السبت 18 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
مقاطع جحيمية - محمود العكاد
الساعة 12:04 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

عَكسَ شَعب المَواجع
الحُزنُ بيْ حَسْ
والأسَى كان لي من الحُبِّ أَحْرَسْ
تطلعُ الشَمس من دَمي وجراحي
في شَواطي نَزيفهِ تَتَشمّسْ
واختناقي يَضمُّ ذكرى غَرامٍ
فيهِ قلبي نَسى بأنْ يَتنفَّسْ
ودُموعي سفائنٌ مُبحراتٍ
حَمَلَتْ حاويات ضيقي المُكَدَّسْ
واشتياقي الوحيد من يَتمنّى
أنَّ حَالي بحُرقتي يَتَعَرَّس
والذي في هَواهُ يُحييهِ موتٌ
يَنبغي أن يَكونَ شيئاً مُقَدَّسْ
يا ثِقال الحُمول كاهل رُوحي
انهدَّ فوقي كَسَقفِ بَيتٍ نَعَّسْ
غَرِقَتْ داخلي المَصابيحُ
دُفِنَتْ لُغةُ الضوءِ
 وانطفائك ما انبَسْ
كم كمانٍ لَديهِ منكِ نُدوبٌ
وأغانٍ من شهقتي تَتحسَّسْ
وطريقٍ يَفرُّ من خُطواتٍ
هي فينا من التعاسةِ أَتْعَسْ
أخبري الله أنَّ إنسان هذي
الأرض ظُلماً يكادُ أن يَتَأبْلَسْ
وأضيئي شوراع الحلم حتّى
بانفجاري 
 فالليل منها تَوجَّسْ
أنتِ تَدرينَ أنَّ عشق بلادي
غُصّةٌ نشتهي بها أن نُحَبَّسْ
وكلانا يحتاج ثأراً عنيفاً
وفماً حارقاً وفكراً مُبَسبَسْ
وإذا الصوت ما استثارَ اندلاعاً
فهوَ مثل الصدى الذي زار أَخرَسْ
فدعيني أرميك مني وأمضي
لافتراس الجفا وإن كان أشرسْ
شَجري يأكلُ الثّمار ومائي
عاطشٌ والظّلام في الصُبحِ عَسعَسْ
ورئيسُ المُنى التي في عروقي
يمنحُ الصبر فُرصةً كي يَيْأَسْ
وطني خانني وعاهدَ غيري
وعُهودي له إلى الآن تُدعَس
واسم جوعي مسجّلٌ في كشوفٍ
ضمن برنامج الغذاء المُسَيَّسْ
وثيابُ الأوضاع ليستْ مقاسي
غير أنّي من الكرامة أَلبسْ
وحدتي فُرصتي لأعرف نفسي
وعلى نهجها أنا أتأسسْ
تارةً أنطحُ السماء برأسي
تارةً أغتدي كطائر نَورَسْ
واعتياد الغياب لاقى حضوري
وانتظاري على جفاه تَمَرَّسْ
الحصى تَرجمُ الجبال بصدري
وأنا بينهَمْ كغُصنٍ مُيَبَّسْ
وأنا طلقةٌ بوسط عُيوني
منذُ أن حَوّلوا يَدي لمُسَدَّسْ
كلماتي مَلغومةٌ
وحروفي 
طائراتٍ يَقصفنَ من يَتغطرَسْ
والذي في النّضالِ يُحييهِ موتٌ
ينبغي أن يكون مثلي مُقَدّسْ


 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24