الاثنين 29 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
قصة
حلاق - صالح بحرق
الساعة 19:48 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


بدا صالون الحلاقةمزدحما يوم الجمعة على غير  ماعادته فهناك كثير من الأطفال، حضروا مع آبائهم، يحدثون داخل الصالون شغبا وصياحا، وكان هناك بينهم رجل مسن ينتظر دوره.
وبدت أدوات الحلاقة على الرف مبعثرة على غير مانظام، وكان الحلاق القصير يجد صعوبة في البحث عن الامشاط والمقصات، وكان يستخدم للشعور الغليظة والكثيفة الماء الممزوج ببعض المواد الصابونية، وقد امتدت مرآة الحلاقة على طول وعرض المحل، 
وفي الاطراف تم تزيينها بالغمازات الالكترونية، ووضعت على الامياز بعض المجلات الرياضية، والمروحة في السقف تطرد الشعيرات المتساقطة إلى خارج المحل.
كان الحلاق القصير كلما وجد فرصة صدح ببعض الالحان، يبدد عن نفسه القلق ويخبر الزبائن بين وقت وآخر أن سعر الحلاقة قد ارتفع، وكان يقول تلك العبارة بشيء من الالم.
كان يمتلك مهارة في قص الشعر، ويجيد استخدام الموس بشكل عميق، دون أن يحدث في العنق، اي خدش، وكان شكله القصير يمكنه من الانحناء بيسر.
وصعد في هذه الاثناء، على كرسي الحلاقة أحد الأطفال، ممن حضروا مع آبائهم، فقام الحلاق بوضع لوح خشبي تحته، ليترفع جذع الطفل إلى مستوى قامة الحلاق، وكان يترفق بالصغير كثيرا ،مخفيا عنه الموس، وكان والد الطفل يقف بجانبه، وإذ ذاك صرخ الرجل المسن: لقد تعبت ياولدي الا يوجد فيكم احترام للمسنين؟ والتفت إليه الحلاق وقال: الان بعد هذا الطفل. وساد الصمت الصالون, وصعد بعد هنيهة على كرسي الحلاقة الرجل المسن، والمروحة تدور وتدور.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24