الجمعة 29 مارس 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن .........والقلم
هذا الرجل احترمه ... - عبد الرحمن بجاش
الساعة 12:36 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)




طوال الوقت والى اللحظه ما زلت اطلق على الحديده (( مدينة السلام )) , واليها طالما هفت روحي , اهطل عليها كالمطر , متعمدا ان ينزل الغيث بعد عصر أي يوم ايمم فيه وجهي نحو الغرب , حيث اسكن الله الارض جبالها الراسيات , احيانا تهبط بك اوديتها حتى قاع الشوق , واخرى ترتفع بك الى عنان الشجن . 
 

كنت اذا قررت ان ايمم وجهي صوب طيبة الارض تهامه , فاشد رحالي وابلي عصرا , لكي التقي السحب تسكن قمم مناخه , او شتاء التقي الغمام يزاحم السيارات على جسد الثعبان الذي سماه الصينيون باقتدار (( طريق )) واي طريق هو كان له الفضل في انتقالنا الى العالم العام 62 . 
 

في الاولى ادندن من لحظة ان ارتمي على صدر التهايم عند باب الناقه مع جحاف وايوب : ((واطاير امغرب ذي وجهت سَنَ امتهايم ....قلبي ضناه امعذاب ....احيان في امزيديه واحيان منها وشايم ...شيب وعاده شباب...سقٍم اشا اتسايلك واخو امطيور امحوايم ....عسى ترد امجواب )) , فيغني قلبي والتهايم معه حتى ساحل البحر حيث اودع الله السحابة امطارها . 
 

وفي الشتاء ايام الغمام , تستقبلك عند بوابة مناخه تلك الطلعة التي تنقلك الى اعالي القمم , تحس نفسك كانك الطير المعلي , فيغني عشقك لليل مع ابو بكر والمحضار : (( غدر الليل والرحله طويله ....والحموله على راسي ثقيله ...والسفر طال ما باليد حيله)) , تحس ا ن لك جناحين تطير بهما فوق نسائم تهامه حيث اودع الله الطيبة احد اسراره في قلوب الطيبين . 
 

هذا الظرف القاسي حرمني من متعة الانطلاق نحو السلام في مدينة السلام , لكنني استعيد الشريط مكانا وانسانا وزمنا , في احدى رحلاتي وكنت متوجها الى حيث صاحب امحديده تاك الذي في المدينة القديمة يبيع الفرح آيسكريم واغنية ايوب لجحاف واطاير امغرب , قلت احدث عبد الباقي : انظر ما اجمل واجهات هذه المباني القديمه , لم لا تطلى باللون الابيض , وظلت اللقطة في ذهني , حتىاا عدت الى الجبال كتبت  , وانا من الذين لا يذهبون الى المحافظ عند زيارة أي محافظه , فقد حافظت على المسافة الواجبة بين سن قلمي وبين ان اكتب بالمقابل ..لا يمكن ...
 

كتبت عن المباني والطلاء الابيض , فلم يكذب الرجل خبرا , فارسل الي صورة من توجيه وهو محافظها الى بلديتها : اطلعوا على ما كتبه بجاش وسارعوا الى طلاء واجهات المباني , ليس الامر فقط ما يتعلق بالطلاء , ففي جلساتنا في الحديده سمعت كثيرين يتحدثون عن محمد صالح شملان المحافظ الخلوق والعملي , والذي لم يبطش بهم كما تعودوا , ومن على البعد ظليت اتابع الرجل واعود الى الصورة القديمة فاجده ضمن الصورة الاكبر في نادي الوحده جار الشعب , والى الثروة السمكيه , والى الفيس بوك حيث اطل على الرجل الهادئ المحترم احييه , واتوارى حتى اذا هبت مناسبة فاجأته بتحيه , احس بخجله الشديد حياله عندما اقرأ رده . 
 

هذه البلاد بحاجه لامثال هذا الرجل محمد صالح شملان وخاصة في اللحظات القصوى  , من اذا اختلفوا مع الاخر رددو اختلاف امتي ....واذا اطليت عليهم كبشر فهم  يمشون على الارض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما.
لله الامر من قبل ومن بعد.

9  سبتمبر 2017

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24