الخميس 28 مارس 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
فؤاد محمد
لمن يريد أن يعرف.. وقفة مع "انور الاشول" بين الحوارات والمناظرات..
الساعة 03:44
فؤاد محمد

لم يكن صدفة التحاقه بالعمل الإعلامي بل نتيجة جهد وكفاح وطموح وتخطي اختبارات وامتحانات لجان خاصة وعليا لاختيار المذيعين برئاسة نخبة هذا المجال وقياداته في مطلع التسعينات..

فمنذ ثلاثين عاماً تقريباً وهو في ميدان الإعلام لم ينقطع عنه حتى اليوم وشغل العديد من المواقع بالتدرج بدءاً من مذيع ربط ثم رئيس قسم فمدير إدارة وكبير مذيعين ونائب مديرعام اخبار ومدير عام برامج  حتى أعلى منصب في قطاع التلفزيون ومدير قنوات خاصة ومستشار لقنوات أخرى.

تسلح الأشول بأدوات الإعلام الأساسية وأضاف عليها الكثير مما اعتبره مواكبة للتطور الإعلامي المذهل خلال السنوات الماضية من دورات تأهيلية ومشاركات داخلية وخارجية ودراسات متقدمة في تقنيات الأخبار والبرامج إحداها في الBBC في لندن وغيرها من المجالات التي صقلت الكثير من المهارات الإذاعية والتلفزيونية عنده في إدارة الحوارات والتعاطي مع البرامج الوثائقية وإدارة البرامج. إلى جانب تراكم من الخبرة اكتسبها من دوره كمراسل لقنوات عربية ل8 سنوات أهمها LBC الحياة الإخبارية في اليمن مرورا بتأسيس قنوات خاصة والإسهام في تطوير قنوات حكومية ناهيكم عن كم وكيف من البرامج التي رفدت مكتبة التلفزيون الحكومي والخاص بمختلف البرامج الثقافية والفنية والأدبية والاجتماعية والاقتصادية والتنموية والحوارات السياسية التي استمرت حتى اليوم..

بعض من هذه البرامج حصدت جوائز محلية وعربية على سبيل المثال المرتبة الثانية عربيا في برنامج اليمن ارضاً وانسانا وبرنامج من المسؤول الذي حصد جائزة عربية في مهرجان القاهرة كأفضل برنامج حواري سياسي لثلاث سنوات متتالية وكان له في قناة اليمن الرسمية السبق في رفع هامش وسقف الحرية في الاعلام الرسمي واعتبرها اللبنة الأساس التي بنى عليها الإعلام المتلفز هذا النوع من البرامج الحوارية حتى اليوم منذ منتصف التسعينيات..

بطبيعة الحال لم تكن الطريق مفروشة بالورود حتى يحقق الطموح والسعي للوصول إلى أفضل الأحوال في مجاله ومحاكاة ما يجري من حولنا في عالم الميديا الخاصة والعامة حيث واجهته عوائق مادية وفنية وتقنية وتجهيزات ناهيكم عن عقليات تقليدية اتصدم معها لأنها كانت تخشى التحديث والتطور وكسر اللاءات والقوالب التي تعودت عليها لحقبة من الزمن.

ازعم انه ومعه عدد من المخرجين والفنيين والمعدين لا يسع المجال لذكرهم هنا كانوا باكورة هذا التحول، ولو عدنا بالذاكرة إلى فترة برنامج من المسؤول وحديث الساعة وأستوديو النهار وغيرها من البرامج الثقافية والفنية والشعرية والاخبارية سيدرك ماذا اعني بالتحول للشاشة الصغيرة..

اليوم وأنا أراجع شريط الذكريات وذلك الزمن الجميل والمضني اشعر بالحزن والأسى لما آلت إليه طرق الانتقاد والبناء عندما إقراء ما يؤذي العين من تجريح واتهامات وتطاول شخصي من إخوة وأصدقاء وزملاء  للأسف نعتبر بعضهم نخبة اليوم.. في وقت كانوا يتسابقون على مشاهدة أنور والإنصات والتفاعل معه إلى وقت قريب، وطالما مدوا إيديهم  لهم ليتخطوا مسيرتهم بلا عوائق أو عقد واجهوها هم نيابة عنهم،، أقول لهم رفقاً بهم جيل ذاك الزمن وخبرة اليوم بما كسبوه من تراكم معرفي على كافة الأصعدة وتحديداً مجالنا الإعلامي..

منذ أيام قرأت للأسف بعضاً من كتابات وتعليقات تهاجم وتشخصن وتجرح باندفاع خارج الوعي لما يكتبوه بعمد أو بغيره هؤلاء.. والمصيبة أنهم لم يسمحوا لأنفسهم حتى مراجعة ما يكتبون ليدركوا الفرق بين الحوار التلفزيوني والمناظرة التلفزيونية كما حدث في الحوار الأخير مع الضيف علي البخيتي في برنامج بالتفصيل اياً كان اتفاقنا او اختلافنا معه في ما يقول حتى وان تجاوز ما نعتبره مقدسات لدينا وهذا رأيه هو من يتحمل مسؤليته..

لكن أنا هنا اتحدث عن المهنية الإعلامية هل تمت بالشكل المطلوب ام لا ؟؟ هل المحاور كان محايداً ام لا ؟؟ هل ادى مهمته كما ينبغي ام لا ؟؟ للاجابة على هذه الاسئلة من القسوة الظالمة ان ترمي بسهامك الجارحة بألفاظ نابية وانتقاص وعينيك مغمضتين من منطلق التعصب والنزق والانفعال لمجرد ان حديث الضيف او المحاور لم يكن على هواك او ميولك..

كما انه يصعب بعد هذا العمر في إدارة الحوارات ان توجه اتهامات بالتقصير واللوم للمذيع،، لأنه ببساطة دوره هنا هو محاور لا مناظر بمعنى تنتهي مهمته بطرح تساؤلات الناس وما يثير فضول الشارع لمعرفته حول ضيف البرنامج المثير للجدل وعلى الطرف الاخر الاجابة وهذا ماحدث بالفعل وهو لم يبتدع..

فالمذيع هنا ليس معني بدور المناظر لان المناظرة لها شكل ومضمون آخر كما نشاهد في البرامج التي تستضيف شخصين مختلفين في الآراء سواء في الفكر أو الدين أو السياسة أو غير ذلك ويفتح معهم حواراً للمناظرة وعلى كل طرف يقدم ما لديه من حجج تبرهن عكس ما يطرحه الطرف الآخر وهكذا... أو كما نشاهد المناظرات بين مرشحي الرئاسة في أمريكا وفرنسا وغيرها من الدول، وشاهدتم كيف هو دور المحاور أو المذيع الذي يقتصر على تنظيم الوقت وطرح الأسئلة..

وهذا النوع من البرامج احسبه خبيراً بها كما كان في برنامج من المسؤل وحديث الساعة عندما كان يستضيف طرفي نقيض من الضيوف،، حيث سبق له استضافة الدكتورعبدالكريم الارياني أمين عام حزب المؤتمر الشعبي العام،، والأستاذ محمد اليدومي أمين عام حزب التجمع اليمني للإصلاح حينها  في ذروة الانتخابات البرلمانية اليمنية،، كما استضاف الشيخ عبدالمجيد الزنداني والشيخ عمر احمد سيف والشيخ محمد الشيباني في برنامج من المسؤول وكانت من أقوى الحلقات في المناظرات الحوارية ولا اعتقد الكثير تخونهم ذاكرتهم عن هذه الحوارات والمناظرات هذا فقط لمن يريد ان يعرف من هو انور الاشول الاعلامي المحترم .. فقليلاً من التفكير يفيدنا في كثيرٍ من المعرفة.. وهنا يمكن القول أيضاً ان الانسان يظل لاهثاً وراء المعرفة بشكلٍ اوسع فما اوتينا من العلم الا قليلا

واجدها مناسبة وانا اكتب سيرة من الكفاح ان اعبر عن امتناني لكل الاشخاص الذين اختلفوا او اتفقوا معه واثنوا على البرنامج وفهموا دور المحاور ولا يمكن ان اجبر احداً على ان يعلق بما يتفق مع اولئك الذين اطروا على القناة والبرنامج والمذيع فلكم ماشئتم وهذه طبيعة الحياة فقط ارجو التحري والكتابة بما ينبع من القناعات بعد التأمل والبحث والمقارنة بعيدا عن افتعال حروب جانبية لاتخدم هدف وجوهر الموضوع وهنا اقصد ما طرحه الاخ علي البخيتي في حلقة الجزء الثاني من برنامج بالتفصيل وفي طرحه الكثير يمكن الرد عليه بالحجة الدامغة وماشاء الله اليمن فيها من العقول مايزينها كموطن للمعرفة والفقه والابداع في كل مجال وفيها من النخب ما نضاهي بهم العالم ونعول عليهم دوراً ايجابياً في نقل الحقيقة دون مواربة او خشية من احد حتى لاتظل السطحية هي السائدة عند غالبية الناس والا ماجدوى التسلح  بالمعرفة اذا لم تجد طريقاً لترسيخها عند عامة الناس.. ختاما برجاء قبول ماقلته بصدر رحب ومن لا يعمل لا يخطئ وايضاً من منا بلا خطيئة.. والتحية لقناة اليمن اليوم وللاستاذ انور الاشول الذي يخترق العادة بكل جديد وابداع

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24