الأحد 05 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن …...والقلم
لاتزورني!!!!؟؟؟ - عبد الرحمن بجاش
الساعة 21:04 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



الإثنين 16 أغسطس 2021

قالت خالتي : تعرف أحمد عبد الوهاب؟؟ 
أضفت أنا : مغلس …
اعرفه من أيام البدايات البريئة ، واعرف والده ، وعمه عبد الكريم ، وعبد الجبار، وأمين ، واولاد عائلة محمد سيف مغلس الكرام، هم في الاخيراهلنا …
برغم ألمها، قطعتني سريعا : خلاص يكفي هدرة ، ماتصدق ...صمت احتراما ، قلت في نهايته: ماهوالمطلوب ؟ : زوره، قلت حاضر…رقمه معك ؟ قلت : نعم 
عدت أتصل بها من جديد : اتصلت به ، ارتاحت ، لم أقل لها : طلب مني إلا أزوره!! لن تفهمني …
قلت بعد كلام طويل عريض عن الصحة وعن وعن ...لقد سمعت منه كلام من ذهب ، قل من أحجار كريمة ، قل من حروف معتقة طعمها حلو ورائحتها رائحة ملكة الليل …
لاتزورني ، حتى تظل صورتي في ذهنك كما كانت مشرقة …
صورته أشرقت ولاتزال في عقلي قبل روحي وقلبي من أيام دكان العزي عبد الله عبد اللطيف في شارع سبتمبربتعز ، ذلك الذي ترك أثرا في نفوسنا وذهب …
لأول مرة امتثل لطلب مثل هذا قد يبدو غريبا في نظر كثيرين ، احترمت رغبته بشدة ، فأنا من هذا النوع الذي يود دائما أن يحتفظ بأجمل الصور لأصدقائه في ذهنه …
والان من هو احمد عبد الوهاب محمد سيف مغلس في نظري؟ 
هومجمل القيم الإنسانية دون تعال ولانقصان ...من لحظة أن يحدثك ، فيبحث في قاموسه عن احلى واطعم الكلمات والاحرف، وينثرها عليك من رأسك حتى تغطيك ، وفي الاخير يقول لك بحرف باذخ : اعذرني عن التقصير...دعوني هنا أهمس الى أسماع بعض الجدران : فأحمد رحمه الله كان يمثل في نظري المشيخ عالي القيم...الذي يعلي شعاراوالحكمة الرائعة: " سيد القوم خادمهم " ...لن أطيل على ما قالت خالتي..ظللت لأيام تتردد في أعماق روحي جملته " لاتزورني " ..ودرره التي نثرها على كياني كله …
وقبل يومين ، بمجرد أن فتحت الصفحة الرئيسية للفيسبوك ، أطل وجهه ، تبلدت مشاعري، ظل حسام وكان يكلمني،  يتكلم وانا ذهبت بعيدا ...وأنا أدرك أن الموت حق ، لكن فراق الأعزاء وخاصة مثل ذلك الشيخ شكلا وموضوعا يكون المعنى فوق الاحتمال …
لم اجرؤ على الاتصال بخالتي ، ولم أرد على اتصال من صديق عزيز اعرف انه سيطلب مني الذهاب إلى المقبرة ...تجمدت لبعض الوقت …
الآن أدرك أن أحمد عبد الوهاب مغلس فارقنا،رحمه الله ورحم والده الذي كان يوصف ب: " الشيخ الداهية " ، وقد سمعت ذلك الوصف من والدي رحمهما الله ...لكنه لم يأخذ فرصته ، لأننا: " كسرنا كل الصحون" ، وحشرنا الصالح والطالح من المشائخ في خانة التخوين وكل الأوصاف التي يبحث الآن أصحابها عن بطائق مشيخ !!!
في هذه البلاد فقط يكررالتاريخ نفسه ، لأنه لا يجد جديدا يكتبه ..!!!
السلام لروحك يا احمد عبد الوهاب….
لله الأمر من قبل ومن بعد .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24