السبت 04 مايو 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
اعترافاتُ نحلٍ متهمٍ بأبي تمام - عبدالعزيز الزراعي
الساعة 19:49 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


وعيهُ كان مقتلاً للبلاغَةْ
وانتهاءَ المعنى وموتَ الصياغةْ
فككتْ ذهنَهُ قراءةُ عصرٍ
يتداعى لم يستطعْ إبلاغَهْ،
للجديدينَ والقدامى الألى ناموا
تحاشوا أفكارَهُ اللداغةْ
لم ينمْ.. حارساً سلالةَ جمرٍ
وحدَه من أماط عنهُ وصاغَهْ
لم يُبَرعمْ بغيرِه، كان فرداً
في رؤى نفسهِ أتمّ انبزاغَهْ
وحياةً كالوحلِ خاضَ، ولكن
صانَ بالشعر طرْفَهُ وأزاغهْ
باخلاً بالخرابِ .. 
أغمضَ عينيهِ
وقد شاءَ غيرُهُ إسباغَهْ
رؤيةُ القبحِ في القصيدةِ تكفي
أن تربِّي عَدْواهُ لا إفراغَهْ
 أسرةٌ هشةُ الأواصرِ.. 
ألفاظٌ
عُرَاها ما بينها نَزَّاغَةْ
وعلى مدخل المعاني شقوقٌ
وِسْعُها كالسَّرابِ ك(المِفْرَاغةْ) 
لم يجدْ بينها وشيءٍ جِواراً
لمجازٍ أو صورةٍ مُسْتساغَةْ
لم يعدْ بين أي شيءٍ وشيءٍ
صِلةٌ أو تَمَاثُلٌ للصياغةْ
التشابيهُ هارباتٌ..
 فلا تُمهِلُ وجهاً فيها 
يرى أصباغَهْ
والمجازاتُ لا جلودَ عليها
تستوي لاستعارةٍ أو دِباغَةْ
لغةٌ لا تقولُ..  ثمَّ عِراكٌ
في إحالاتها، وفوضى و(غَاغَةْ)
لا (كأناتَ) بينها ..كي يربي
شجراً راشداً يعي أنساغَهْ
لا علاقاتِ قد يُعلِّقُ فيها
شاعر ٌ ثقلَ رأسِهِ وشماغَهْ
حينما مات ما يشيرُ إليهِ
لم يمتْ، إنما أناخ دماغَهْ
فوقَ أطلالِ وعيهِ.. كان يمحو
أثرَ الركضِ في براري البلاغةْ
يَغسِلُ المفرداتِ من ساكنيها
وأوانيْ اسودَّتْ لكثرِ الولاغةْ
شاعرٌ تنقصُ اللغاتُ، ويبقى
مالئاً نفسَهُ به وفراغَهْ

_______________

صنعاء ٢٥/ أغسطس/ ٢٠٢٠

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24