاق محدود.

وقالت مصادر مصرية لـ”العرب” إن القاهرة لا تريد أن ترهن تسليحها بالولايات المتحدة، خاصة أن هناك انقساما حيال مصر، التي تخشى أن تتحول إلى رهينة للإرادة الأميركية في هذا المجال، لذلك لجأت إلى تنويع تسليحها وعقدت صفقات مختلفة مع دول من الشرق والغرب.

ورجحت المصادر حل الكثير من العقد التي حالت دون تطوير العلاقة بين القاهرة وموسكو، وهو ما يضاعف من التعاون في مجالات مختلفة.

وتستضيف روسيا عملية تكتيكية روسية-مصرية مشتركة تحت عنوان “مدافعين عن الصداقة – 2017”، وتشارك فيها وحدات من القوات الجوية الروسية وقوات المظلات التابعة للقوات المصرية، الأمر الذي ربطته بعض الدوائر بالتطور الحاصل بين مصر وروسيا في بعض الأزمات الإقليمية.

وقال رئيس الدائرة الاتحادية للتعاون العسكري التقني ديمتري شوجاييف، الاثنين، إن روسيا تناقش مع مصر توريد منظومة الدفاع الجوي “إس – 400” التي أثبتت جدارتها وفعاليتها في سوريا.

ويرى مراقبون أن الفتور الذي شاب العلاقات بين مصر وروسيا في الأشهر الماضية لم يعد موجودا، حتى النقطة الخلافية حول عودة الرحلات الجوية الروسية قرب حلها.

وقال مكسيم سوكولوف وزير النقل الروسي الخميس إن شركات الطيران الروسية قد تستأنف رحلاتها إلى مصر في غضون شهر. وأوقفت دول عديدة في مقدمتها روسيا رحلات الطيران إلى مصر، إثر تحطم طائرة روسية فوق صحراء سيناء في 31 أكتوبر 2015 ومقتل جميع ركابها.

وسجل استياء مصري من تردد روسيا في إعادة الرحلات الجوية، حتى أن البعض اعتبر أن القرار ذو بعد سياسي.

وأعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في مؤتمر صحافي بالعاصمة الصينية بكين الثلاثاء، عقب لقائه نظيره المصري عبدالفتاح السيسي على هامش قمة “بريكس”، عن امله في أن يتم قريبا حل قضية أمن الطيران في مصر بشكل كامل.

وأكد السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، لـ”العرب” أن التصريحات الروسية تؤكد أن مرحلة الدراسات الأمنية وتقييم الوضع انتهت، متوقعا أن يكون التعاون بين الطرفين متطورا للتأكيد لبعض الأطراف أن روسيا ومصر حليفان.