الثلاثاء 23 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
د. سيف العسلي
شر الدواب
الساعة 22:31
د. سيف العسلي

شر الدواب هم البشر الذين أعطاهم الله قلوبا يفقهون بها واذان يسمعون بها وأعين يبصرون بها ولكنهم عطلوها تعمدا وضرارا و كفرا و تفريقا بين المؤمنين وارصادا لمن حارب الله ثم يحلفون ان أردنا إلا الحسنى والله يشهد انهم لكاذبون

لقد وثقوا بأنفسهم وتخيلوا ان الله معهم ولوكان الله معهم لمكن لهم ان يستخدموا عقولهم و آذانهم و ابصارهم ... (قل أرأيتم ان اخذ الله سمعكم وابصاركم وختم على قلوبكم من اله غير الله يأتيكم به أنظر كيف نصرف الآيات ثم هم يصدفون)

انهم يظلمون أنفسهم ويظلمون غيرهم من خلال توهمهم  إن لهم قدرات غير قدرات البشر ومن ثم يكلفون انفسهم فوق طاقتهم وعندما لا يقدرون على ذلك يقولون اننا مظلومون وان لدينا مظلومية

وقد يكون ذلك صحيحا ولكن من ظلم من... فإن كانوا مصلحين فإن الله لم يكلف المصلحين بما لا يقدرون عليه (وما أرسلنا المرسلين إلا مبشرين ومنذرين فمن آمن و اصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون) أنهم يقولون لأنفسهم ولغيرهم ( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا اعلم الغيب ولا أقول لكم اني ملك ان اتبع الا ما يوحى الي قل هل يستوي الأعمى والبصير افلا تتفكرون )

أي إن الرسل الذين يلتزمون بذلك لا يظلمون ولا يظلمون ولا يورثون مظلوميات لمن بعدهم (الذين يفعلون ذلك هم والذين كذبوا بآياتنا يمسهم العذاب بما كانوا يفسقون)

ان من يورث المظالم لمن بعده هو الذي اتخذ الهه هواه فانت تكون عليه وكيلا  لانه يهلك نفسهم ويهلك غيره (ام تحسب ان اكثرهم يسمعون او يعقلون ان هم الا كالأنعام بل هم اضل سبيلا)

صحيح ان الناس يظلمون ويظلمون ولكن الله يتدخل فينصف المظلومين في الدنيا حتى لا يورث الثارات ان كان هذا الظلم كبيرا  وان كان الظلم غير كبير فانه يؤخر الفصل فيه الى يوم القيامة

هكذا فصل الله بين محمد وقومه في بدر (فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا ان الله سميع عليم) وهكذا تدخل الله لإحقاق الحق

لكنه قال لقربش: ( ان تستفتحوا فقد جاءكم الفتح وان تنتهوا فهو خير لكم وان تعودوا نعد ولن تغني عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت وان الله مع المؤمنين)

لكن ( اذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين والزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها وكان الله بكل شيء عليما ) فعندما نصر الله نبيه على المتنفذين من قريش قال اذهبوا فانتم الطلقاء فلم يتحدث عن مظلوميته الواضحة

إن الذين يستجرون مظلوميات ماضية انهم في الحقيقة يخلقون لأنفسهم مظلوميات حقيقية لا علاقة لها لا من قريب او بعيد بتلك المظلوميات وهم الذين قال الله فيهم (يا أيها الذين آمنوا اطيعوا الله ورسوله ولا تتولوا عنه وانتم تسمعون ولا تكون كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون ان شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو اسمعهم لتولوا وهم معرضون  )

نقول لهؤلاء حتى لا تكونوا  كذلك ( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله و للرسول اذا دعاكم لما يحييكم و اعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه وانه اليه تحشرون)

هناك من يبرر الاستمرار في الحرب ويدعو للاحتشاد وهناك من  يستجيب لهم. . لا تفعلوا ذلك واستجيبوا لمن يدعوكم الى الصالح من أجل ذلك فأنا نقول لهم

 ( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا ان الله شديد العقاب)

فان تستجيبوا فأنا نقول لمن استجاب ( يأيها الذين امنوا ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم)

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24