الخميس 28 مارس 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
محمود الطاهر
اتفاق الرياض.. بداية النهاية
الساعة 16:15
محمود الطاهر

اتفاق الرياض المزمع الإعلان عنه الثلاثاء 5 نوفمبر 2019، الذي أعلن عن موعده النهائي وزير الإعلام اليمني،  له العديد من الرسائل على المستوى الداخل اليمني وعلى مستوى التحالف العربي بشكل كامل،  وكليهما يرتبطان في الرسائل السياسية والعسكرية والاقتصادية، وهو ما يثبت حرص أشقاء اليمن على نصرتها وإنقاذ شعبها من التخلف والفقر الذي يحاول الحوثي أن يجعل اليمنيين كذلك، وسأحاول أنجز تلك الرسائل في النقاط التالية..

أولًا الرسالة السياسية: وهو يعني أن الاختلاف في الداخل اليمني يمكن أن يحل بالحوار الودي، ويمكن أن تنتهي المشاكل بين المتخاصمين السياسيين، عدا ذلك الاختلاف الطائفي ومع من يحمل أجندات خارجية يريد تنفيذها في اليمن كالحوثيين، وهو استحالة أن يتم الحوار السياسي معهم، وهذا أيضًا يرتبط بأهداف عاصفة الحزم التي تدعو إلى إعادة الشرعية إلى اليمن ما قبل الانقلاب عليها قبل سبتمبر 2014، وهذا تأكيد أن هناك حزم وعزم على تنفيذ كافة أهداف عاصفة الحزم.

ثانيا الرسالة الاقتصادية: وهو تمكين الحكومة الشرعية في إدارة المناطق المحررة لانتشال الوضع الاقتصادي المزري الذي يعاني فيه اليمنيين بسبب المليشيات الحوثية، وكذلك بسبب الاختلاف السياسي بين المكونات اليمنية في المناطق المحررة، وهو ما قد نرى ذلك قريبًا في حال تم تنفيذ بنود الاتفاق بشكل كامل، (عودة المياه والكهرباء وبدء إعادة الإعمار في المناطق المحررة، إضافة إلى تسليم رواتب الموظفين في تلك المناطق، وقبل كل ذلك وهو الأهم في طريق التحرير الكامل، توطين الشرعية اليمنية في المناطق المحررة).

ثالثًا الرسالة العسكرية: يبدو أن هناك تململ دولي بشكل كامل بسبب تأخر الحسم مع المليشيا الحوثية، وإطالة أمد الحرب، وهناك توجه لدى التحالف العربي بالحسم العسكري أو السياسي مع الجماعات الإرهابية بمختلف مسمياتها، من خلال توحيد كافة الجهود العسكرية نحو المعركة الكبرى، وهو تحرير اليمن من الاحتلال الإيراني عبر أذرعها الحوثية، وهذا ما يلوح لنا بالأفق بعنوان عريض يتحدث عن بداية النهاية للحرب في اليمن ودحر المليشيا الحوثية وتحرير اليمن من الاحتلال الإيراني أو أدواته.

وفي كل الأحوال فإن من الواضح أن المجلس الانتقالي الجنوبي وقع على شراكة جنوبية وعلى تفعيل دور المؤسسات الحكومية وتفعيل الجبهات لصالح المعركة الكبرى ضد الحوثيين، وهذا يعكس وعيا جنوبيا ومسؤولية عالية و التزاما أخلاقيًا تجاه معاناة الشعب شمالا وجنوبا، ويؤكد حرص دول التحالف العربي باستعادة اليمن إلى موقعها الطبيعي وإنقاذها من الجرف الإيراني.

في هذا الاتفاق، سنرى الإخوان المسلمين، ومن لهم مصلحة في إطالة أمد الحرب في اليمن كتجار الحروب هم المتضررين من اتفاق الرياض، وسيسعون جاهدين لتفسيره بتفسيرات تشق الصف، وتؤلب اليمنيون على القيادات الموقعة على هذا الاتفاق، وهو أمرٌ لابد من تفاديه وعدم الانجرار إلى تلك التفسيرات، لأن الحرب القادمة ستكون شرسة بدعم إعلامي ولوجستي قطري إيراني تركي، بعد أن تبين لهم الرشد من الغي.

*كاتب صحفي ومحلل سياسي متخصص بالشأن العربي

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24