الخميس 28 مارس 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
كرب إيل..
صنعاء في مواجهة الإمامة والحق الإلهي المزعوم .
الساعة 21:41
كرب إيل..

في العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين للميلاد وبعد 1440 سنة على هجرة النبي محمد ليقيم دولة الإسلام في يثرب ظهرت لدينا في مران وعلى حين غفلة جماعة الحوثي وهي طائفة من الناس المغفلين يدعون انتسابهم للرهط المقدس !!! إنها بحق طائفة مَن "لا يُعوّل عليهم" فهم من حيث المبدأ لا 
يؤمنون بالحقوق المشروعة ولا بالحريات العامة ولا يمكنهم القبول بالآخر سيما حقه بالحكم ولو كان الأكفأ والأصلح والأجدر لذلك . وعتقادهم فقط بنقاوة الدم وامتيازات الحيوان المنوي عن بقية الخلق في محاولة لإعادة إنتاج الحق الإلهي في الحكم . وهي محاولة لاتخلو من الوقاحة . إنهم متحمسون لهذا الأمر . وبالكاد ظهرت هذي الجماعة إلا وبرزت معها مختلف عوامل الطائفية والسلالية المقيتة بما يلغي مصفوفة القيم العامة والمفاهيم والمبادئ المشتركة بين الناس ويسهم في ضرب البُنية والنسيج الاجتماعي . برز أيضا لفظ "السيد" المندثر منذ زمن العبودية والتخلف . يستدعي لفظ "السيد" لذهني صورة الإمام المعلقة في جدار ما بدار البشائر قبل أن تطاله قذائف دبابة سبتمبر المجيد . فأكاد أشم بالقرب رائحة جبته المشغولة بالتمتمات والتعاويذ وألمح عمامته المنقوعة بالزيت وعفونة العرق وهو يحملق فينا بعينيه المفتوحتين عن آخرهما وقد أوعز التخلص منا والدفع بنا للوشاح ليقطع رؤوسنا باعتبارنا الجيل التالي لفجر ال 26 من سبتمر . الجيل الذي أفلت من قبضته وأمكنه المروق عن طاعته . ياللرعب . هل عادت الإمامة ؟؟؟. مع صبيحة 6 أكتوبر كانت العاصمة على موعد لخروج الناس للتظاهر احتجاجا على الوضع الراهن . خرج الناس بأعداد قليلة فقط غالبيتهم من الفتيات . كان قد سبق إبلاغ الكهف بالترتيبات الجارية لأمر كهذا عبر وسائل التواصل الاجتماعي. فكان أن شعر الإمام بمعص شديد ليقوم بحشد مليشياته من جميع المستنقعات إلى العاصمة لقمع الاحتجاجات . الإمامة هي الإمامة في كل عصر . وهاهو بعد عقود من الزمن يطل علينا من كهوف مران بمحتواه القديم وعقليته المنغلقة وبما عرف من الفجاجة والصلف . هانحن نجد أنفسنا مجددا في مواجه براثن الإمام ومصاريع وزبانية حوزته العفنة وقد أوكل إليهم الفتك بالمتظاهرين واقتيادهم بما فيهم النساء لاعتقالهم واقتياد البعض إلى أماكن مجهولة.. لقد خرج الناس بأفواههم فقط مطالبين بإنهاء الوضع الراهن وما هو عليه وطنهم من التيهان وتردي مستوى معيشتهم وواقعهم الذي يشهد المجاعات والأمراض والأوبئة جراء صراعاتكم الخرقاء وإدخالكم البلاد في حروب عبثية . خرجوا ببطون خاوية وهاهي هراوة زنوبياته وبنادق مليشياته الغاشمة تنهال عليهم بالضرب المبرح كما لو كانوا بغال أسلافه الذين حكموا اليمن ما يزيد عن الف ومئتين سنه لم يبنوا خلالها حجر على حجر فقد تركوا اليمن خاويا كما دخلوه أول مرة . لقد عشق الشعب الحرية وألفها وتنفس نسائمها ياهؤلاء. ألم يخبركم أحد ؟؟؟. لقد اعتدنا أيضا فكرة الخروج هكذا للتظاهر والاحتجاج رفضا للظلم والانتهاكات والمطالبة بالحقوق وبمزيد من الحرية وتحسين مستوى المعيشة. هذي بلادنا ونحن الشعب الذي لن يجعل منه استخدامكم القمع والتعسف بحقه لقمة صائغة أو فريسة سهلة لكم بل سيخرج بأساليب مختلفة وأكثر عنفا . لم يكن 6 أكتوبر إلا شرارة تنذر بثورة عارمة . إنها صنعاء الحرية ياحثالة العصور وستخرج للرقص فوق أشلائكم . إنها صنعاء التاريخ والحضارة والمدنية فيما أنتم مجرد لصوص عابرين وغير مرحب بكم. قد يدفعكم اللؤم والهمجية لسرقة أشيائها لكنكم لن تطالوا روحها العصرية ومدنيتها المفتوحة . لقد سبقتكم صنعاء بسنوات ضوئية فيما أنتم مغلولين لماضيكم البغيض والمتخلف ولا زلتم بعقلية الزواحف الهجينة. أنتم من وجهة نظر شوارعها مجرد دمامل لظروف طارئة. كما أن من شأنها البقاء عصيّة ومتمردة بطبيعتها عليكم ولن يطول أمدكم فيها مهما لطختم بشعاراتكم الزائفة زهو واجهاتها . وعله لحسن الحظ أو أن أعمال النهب والثراء الزائف قد أعماكم فلم تدركوا الفارق العظيم بينكم كجماعة ساعدت الظروف النتنة على انبعاثها من الحضيض. وبينها كمدينة مفتوحة على العالم بكل مجرياته وشهدت أحداثه بل كثيراً ما أسهمت في بلورة وتشكيل العالم بصورته الحالية فكانت الراعية لندوات حقوق الإنسان وحقوق وحريات المرأة وحقوق المهمشين وحقوق اللاجئين وحقوق المهجرين والمستبعدين إجتماعيا . كانت أيضا الحاضنة الثقافية والفكرية لمنتديات الحقوق والحريات العامة . لقد شهدت لعقود من الزمن حرية الصحافة وحرية الرأي والرأي الآخر . فيما لا تزالون على ضلالكم القديم ترسفون بأغلال الكهنوت البغيض . بل لازلتم تحت وطأة المأساة الكربلائية تندبون حظكم لما فعله يزيد بن معاوية . لقد أفقتم في وقت متأخر جدا يا هؤلاء . لا . أنتم عالقون في غفلة فادحة وغليظة خارج الزمن يستحيل فواقكم منها !!!!. كم أنتم مثيرون للشفقة والسخرية معا إذ لم تقدروا على قراءة الواقع ومحاولة استيعاب مجرياته لتعملوا على تهذيب موقفكم وإعادة النظر في الأدوات المناسبة للتعامل معه. علكم تحظون بشيء من القبول ولو على مضض . بدلا عن هذا الرفض الشعبي الناقم على وجودكم الاعتباطي و المزري .

 

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24