السبت 20 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
أحمد طارش خرصان
معركتنا مع الكهنوت الوطني
الساعة 22:45
أحمد طارش خرصان

أتذكر والدي رحمه الله تعالى ، فتحتشد في ذاكرتي الكثير من الأوجاع والنتوءات المؤرقة ، تجاه رجل نزف حياته كدحاً وكفاحاً وشظفاً نزيها ، وحاول بطموحه النبيل أن يكون حاضرا في دنيا ، لم تكن منصفة البتة ، إذ وجد نفسه نهاية الأمر ضحية لأولئك الذين لا يرون في هذا الشعب أكثر من خدم ، لا يمكن لهم تخطي الخطوط المسموحة فيما يخص جوانب كثيرة ( اقتصادية - إجتماعية ) ، ليعيشوا ضمن الدائرة التي لو حاول أحدهم تجاوز سياجاتها ، فلن يتأخر أولئك من الإطاحة به مهما كان وزنه الإجتماعي والإقتصادي والسياسي .

تحضرني مشاهد كثيرة للطريقة التي يلوي بها المتسلطون أعناق الحالمين بحياة أفضل وحرية أكثف وأشمل ... تحضر ( حاشد ) في الوعي الجمعي اليمني كمصدر من مصادر الإذلال والإنتهاك والمواطنة الإستثنائية ، وتكاد الكراهية أن ترافق ( قبيلة حاشد ورموزها ) كمتلازمة ، لها ما يبررها ويمنحها القبول لدى نسبة كبيرة من أبناء الشعب اليمني .

ظلت حاشد في فترات سابقة عنوان للنخيط والتسلط والإبتزاز والإدعاء ، ومارست طقوس حياتها بمعزل عن الشعب وأنينه وأوجاعه ، غير مكترثة بالضغائن والأحقاد المتنامية ، ولعل ذلك يضعنا أمام ردود الأفعال( البهيجة ) تجاه ما تعرضت له حاشد إبان اجتياح الحوثيبن لصنعاء ، والذي انتهي بالتمثيل بالوطن ( الجغرافيا - الإنسان ) في اجتياح لم يحدث أن استضافت سطور التاريخ عبر مراحله إجتياحاً مشابهاً لذلك الإجتياح الفريد .

أفل نجم حاشد في سماء الحوثيبن ، لكنه أطل في سماء الشرعية متشحاً بالمظلومية ومرتدياً عباءة الثورة رفقة الشعارات الوطنية ( الشرعية - التحرير - الجمهورية - وعودة مؤسسات الدولة ) ، دون أن يصاحب ذلك التمترس تغييراً في العقلية ( الحاشدية ) المتصلبة وغير القابلة للتعايش وفق منطق ، لم يغادر التبعية والمواطنة المنتقصة ولَيْ الأعناق لكل من حاول الوصول إلى حيث تعتبره ( حاشد ) ملكية خاصة .

البارحة كنت أقرأ وأتصفح العديد من القراءات والتحليلات التي لم ترقني البتة ، لأخلص في النهاية إلى حالة الإستنفار الموجهة ضد شخصيات ، لم تزل في قواميس ( حاشد ) أكثر من شخصيات متطلبة للتهذيب والتربية ، لا لإنها ارتكبت جرماً ما ، بقدر ما كانت محرضاً قوياً لتخطي وتجاوز خطوط حاشد الحمراء ...
في 26 فبراير 2018م نشرت وكالة سبأ التابعة للحكومة الشرعية ما قالت عنه إنه قرار بتعيين اللواء محمد علي المقدشي قائماً بأعمال وزير الدفاع اليمني .

أقيل المقدشي من رئاسة الأركان اليمنية ، والذي يعتبر بحسب الوكالة من مؤسسي الجيش الوطني الذي يقاتل الحوثيبن في كل الجبهات ، ليشغل منصب مستشار القائد الأعلى للقوات المسلحة اليمنية.

يتذكر الجميع كيف تم التعامل مع المقدشي إبان رئاسته لهيئة الأركان اليمنية ، حيث تعرض لحملات إعلامية شرسة ، لم تدع أمام اللواء المقدشي ما يدافع به عن نفسه ، يبدو من الطريف أن نتذكر أن تلك الحملات توقفت عقب مغادرته لقيادة الأركان اليمنية وتعيين خلف له ، ودون أن يعقب تعيين القائد الجديد للأركان اليمنية ، أي تقدم أو انتصار في جبهات القتال وخاصة في جبهات مأرب والتي ربما بحسب التقارير زادت سوءاً عما كانت عليه أيام اللواء المقدشي قائدا للأركان اليمنية .

تتحرك حاشد بعقلية المتسلط والحق المقدس والإصطفاء القبلي الذي يجب أن يملك كل شيء ، ولا يمنح الآخرين إلّا ما يريده هو ، ولعل ذلك ما يفسر الرغبة المحمومة لدى حاشد وقيادات عسكرية منتمية وموالية لحاشد في إفشال اللواء محمد المقدشي ، لا لإنه كذلك حقيقة ، ولكن لإنه تطاول وأطلق يديه في الذي تعتقد حاشد أنها المالك الحصري له .

لا زالت ذمار والتي ينتمي لها اللواء المقدشي ، رهينة رغبة المفهوم الحاشدي والذي لا يختلف في تعامله مع أبناء إب وبقية المحافظات التي يجب أن تكون جاهزة لتلبية رغبات حاشد وأن تظل مهذبة تجاه ما يرمى إليها من مناصب وسلطات ، تعتبره حاشد نوعاً من كرمٍ عابر وآني .

تستبق جبهات متعددة موالية ومنتمية الهجوم ، كطريقة لتعطيل كل ما من شأنه أن يدفع باللواء المقدشي إلى واجهة الأحداث ، وتعمل - وفق ما يصلني من أخبار - على تفكيك مفاعيل القرار وقدراته وبما يجعل الخطوة الرئاسية وكأنها خطأً عرضياً وإخفاقاً غير محسوب النتائج .

يحاول الممتعضون من القرار تضييق فرص النجاح والإنجاز ، ونسف كل المحاولات الرامية إلى تحريك المياه الراكدة في جبهات المواجهة العسكرية الساكنة والتي لفتها الأعشاب والحشائش والتي سيتهم القائم بأعمال وزير الدفاع اللواء المقدشي بأنه السبب الرئيس وراء ذلك السكون والهدوء المستنزف للمشاعر والطاقات...... وبهدف لن يغادر الحقيقة في  منع اللواء المقدشي من التطلع إلى منصب وزير الدفاع......
.........

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24