الاربعاء 24 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
أحمد طارش خرصان
إب.. الأرض مقابل السلام
الساعة 18:00
أحمد طارش خرصان

 

تبدو الصورة وكأنها على الحدود الفلسطينية الصهيونية المصطنعة ، عقب مداهمة القوات الصهيونية لأراضي ومنازل الفلسطينيين عقب الإحتفال بيوم الأرض الأخير... لم تكن كذلك
لكنها على الحدود بين الدولة واللادولة وفي بلد ، صارت الكلمة فيه للهمجية والعنف والسلاح المنفلت...
مثلما يفعل اللصوص وقطاع الطرق وعلى بعد مئات الأمتار من مقر الجهاز الأمني  كانت المداهمة
وكانت الحقيقة التي أثبتت غياب الدولة ، ليسود مكانها قانون القوة والغلبة والقبح المتنامي والمتكاثر في كل أرجاء المدينة المقهورة....

يتجول الأمنيون في المدينة ويتباهى الحوثيون بسلمية المدينة ، لكنهم لا يكترثون لمل هذه الممارسات المفزعة ، وكأن ما يعنيهم لا يتجاوز رغبتهم في أن تضغط المدينة على زناد بندقيتها المعطلة حتى الآن...
تكتظ المدينة بنقاط التفتيش الحوثية التي لا تجد حرجاً في السماح لرتل من مسلحين لا هدف لهم سوى تنفيذ مثل تلك الأفعال الرخيصة والمستهجنة ، وربما لا يأبه كثير من الحوثيبن لمثل تلك الحوادث ، والتي تقابل دائما بتصريح ربما حفظه مشرفو الحوثيين ومسؤولوهم ، لسنا بديلاً للدولة وعلى الأجهزة المختصة القيام بمهامها وواجباتها تجاه المواطنيين وحقوقهم .

في سوق الثلاثين الواقع بالقرب من المقر الذي يتحمل مسؤولية الأمن وحفظ السكينة العامة 
حدثت الكارثة إذْ تم الإعتداء على المبنى الواقع على أرضية المواطن عبده شايع زيد والثابت عليها منذ ما يقارب ست سنوات ، لتكون هذه الحادثة هي الثالثة في مسلسل طويل عنوانه سيكون صادماً ومسيئاً لقادة الأجهزة الأمنية والسلطة المحلية ، والتي كما يبدو باتت متطلبة للشفقة .

قضايا سطو متعددة لم يكن الإعتداء الذي طال أملاك عبده شايع زيد هو الأخير ، ذلك أن رقعة الهمجية تزداد اتساعاً ، يقابله انحسار قوة القانون وقبلها القيم والأخلاق والأعراف، لتعيش إب أسوأ فتراتها الزمنية رفقة العاهات والأمراض المتدثرة بالعنف والسلاح والهمجيات الفجة .

لا صوت يعلو في إب على صوت العنف والعبث والسطو ، ولا ملاذات آمنة لأناس ما زالوا يعتقدون أن القانون قادر على إنصافهم وإعادة موازين العدالة المختلة إلى حيث يرى المظلوم العدل والإنصاف .....
يؤكد المحافظ دوماً على الدولة فيما يتحدث مدير الأمن عن جاهزيته لردع العابثين والمتهبشين وإرغامهم على سلوك طريق القضاء  بينما يؤكد قادة حوثيون على أنهم ليسوا البديل للدولة وأنها موجودة
لكن عبده شايع زيد لا يهتم بذلك كله و لا يرى منه غير هذه الهمجية التي طالت أرضه والمبنى المقام عليها من قبل غريميه المعتدين ( محمد عبده قايد شمهان ، وعبدالله خالد الشاعري ) وعصابتهما المسلحة.

لم يعد أحد يهتم لادعاءات الدولة والسلام والقانون فيما أراضي المواطنين تنهب وتدمر ويتم السطو عليها ، دون أن تحرك هذه الحادثة وحوادث مشابهة السلطة المحلية وأجهزتها الأمنية للحفاظ على صورتها المهتزة - على أقل تقدير - لا القيام بواجباتها ومسؤوليتها في حماية المواطنين وممتلكاتهم من أي عملية حمقاء وبشهية طابعها اللصوصية والسطو والعبث .

لم يعد هنالك ما يمكن التعويل عليه وكأن القائمين على أمر إب ، يدفعون الناس إلى المواجهة والدفاع عن حقوقهم بعيداً عن القانون ، وبطرق مشابهة لمَا حلّ بممتلكاتهم ، والتي قد تقود إلى ما لا يحمد عقباه - مع رفضنا له - ، لكنها قد تدفع السلطات والأجهزة الأمنية إلى التدخل ودفع المتخاصمين إلى القضاء
فلا يمكن لبندقية ويد عابثة أن تنجح في إسقاط ( الثبوت الشرعي الواضح للمالك عبده شايع زيد ) والدفع باتجاه التحكيم القبلي ، كي يتم بواسطته ابتزاز الضحية .....

أحداث كثيرة وعمليات سطو متجاوزة للأخلاق تعرضت لها وتناولتها  ومع كثرتها كانت الأجهزة الأمنية هي الغائب الأبرز فيها ، إضافة إلى غض الطرف الذي تمارسه قيادات حوثية لم تعد لتهتم لصورتها المختلة في أذهان مواطنين في دولة ،  صارت محل تندر وتهكم مريرين ، أسقط كل هيبة للدولة ووضع ذلكم القول ( لا تأمن الدولة ولو صارت رماد ) في جيب الغيب المثقوب ليتبخر ذلك القول
تاركاً مكانه ثقوب سوداء بقي القليل أمامها لتكمل ابتلاع إب والتهامها وعلى مرأى ومسمع من سلطات لا وظيفة لها غير حث المواطنين على المزيد من السلام والتسامح  في مدينة بدا السلام ورطتها الأشد والأنكى من كل وجع وحزن. 

التفتوا لأنين الموجوعين وانصفوهم
فلن يدوم غير الله.....
.......
خرج الشيخ عبدالعزيز الحبيشي في جولة وبدأ بالسؤال لمن كان يرافقه حق من هذيك العمارة وهذاك البيت وهذيك الأرضية...؟
وفي كل سؤال كان يجيبه ( هذيك حق القائد الفلاني وهذاك البيت حق الشيخ فلان وهذي الأرضية حق مدير ... وهذيك حق ......)
مصرحاً بأسماء قادة عسكريين وأمنيين ومدراء عموم ومشائخ ومسؤولي سلطة محلية ليلتفت الشيخ نحو من رافقوه التجوال ولم يسمع إسماً لأحد أبناء إب الملاك في تلك المنطقة ليقول - يعني الأرض مقابل السلام
.....
رحم الله الشيخ عبدالعزيز الحبيشي ووالدي وأسكنهما الجنة وجميع موتى المسلمين

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24