السبت 04 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
في زيارة خاطفة للبردوني - طارق السكري
الساعة 19:25 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


ألا زلتَ في الحَيْرةِ المُجدِبة ؟!
تــرجِّــي نَـوَامِـيـسَنا الـمُـعـطِبة
تـسـرِّح عـيـنيك فــي الـمَاوراء
كــأنــك تـسـتـطـلعُ الأحــجـبـة
يـبـاكـرنـا كــــل يـــوم صـــداك
ويـــهــوي بـأجـنـحـةٍ مــرعـبـة
وتـلـوي عـلـينا بـنفس الـسؤال
"إلـى أيـن هـذا بـذاك اشتبه" ؟
كَـبـرنا .. وهـبّـت ريـاح الـبنين
تـطـالـبـنا : أيــنـهـا الأجــوبـة ؟
ودرنـــا كـسـاقيةٍ فــي الـفـراغِ
تُـــردّدنــا الـنـغـمـةُ الـمـتـعـبة !
: ( إلـى أيـن يـا آخر التجربة )
وصــرنـا إذا لاح لــيـل هـرعـنـا
إلــى طــور أحـزانـنا الـمـعشبة
نصلي إلى الوهمِ حتى الصباح
ونـطـفـئ مــن نــارهِ الـمـسغبة
ولــكــنْ .. تـنـبّـهَ روحُ الـقـتـيلِ
وثــــار عــلــى قــبـرهِ وانـتـبـه
وكــان "مـغـنّي الـغبارِ" طـريداً
فــعــاد وفـــي يـــده الأسْـلِـبـة
ودوَّى "هـشيمُ الـدّماءِ" وأغرى
بــغـاصـبـهِ الــبــيـد والأتــربــة
كــأنّـا عــلـى مــوعـدٍ بـالـزمـانِ
الْـجـديدِ ! بـلـى ثـورةٌ مُـغْضَبة
أكـــان لَــديـك ارتـيـابٌ بـهـم ؟
كـشـفـناهمو الـنـخـبةُ الأرنــبـة
يُـنـادون قَـيْـلاً ويُــرْدُون قَـيْـلاً
وبـاسـمـهـمو كــانـتِ الـذَّبـذبـة
يَـقـلِّون عـنـد احـتـدامِ الـرزايـا
ويـقـتـتـلـون عــلــى الــمـأدبـة
رأيـنـاهـمو يـخـنقون الـزّبـيري
بِـدَعـوَاهُـمـو الــمُـرَّةِ الأشــربـة
يـشـقّون وَحْــدةَ صَـفِّـي كـأني
أنـا الـخصمُ لا الطُّغمةُ المُجْربة
خِـــفــافٌ بــروحـهـمـو ثــــورةٌ
تـجـيـد الـبـطـالات والـثـعـلبة !
مـعاً فـي الـصّباحِ وعندَ المَساءِ
تَــنِــدُّ بــهــم لــوْثــةٌ مـرهـبـة !
: (وتـرنـو الـمـرايا كـمُستغرِبة)
سـتـنفضُ بـلقيسُ هـذا الـرّكامَ
وتـسـقط فــي الـهُـوَّةِ الأغْـرِبـة
سـتـمضي بـنـا رايــةٌ ثـم نـأوي
إلــى فـجـرِ وَحْـدَتنا الـمخصبة

 


* ما بين الأقواس للبردوني

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24