- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- طبيب الأسنان مأمون الدلالي ينال درجة الماجستير من جامعة العلوم والتكنولوجيا
- قرية "الوعل" مسلسل درامي يعرض في رمضان
- الجالية اليمنية في مصر ترفض تعيينات السفير بحاح هيئة إدارية ورقابية دون إجراء انتخابات
- سفير اليمن لدى اليابان يبحث مع مسئولي شركة ميتسوبيشي سبل تعزيز الشراكة التجارية
- مبادرة استعادة ترحب بقرارات محكمة الأموال العامة بإدانة عدد من البنوك اليمنية
- مبادرة استعادة تكشف عن عدد من شركات الصرافة الحوثية ضمن الشبكة المالية الإيرانية
- بعد أن تلقوا ضربة أمريكية موجعة... الحوثيون يعلنون خفض التصعيد في البحر الأحمر
- مسلحون حوثيون بقيادة مسؤول محلي يقتحمون منتجع سياحي في الضالع للبسط عليه
- جزيرة كمران.. قاعدة عسكرية لإيران (تفاصيل خطيرة)
- "تهامة فلاورز" مشروع الحوثيين الوهمي للاستيلاء على أموال اليمنيين وأراضي الدولة
قبل عدة أعوام سقط قتيلاً أمام منزله ، بعد أن التقطتْ عيناه ملامح قاتلٍ ، امتهن سفك الدم ومصادرة الأرواح .
أمام أعين القتلة بثيابه التي لم تتجاوز بنطلوناً وقميصاً ، سقط المهندس أجمد الحبيشي رحمه الله ، تاركاً على وجه التراب حكاية مدينةٍ ، ظلت فريسة الإنتهاك والإذلال العنصري المناطقي البغيض .
غادر الشهيد أحمد الحبيشي المهندس والمدني الذي ظل متشحاً بساطته وطيبته ، تاركاً الحياة وصوت الرصاص وهو يخترق جسداً نبت من حلال ، كحكاية مملؤة بعنجهية الإنتقاص والإستهانة بالدماء .
سقط أحمد الحبيشي شهيداً دون أن يمنح أطفاله القبلة الأخيرة ، ودون أن يمنح قاتليه شرف الإنتصار على مدنيته ، ليدعهم هناك ضحايا لخستهم ولؤمهم وتفوقهم المناطقي المنبوذ والمستهجن .
تناقلت المواقع الإخبارية ما قالت عنه بيان قبائل آنس المتضامنة مع المتهم بقتل المهندس أحمد الحبيشي ، وراح البعض يندد بمواقف الشيخ عبدالواحد صلاح محافظ إب تجاه القاتل وليد محسن راجح والمعروف بوليد الآنسي المتهم الرئيس بقتل الشهيد أحمد الحبيشي بهمجية متوارثة وبعنجهية أخدت من الشيطان غروره وطريقته في الإنتصار للذات المنتفخة .
لا زلنا في نظر أولئك مواطني درجة ثالثة ، لا تجد حرجاً في أن تقبل رأس ثور مقابل فقيدها أو زاملاً يمنح المقتول مشاعر الأسى ويصادر من أولياء دمه حقهم في الأخذ بحق فقيدهم وفق الشرع والقانون .
لم يقف أولئك ( مطلقوا البيان ) ولم يصدر عنهم موقفاً مندداً تجاه ما قام به المتهم وليد محسن راجح من إزهاق روح المدنية وقبلة التمدن المهندس أحمد الحبيشي ، وكأن أقدار إب أن تمنح أبناءها لأولئك القتلة مجاناً ، أو أنها صارت من الرخص بحيث لم تعد جديرة بالإلتفات لمواجعها ودماء أبنائها النازفة .
تود قبائل آنس - بحسب البيان - إبتزاز الشيخ عبدالواحد صلاح ، ووضعه أمام عيب النكوث بالوعد - حين أعطى القاتل ( المتهم بالقتل ) وجهه كما يقولون - وزج به غياهب السجن المركزي ، وكأن الشيخ عبدالواحد صلاح إرتكب جرماً وعيباً أسوداً ، متناسين أن ما يقومون به هو العيب نفسه وقلة المروءة والشهامة .
يحاول المبتزون اللعب على هذا الوتر السائد في العرف القبلي ، وكأن المتهم وليد محسن راجح لم يرتكب جناية أودت بحياة أحد المواطنين ، دون أن يدركوا أن الشيخ عبدالواحد صلاح لا يشبههم في سلوكهم ، وإكباره لحرمة الدماء وفداحة الإسراف في إراقتها ، وهو يدرك أن دم المسلم مقدم على كل الأعراف والعادات والقوانين .
لا أدري كيف يفكر أولئك المتضامنون مع القاتل ، ولا كيف يديرون حماقاتهم بعيداً عن هذا الإستغلال والإبتزاز الرخيص...؟
لا أرى جرماً في ما قام به الشيخ عبدالواحد صلاح منذ البداية حيث تم احتجاز القاتل ( المتهم ) في مبنى المحافظة قياساً على أن الشهيد أحمد الحبيشي لم يفارق الحياة بعد ، وأن تسليم القاتل لنفسه هو البداية للحل، غير أن رصاصات الحقد كانت قد انتزعت روح أحمد الحبيشي ليفارق الحياة ، ملقياً على كاهل الشيخ عبدالواحد صلاح المسؤولية لتسليم القاتل إلى الأجهزة الأمنية المحتصة.
ربما كان يود أصحاب البيان عقب وفاة الشهيد أحمد الحبيشي في مشفاه ، أن يوجه المحافظ صلاح بإطلاقا المتهم وليد الآنسي ومنحه الحماية الأمنية الكافية للحفاظ على سلامته ، دونما اعتبار لمن سقط قتيلاً.
لم يقم المحافظ بغير واجبه ، فهو يعرف ما يتوجب عليه القيام به ولا ذنب له في أن يكون صاحب مروءة وشهامة ونبل ومسؤولاً منوطاً به الإنتصار لكل من سفك التفوق المناطقي دمه..
ربما علي أن أقدم الشكر للمحافظ من أهالي الشهيد أحمد الحبيشي رحمه الله ومن أبناء إب، إب التي لم تنسى جريمة الرعوي في مبنى البحث الجنائي بعد، ولن يكون بمقدورها التغافل عن جريمة وليد الآنسي المتهم الرئيس بقتل المهندس أحمد الحبيشي، كما ولن تنسى أن تشد على يد الشيخ صلاح وتذكره بوزنه الإجتماعي وواجبه كرجل مسؤول لا زعيم عصابة.
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر