الخميس 16 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
غربة - صالح بحرق
الساعة 20:20 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


لم يكن عيبان قد وصل إلى منزله بعد، فقد ظل يحمل اللبن لوالده، ويتسكع في الشوارع، ويفكر ماذا سيعمل عندما ينتقل والده إلى مزرعته ويتركه وحيدا .
كان اصعب شيء عليه أن يبقى وحيدا في الظلام، يسمع أصواتا غريبة، ويسمع وقع أقدام قادمة إليه، أنه يأتي كل يوم من المقهى متعبا من كثر طلبات الزبائن، وعندما يأوي إلى فراشه لايستطيع أن يهجع بسهولة، لماذا يصر والده على بقائه في هذا العمل، أنه يفضل أن يكون بجانبه في المزرعة..كل هذه الهواجس كانت تسيطر عليه وهو يحمل اللبن ، ويدور من شارع لشارع.  
وصل متأخرا..لم يطرق الباب، فقد كان مفتوحا..دخل على أطراف أصابعه، وقف على رأس أبيه، كل شيء كان صامتا ، فالستاير كانت تغطي النوافذ، وتمنع دخول أضواء الشارع، والقطة كانت تعبر الغرفة في خطوات بطيئة.. شعر بالخوف كيف سيكون الأمر لو كان وحيدا تماما، ورجع كعادته من المقهى متعبا؟
 اخذ يفكر في ذلك ووالده على الفراش نائما .. وضع اناء اللبن على حافة السرير، وبدأ يقول لوالده: لااستطيع أن أبقى وحيدا في هذه الشقة ياابي لابد أن تأخذني معك الى المزرعة ، كم هي الحياة قاسية هنا، الناس يؤذونني، لاني اعمل نادلا عليه تجهيز الطاولات وغسل الصحون.. لااستطيع أن أبقى في الظلام لساعات طويلة، اتسمعني ياابي.؟
نهض متثاقلا, كان هواء الغرفة الباردة يلسعه اقترب اكثر من أبيه, امسك بكلتي يديه، كانتا باردتين، وكان نظره شاخصا للاعلى، والظلام يلفهما..

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24