الجمعة 19 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
الأستاذ/ خالد الرويشان
عندما يحل التكتيك محل الإستراتيجي!
الساعة 18:11
الأستاذ/ خالد الرويشان

السياسي اليمني بارع بالتكتيك ..أي في اللف والدوران! لكنه لا يفهم في الاستراتيجي!
التكتيك مثل حركة أرنب قافزٍ وسريع تلحقه الثعالب ..الأرنب لا يرى أبعد من قفزة أو قفزتين! 
يجري مثل ظبي يلف برشاقة ويدور بسرعة تثير الاعجاب .. لكنه يقع في النهاية بين براثن الثعالب!
المفروض أن التكتيك حركة نحو الاستراتيجي ..أي أن ينجو الظبي!
لكن الإستراتيجي أكثر حِنْكة
الإستراتيجي له ارتفاع نسْر وعين صقر! يرى المشهد كاملا
يرى موقع العش في الشجرة 
وموقع الشجرة في الغابة
وموقع الغابة بين الجبال القريبة والبعيدة
وعندما ينقض يعرف أين وماذا يريد وماذا بعد! .. يرى ما هو أبعد!

السياسي اليمني يُغلّب التكتيك الساذج والأناني وحتى الشخصي على الإستراتيجي المهم حتى على البلد ومصالحه!
يُغلّب الهامش على المتْن
والشكل على المضمون
والشخصي على العام

في كارثة اجتياح العراق للكويت سنة 1990 مثلا أرسل الملك الحسن الثاني 2000 جندي فقط للسعودية!
ماذا يمكن أن يفعل 2000 جندي وسط 500000 جندي أمريكي؟ 
كان الملك الداهية يعرف أن السعودية تريد فقط مشاركة رمزية عربية أمام العالم فحسب!
لم يهتم الحسن بأكبر تظاهرة شعبية مغربية تضامنا مع العراق في الدار البيضاء
كان الرجل استراتيجيا ..يرى ما هو أبعد بعين الصقر!
وليس تكتيك غواية الجماهير 

ببساطة ..كانت استراتيجية الملك الحسن أن يحافظ على مصالح المغرب وشعبه 
غلّب الإستراتيجي على التكتيكي!
أحيانًا يصبح التكتيك المتذاكي الزائد عن اللازم فخّاً مفخّخًا لا لشخص فحسب بل لشعب ولبلد ..وربما لأمّة!

«من صفحته على الفيس بوك»

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24