الجمعة 19 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
د. سيف العسلي
حرب بلا نصر..
الساعة 20:00
د. سيف العسلي

من خلال التجارب التاريخية ثبت  ان الحرب اي حرب لا تحقق نصرا ابد فما من حرب الا وتسبب اوزارا للمتحاربين

فقط يلجأ للحرب ابتداء  من ليس لديه حجة ولا قضية واضحة اي أن من يبادر الى الحرب هو الخاسر دائما فإلى جانب خسارته لتعاطف الناس معه فإنه يخسر حقه البين الواضح الجلي

فعلى سبيل المثال فمن يحتل ارض غيره ظلما وعدوانا من خلال الحرب فانه إما أن  يبرر لآخرين  ليحتلوا أرضه التي لم تكن محل نزاع أصلا و لا يخرج المحتل إلا بشروط وتعويضات واما أن لا يحقق شيئا من خلال لجوئه للحرب إلا إلحاق الأذى  بنفسه و بغيره و بالتالي يورث العداوة والبغضاء بينه وبين جيرانه

ان الحرب تهلك الحرث و النسل و لا شك ان ذلك فساد و الله لا يحب الفساد و المفسدين فعباد الله الذين يحبهم هم الذين يشترون أنفسهم ابتغاء مرضات الله و الله يقول لهم أدخلوا في السلم كافة و لا تتبعوا خطوات الشيطان و لا شك ان عكس السلم هو  الحرب

و لذلك يقول الله لعباده كتب عليكم القتال و هو كره لكم أي قاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين

اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق الا ان يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره ان الله لقوي عزيز .. الذين ان مكناهم في الارض أقاموا الصلاة و آتوا الزكاة و أمروا بالمعروف و نهوا عن المنكر و لله عاقبة الامور .

الحرب مسموح بها في حال الدفاع عن النفس و ليس عن الله فالله قوي عزيز وليس عن دين الله فدين الله السلام والله يدافع عن السلام فمن ينصر السلام من خلال تحاشي الحرب و كل مقدماتها فان الله ينصره اي يمكن له السلام

لكن  الذين يغترون بكثرتهم او بقوتهم او بدينهم فيبادرون لشن الحروب على الآخرين فإن عاقبة هذه الحرب الهزيمة فيخرجون من ديارهم وهم الوف حذر الموت الذي تسببوه للاخرين فارتد عليهم فقال لهم الله موتوا حتى يذوقون بعض الموت الذي اذاقوه للاخرين ثم احياهم ليقدروا قيمة الحياة أي السلام ان الله لذو فضل على الناس ولكن اكثر الناس لا يشكرون

ان الحرب الحالية في اليمن لم تكن مبررة لا دينيا ولا وطنيا ولا سياسيا فلم يمنع احد من المتحاربين الآخر من ان يمارس دينه كما يشاء

لم يكن اليمن في حال يمكنه ان يتحمل الآثار الكارثية لهذه الحرب اذ انه كان يعاني من أزمات سياسية و اقتصادية و اجتماعية و كان يعاني من الارباك والتشرذم لقد كان على عقلاء اليمن ان يعملوا على منع انزلاقه الى حرب كهذه

وكذلك لم تكن الظروف تسمح حتى للسياسيين الانتهازيين ان كانوا أذكياء ان يقاوموا اغراءات الاستيلاء على السلطة لأنه ما كان لأحد منهم ان يتحمل مسؤلية ذلك

ومع هذا  فإن البعض قد وقع في ذلك و هاهي الحقائق اليوم أمامه واضحة و بدلا من الهروب الى الأمام و الادعاء بانه منتصر من خلال الحشود التي يجبر الناس على حضورها وهم يعانون من كل ما تسببته الحرب لهم من مآسي فان عليهم الاعتراف باخطائهم و الطلب من الله الغفران و من الناس العفو ..و لو فعلوا ذلك  لتوقفت الحرب و لنجوا و نجى الشعب

اما الاستمرار في تبرير الحرب فان ذلك يعني مزيدا من الهلاك لهم

لقد اثبتت هذه الحرب انه لا نصر فيها ولو استمرت الى الأبد افلا تعقلون ... اللهم اجعلهم ممن يعقلون.

 

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24