الجمعة 29 مارس 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
عبد الكريم المدي
ثورة 26 سبتمبر في مواجهة الإمامة الجديدة.. سننتصر
الساعة 23:28
عبد الكريم المدي

ثورة السادس والعشرين من سبتمبر في العام 1962ليست شعارا ولا احتفالا ترفيهيا إنما هي ثورة شعب وتراكيب منظومة قيم وطنية وإنسانية وحقوقية واجتماعية.. ثورة حقوق ومساواة وتسامح ومحبة وتعايش.

فعلى المستوى الشخصي أصدقكم القول أنني لم أعرف قيمتها إلا يوم دخلت مليشيات الحوثية الوحشية الإمامية إلى العاصمة صنعاء ..كأي جماعة غازية عنصرية متطرفة ..لا تختلف كثيرا عن هولاكو الذي دمر بغداد أرضا وإنسانا وحضارة وتقاليدًا وثقافة وعمران.

إن دخول الإمامة الجديدة للعاصمة صنعاء كان كارثة كبرى ورجعية مظلمة بأوسع ما في الكلمة من معنى.

دعونا نعود قليلا للتاريخ وفي الوقت نفسه ونعيش بعضا من حاضر صنعاء اليوم التي تئن تحت بطش هذه المليشيات سدّدت أمام أبنائها، الذين ينتمون لكل قرية من اليمن، كل آفاق الحرية وحق التعبير والانخراط في ركب العصر.

قارنوا بين صنعاء السبتمبرية، الجمهورية قبل 21سبتمبر2014 

وبين صنعاء التي توشحت بقطران الإمامة وسواد العنصرية وعمامة الجهل.

أتذكُرُ أنه حينما اقتحمت الحوثية صنعاء قدمت نفسها بمفهوم آخر مختلف عن أي قوة انقلابية في العالم..

لقد دخلتها وهي تضمر العداء لكل ما بنته ثورة 26 سبتمبر وتحقق على أيدي وسواعد اليمنيين خلال حِقب ماضية.

ودعونا نستعيد قليلا من الماضي على سبيل الذاكرة المستعادة..

حينما دخل هولاكو بغداد عمل على إحراق المكتبات وإغلاق دور العبادة،

رمى بكل ما كانت تحتويه المكتبات في نهري دجلة والفرات؛ قتل وسجن المثقفين والأدباء والكتاب وكل ما يمت للحضارة العربية  والإنسانية.

والحوثية عملت الكثير دمرت كل ما يمت للهوية اليمنية والعربية والحضارة الإنسانية.

 وبعبارة أدق الإمامة الجديدة تُدمّر بهمجية متعالية ما بنته ثورة26 سبتمبر وقيم هذه الجمهورية الخالدة والنبيلة.

وفي ظنّي وبما أننا هنا نتحدث عن منجز وحرية، وحقوق إنسان وتعليم، وديمقراطية وحق مواطنة، وتسامح وصحة ،وكرامة شعب.. فلابد علينا من أن نعود للتأكيد وتقديم شهادة للأجيال والتاريخ ،فكل هذه القيم والمفردات أصبحت في زمن الإمامة الجديدة شيئا من الماضي..

 داست عليها فلولها بكل حقد وجهل وبطش وعدائية، مدمرة ما بنته 26 سبتمبر هذه الثورة العظيمة التي ألتف حولها منذُ انطلاقها كل شرائح المجتمع وأطيافه وشرائحه وتكويناته التواقة للحرية.

هل تعلمون بأني شاهدت بأم عيني ما عملت تلك الهمجية الغاشمة (الإمامة الجديدة) ما عملته من تغيير في صنعاء وغيرها، لقد طمست كل شعار وطني ومبني سبتمبري وواقع ومشهد ورمز يمت بصلة لثورتنا المجيدة.

كل من يهتف بالحرية سجنته.. كل من ينادي بالكرامة أبتزّته.. كل من يرفع من شأن قبيلة سبتمبر والحميرية اليمنية الأصيلة وضعته تحت المجهر.. كل من ينتصر لأهداف الجمهورية اتخذته عدوا.. كل من يقول الزعيم الصالح قدوتي وضعت شياطينها حوله.

في الختام وإنصافا لثورة26  سبتمبر من الواجب علينا القول إنها  أطهر ثورة في تاريخ المنطقة ..أمام أقذر وآخر جيوب العنصرية في العالم.

إنها طُهر وأعداؤها رجس

 حرية وأعداؤها ذل وعبودية 

هي وعد وأعداؤها خذلان

وفاء وأعداؤها خونة.

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24