الاربعاء 24 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
خالد الصمدي
القبيلة السياسية والحوثيين وإسقاط قصر السلطة
الساعة 01:00
خالد الصمدي

النظام اليمني منذ ما بعد ثورة سبتمبر  اعتمد على القبيلة الجهوية السياسية  في الهضبة لفرض الحكم على اليمن على مر التاريخ اليمني السياسي من خلال قرصنة المركزية  كما كانت الإمامة من قبل تعتمد على السلالية مع حاضنة قبلية جهوية ، لقد كانت القبيلة السياسية  في الهضبة تاراً مع الملكية وتاراً مع الجمهورية وترفض الان المشروع الاتحادي الفيدرالي  ، بعد ان اعلنت الأهداف لثورة سبتمبر لجيش وطني  لم نرى جيشاً وطنياً بل كان الجيش جيش القبيلة والدخول الى اي كلية عسكرية لابد ان يكون لديك توصية من شيخ القبيلة وكانت قيادة الجيش والاجهزة الاستخباراتية محصورة في قبائل الهضبة وتم إقصاء واغتيال كل من ينتمي الى قيادة السلك العسكري من ابناء تعز  وبعد ذلك تم إقصاء القيادات العسكرية الجنوبية  ، لقد كانت قبائل الهضبة السياسية  جزء من منظومة الحكم وفساده الذي جعل لهم مخصصات مالية ضخمة من مالية الدولة وانشاء لهم اقتصاد الوجاهة ويختلفون فيما بينهم ويتفقون على بقاء الحكم في مربع الهضبة.

من دمر ميناء المخا وميناء عدن ونهبوا اراضي تهامة المناطق الوسطى والمناطق الجنوبية هي قبائل الهضبة السياسية والعسكر حتى جاء الانقلاب الذي احدثه مسلحي الحوثيين بالتحالف مع قوات صالح منذ بداية الاحداث كانت القبائل التي يدعي اليوم البعض انها القيل اليماني الحامي للجمهورية هي من ادخلت الحوثيين الى مناطقها بل مشائخها سلموا لهم أراضيهم وجندوا افراد قبائلهم في صفوف مسلحي الحوثيين  واسقطوا هيبة الجمهورية  بل العسكر والذين اغلبهم ينتمون الى القبائل اغلبهم  سلموا المعسكرات للحوثيين  وأهانوا الشرف العسكري وشاركوا في قتل اطفال تعز وعدن والمدن اليمنية وجعلوا من مدينة تعز الجميلة الحالمة مدينة أشباح ، اوصل مشايخ القبيلة وعساكر القبيلة الحوثيين الى قصر السلطة في صنعاء وأعلنوا النكف القلبي على تعز مع احترامي لمن وقف ضد الانقلاب منهم او حتى على الأقل لم يكن مشاركاً في ذلك .

 يأتي اليوم بعضاً من الكتاب بلغة عنصرية عرقية يحرض على الهاشميين باليمن بالتعميم ويدعوا الى طردهم  من اليمن وعودتهم الى مكه موطن قريش بخروج عن استراتيجية انهاء الانقلاب ويحملهم مسؤولية اسقاط الدولة في انتهاك للدستور والقانون دون ان يحملون المسؤولية الحوثيين والعسكر ومشايخ  القبيلة المتورطين في ذلك  معاً ويتناسون  ما ذكرنا سابقاً من دور القبيلة السياسية  في اسقاط الدولة بهذا التحالف الجهوي  وما حدث من كارثة للوطن نتيجة ذلك ،وهنا لسنا بصدد الدفاع عن الهاشمي او القبيلي بل هنا الدفاع عن دستور وقانون الدولة والثوابت الوطنية  التي تكرم كل من ينتمي للمواطنة اليمنية  ونرفض تزوير الحقائق والواقع الذي يراد منه ان يجعل كل الهاشميين مجرمين والمشايخ والقبائل ملائكة والتاريخ مدون لكل حدث ونعرف ماذا حدث جيداً  .ليس كل حوثي هاشمي ولا كل هاشمي حوثي كما يقال عن الواقع اليمني بل اغلب مقاتلي الحوثيين قبائل ، بل دافع عن شرعية الدولة هاشميين وقبائل خصوصاً في تعز ومأرب والمناطق الجنوبية والساحل الغربي حتى في مناطق الهضبة وبنسبة اقل  .  لقد تحالف الحوثيين والقبيلة السياسية والعسكر على اسقاط الدولة ويدافع عنها ايضاً فئات الشعب المجتمعية ، الوطن ليس ملكاً لفرد او جماعة او قبيلة او سلالة او حزب  بل الوطن للجميع وللجميع حقوق المواطنة وواجبات الوطنية والدستور عقد بين الشعب والسلطة ، نرفض هيمنة القبيلة والسلالة معاً على ادارة الدولة وان يحترم دستور وقانون الدولة في يمن اتحادي عادل في توزيع الثروة والسلطة  .

 

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24