الاربعاء 24 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
جمال حسن العديني
إيران صمام أمان لأمريكا
الساعة 20:13
جمال حسن العديني

سبق وقلت أن واحدة من القواعد السياسية في المنطقة بالنسبة للغرب، هو بقاء ايران موحدة، خلافا لاستراتيجيتهم في العالم العربي. ولهذا أسباب، لا يتعلق بوجود كراهية للعرب أو محاباة، أقصد أنها ليست مسألة عاطفية، بل تتقاطع مع استراتيجية جيوسياسية.

وما يجعل إيران تحظى بتلك الأهمية، هو قربها من روسيا، فمنذ حكم القياصرة كانت روسيا تطمح في التواجد في فارس، بل أن شمالها كان منطقة نفوذ روسية، وهو ما استدعى التدخل البريطاني هناك للحد من النفوذ الروسي.

تقف إيران في منطقة مهمة كهضبة تشرف على غرب آسيا وكذلك اتصالها بوسط آسيا، وتفكيكها سيتيح لروسيا بتوسيع نفوذها هناك، وكما هو معروف أنه خلال الحرب العالمية الثانية سيطرت القوات السوفيتية على مدينة تبريز وشمال ايران، بينما سيطرت بريطانيا على طهران واقصت الشاه رضا بهلوي وولت وريث عرشه ابنه محمد رضا.

كان الاتفاق بعد الحرب العالمية، إبقاء إيران منطقة حياد، لكن الصراع عليها كان حاضرا، فبالنسبة لأمريكا اصبح الشاه حليفا استراتيجيا، وكان لموسكو علاقة بالاحتجاجات ضده، حيث شارك الشيوعيون بفعالية.

إن مسألة سقوط الشاه يعود لعاملين، اصبح بنظر امريكا عبئا، حيث يمتلك رابع قوة عسكرية، فمن ناحية كان اسرافه وسياساته محل شك، حيث تنامت النقمة ضده، وكان هناك قوتين سياسيتين هي الأكثر تنظيما، حزب تودة الشيوعي الموالي لموسكو، وقوة الملالي وآيات الله بزعامة الخميني.

كان قادة جيش الشاه يخضعون لواشنطن، التي كان لها دورا في دفعهم للتخلي عن الشاه واقناع الأخير بمغادرة طهران.

وبالتأكيد، كانت واشنطن لن تتخلى عن الشاه اذا شعرت بأن الشيوعيين هم الذين سيكونون البديل، وبالتالي لم تبد إدارة الرئيس جيمي كارتر أي انزعاج من سيطرة ولاية الفقيه. 

عموما السياسة ليست علاقة عاطفية، لكن واضح أن سياسة الديمقراطيين اكثر توجها أو سعيا لاحتواء ايران، ويتفقوا مع الجمهوريين بعدم السماح لإيران بالسقوط، وهي نفس الرؤية ازاء تركيا.

فبلدان كبيرين في الشرق الأوسط جنوب روسيا، يجب ابقاءهما صمام آمان او حاجز يعيق طموح روسيا بالتوسع والهيمنة، وحاليا الصين. 

بينما العالم العربي هو الفضاء الهش الممكن تركه لبلدين كبيرين يمكن احتواءه في خارطة انقسام سني وشيعي، وهذا أيضا حاجز يقي اسرائيل من أي مخاطر، وانقسام يقيها الكراهية.. امريكا ربما لا تمنع من ترك المنطقة لوكلاء من اجل التفرغ لقضايا أكبر؛ الصين وروسيا..

*من صفحة الكاتب على الفيس بوك

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24