الخميس 18 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
نقابات المعلمين في اليمن التزام بعدم فتح أي مدرسة مالم يتم صرف مرتباتهم
الساعة 20:15 (الرأي برس - المشاهد)

تبدي أم حسام النهمي – 45 عاماً – في صنعاء مخاوفها من أن لا تستطيع إلحاق بناتها الأربع بالمدرسة، بسبب توقف راتب زوجها المتوفي منذ عشرة أشهر، فإبنتها الأولى باتت على أعتاب التخرج من الثانوية العامة والأخريات يتوزعن على الصفوف الأساسية.

تشكو أم حسام من وضع معيشي متردي، وتقول إنها غير قادرة على شراء مستلزمات المدرسة، وتوفير الزي المدرسي أو المصاريف اليومية لبناتها، لذا فإنها تدرس خيار توقيف ثلاث من بناتها بناتها مقابل استكمال إبنتها في الصف الثالث الثانوي هذا العام.

“أم حسام” لا ترى نفسها مكترثة بتوقف بناتها عن التعليم، فكثير من أولياء الأمور بتأكيدها ربما لا يستطيعون إلحاق أبنائهم بالمدرسة إن كان هناك دراسة هذا العام. وفق ماقالت لـ”المشاهد”.

وتضيف: “حتى وإن وقعت دراسة، الطلاب ما عاد يستفيدوا شيء، العام اللي مشي ماعاد كانوا يدرسوا، وكانوا يدرسوا حصة حصتين ويرجعوا وعليها”.

عام جديد تحت الحرب

وبحلول سبتمبر 2017 أصبح طلاب المدارس في اليمن أمام عام دراسي رابع من التعليم في ظل الحرب، وفي الشهر العاشر على توقف الرواتب عن المعلمين وبقية موظفي الدولة، خصوصا في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين وصالح، والمعلمين في تعز.

وفي ظل عدم وجود أية بوادر صرف رواتب المعلمين في القريب العاجل، فإن قيادات تربوية ومعلمين التقاهم “المشاهد” بالتنسيق مع مركز الإعلام التربوي أبدوا مخاوفها من عدم مواصلة المعلمين لعملهم.

وأكد مدير مكتب التربية والتعليم بأمانة العاصمة محمد الفضلي أنه لا يمكن بدء عام دراسي دون صرف المرتبات. واصفا وضع التعليم بالكارثي.

وقال: محمد الجلال – مدير مكتب التربية السابق بتعز – إن توقف صرف مرتبات المعلمين معناه انهيار العملية التعليمية ما يعني حرمان ملايين الأطفال من التعليم. مضيفا: “الفرص المتاحة أمام إدارة التربية لبدء عام دراسي شحيحة إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه”.

واعبرت سمية حيدر ‘باحثة تربوية – محافظة الحديدة- أن الأمر الطبيعي جداً في حال لم يتم صرف مرتبات المعلمين، هو عجز المعلم عن الاستمرار في العطاء العلمي والتربوي، كونه رب أسرة، ولديه من الالتزامات ماتجعله غير قادر فعليا على العطاء.

سمية حيدر أبدت تخوفها ليس من حرمان المعلم من راتبه، وإنما من حرمانه أيضا حقه في المطالبة بحقوقه والإضراب عن العمل، رغم صدور بيانات وتعاميم نقابية تدعو إلى الإضراب.

وتوقعت سمية حيدر أن يتم مواجهة مطالب المعلمين التصعيدية، بالتهديد بمصادرة وظائفهم. لافتة إلى أن هناك مؤشرات ومشاهد تؤكد لجوء سلطة الأمر الواقع بذلك.

ومن بين 180 معلماً ومعلمة استطلعهم مركز الإعلام التربوي بمحافظات تعز والحديدة وصنعاء فقد قال 92% منهم إنهم لن يعودوا إلى المدرسة هذا العام مالم يتم تسليم رواتبهم.

تحذيرات من توقف التعليم

وبحلول سبتمبر 2017 أصبح طلاب المدارس في اليمن أمام عام دراسي جديد، وهو العام الثالث الذي يأتي ظل اشتعال الحرب بين تحالف الحوثين وصالح، والشرعية والتحالف العربي، في ظل توقف تام للمرتبات منذ 9 أشهر خصوصا على المعلمين في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين وصالح، والمعلمين في تعز.

وبحسب تقرير ان   نحو 70% من المعلمين اليمنيين والأكاديميين لم يتسلموا رواتبهم منذ قرابة عام, وهو التحدي الأبرز الذي يعيق آلاف المدارس والجامعات عن بداية عامها الدراسي الحالي بحسب تأكيده.

إقرأ أيضاً  محامي الرئيس السابق صالح يتعرض لإصابات بالغة نتيجة اعتداء مسلح
وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف”، وعبر ممثلتها في اليمن ميرتشل ريلانيو، في وقت سابق من توقف أكثر من 166 ألف معلم ومعلمة في 13 محافظة عن العمل مع بداية العام الدراسي الحالي.

وحذرت المنظمة فإن توقف المعلمين عن التعليم سيجعل الأطفال خارج المدارس، وسيعُرضهم لاحتمال تجنيدهم (في الخدمة العسكرية) والفتيات يصبحن عُرضة لاحتمال تزويجهن مبكراً. وطالبت “بتعهد غير مشروط من قبل جميع أطراف الصراع بدعم المُدرسين اليمنيين لتعليم الاطفال”.

أما المنظمة العربية للتربية والعلوم أصدرت هي الأخرى بياناً طالبت فيه بسرعة صرف رواتب المعلمين، ودعت الحكومة إلى عدم تسييس حقوق المعلمين. محذرة من توقف التعليم.

ودعت نقابة المهن التعليمية والتربوية في صنعاء كافة المعلمين إلى الإضراب الكلي والشامل والمفتوح  مع بداية العام الدراسي والتوقف عن مزاولة التدريس والالتزام كليا بعدم فتح أي مدرسة مالم يتم صرف مرتباتهم.

في السياق ذاته قال رئيس الدائرة القانونية “للنقابة الوطنية للتعليم العام محسن الدار: إن تأخر صرف المرتبات عن موعد استحقاقها نهاية كل شهر فضلا عن توقفها يؤثر بشكل مباشر على التعليم.

وقال: لـ”المشاهد” إنه في العام الدراسي الماضي تم تسريح الطلبة من مدارسهم لغياب المعلمين والبعض استمر بفتح المدارس بمتطوعين دون معايير أو شروط مهنية”. مبديا تخوفه من استمرار توقف مرتبات المعلمين ما قد يؤدي إلى توقف شامل للتعليم.

وأصدرت “نقابة المعلمين اليمنيين بتعز عدة بيانات ونظمت وقفات تصعيدية للمطالبة برواتب المعلمين، ودعت الحكومة في أكثر من مرة إلى عدم المماطلة والتمنع عن صرف مرتبات المعلمين ومراعاة الوضع الذي يعيشه أبناء تعز جراء الحرب والحصار.

وسبق لمكتب التربية والتعليم بمحافظة الجوف هو إصدار مذكرة بتاريخ  18-7-2017 أعلن فيه إخلاء مسؤوليته من توقف العملية التعليمية بسبب توقف صرف مرتبات المعلمين، وهو مايعني اغلاق  419 مدرسة وحرمان 60 ألف طالب من التعليم، إلا أن هذه التحذيرات دفع الحكومة الشرعية لدفع مرتبات المعلمين في المحافظة.

واعتبر مركز الدراسات والإعلام التربوي أن التوقف عن صرف مرتبات المعلمين سيكون المسمار الاخير في نظام التعليم بعد توقف ميزانيته التشغيلية ومغادرة المانحين الذين تعتمد عليهم الوزارة بشكل كبير في تمويل انشطتها.

عشرات المليارات

وبلغ متوسط مرتبات المعلمين المتوقفة خلال العشرة الأشهر الماضية 102 مليار ريال، وهو ما يمثل تأثيراً سلبيا ليس فقط على التعليم، بل على الوضع المعيشي والاقتصادي بشكل عام.

وبحسب تقرير تعليمي فقد تراجع الالتحاق بالتعليم العام خلال العام الدراسي الماضي، بنسبة 3% مقارنة بالعام الذي سبقه، وتقلصت ساعات الدراسة، حيث تلقى قرابة 4.5 ملايين طالب وطالبة 60% فقط من الساعات الدراسية التي حصل عليها زملائهم في المحافظات الخاضعة لإدارة الحكومة الشرعية وهو ما يؤثر سلبا على تحصيلهم المدرسي

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24