الجمعة 29 مارس 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
جمال الشريف: المخترعون العرب مهمّشون ومحبطون جداً
الساعة 19:02 (الرأي برس - عربي )

النبوغ العلمي والبيئة المحفزة كانا أبرز أسلحة المخترع اليمني الشاب، جمال الشريف، الحاصل على المركز الأول على مستوى العالم في مجالي الإختراعات العلمية للعلوم والتكنولوجيا في إمارة الشارقة العام 2010م. ومن أبرز اختراعاته جهاز التنبيه بكوارث السيول والفيضانات قبل وقوعها.


ورغم التكريمات والجوائز العديدة التي نالها لا يخفي الشريف خشيته من أن تضطره الظروف إلى ترك هذا المجال والإلتحاق بمجال آخر أسوة بعدد من المخترعين اليمنيين، وهو الوحيد بينهم تقريباً الذي أفردت "ويكبيديا" له صفحة توثق إنجازاته ومسيرته التي نقرأ أبرز ملامحها في الحوار التالي.


ما هو أول اختراع رأى النور في حياتك العلمية؟ ومن الذي شجعك على إنجازه؟
عملت عدداً من الإختراعات وأنا طالب أدرس في المرحلة الجامعية، وتقدمت بها في مسابقة جائزة رئيس الجمهورية، وحصلت على الجائزة في مجال العلوم التطبيقية للعام 2008م، وكان الدور لأهلي في تشجيعي ودعمي في ذلك، وأساتذتي بالقسم ومكتب الشباب والرياضة بمحافظة صنعاء.


ما هي البيئة التي تدين لها بالفضل بما وصلت إليه من تميز ونجاح؟
البيئة التي أدين لها بالفضل هي بيئتي بيئة خولان، كوني أحد أبنائها وما ألتمسه من أبناء خولان من تشجيع معنوي بالنسبة لي، ومع ذلك، كون أغلب مناطقها ريفية، من الصعوبة توفير الخامات التي أحتاجها في عمل أي ابتكار على عكس ما هو متوفر في المدينة.


من أين تأتي أفكار اختراعاتك العلمية؟
تأتي أفكار اختراعاتي حسب الإحتياج لها سواء محلياً أو على المستوى العالمي، لأن الإختراع هو عمل شيء لم يسبقك فيه أحد على المستوى العالمي، وقابل للتصنيع والبرمجة، فإذا كانت البشرية ستستفيد من اختراعك ولديك القدرة والكفاءة في عمل ذلك، فعليك أن تعرف أين وقف من قبلك ومن أين ستبدأ أنت... ولكن أحياناً البيئة التي أنت تعيشها قد تحتاج عمل شيء دون أن تحتاجه بقية الدول، وهذا ما يسمى تطوير أو تصنيع أو إيجاد فكرة موجودة مسبقاً، لكن بميزات مختلفة وبتكلفة أقل. 


كيف جرى ترشيحك كسفير مجلس الشباب العربي للجمهورية اليمنية؟ وما هي المهام التي تقوم بها؟
طبعاً كان هناك الملتقى الأول لرواد الأعمال العرب والأفكار المبتكرة بجامعة الدول العربية في العام 2014م، وكنت من ضمن الوفد اليمني المشارك، وعند عرض الأفكار والإختراعات أمام لجنة التحكيم والوفود المشاركة تم اختيار اختراعاتي من ضمن الإختراعات التي سوف يتم تبنيها ودعمها بعد فوزي مسبقاً بالمركز الأول عالمياً في الإمارات على مستوى 79 دولة عربية وأجنبية من جميع أنحاء العالم، وبموجب ما أقوم به لتمثيل اليمن، ووفقاً لقوانين ولوائح المجلس، تم تعييني سفيراً لمجلس الشباب العربي لليمن، ومن ضمن المهام والنشاطات التي نقوم بها نذكرعلى سبيل المثال قبل أيام قليلة كانت مبادرة نحكي عن أوطاننا، والتي أقيمت بمقر جامعة الدول العربية، وكنت رئيس الوفد اليمني مع مشاركين من شباب وشابات اليمن بعد أن تم الإعلان في المواقع الخاصة بالطلبة اليمنيين بمصر لمن أراد أن يشارك ويقدم ورقة عمل ضمن المجالات التي كانت متاحة، حوالي ستة مجالات، حيث حصلت اليمن على أفضل عرض تسجيلي وأداء من بين 20 دولة عربية مشاركة.

الشريف: لا بد من وجود مركز عربي لتسجيل براءات الإختراع


مثلت اليمن في 2014 في المنتدى العالمي لحقوق الإنسان في المغرب، حدثنا عن طبيعة تلك المشاركة، وهل لك مشاركات أخرى بعدها؟ 
المنتدى العالمي لحقوق الإنسان خاطب مجلس الشباب العربي، والمجلس بدوره خاطب ممثليه في كل الدول العربية، وهناك ألقيت أنا كلمة الجمهورية اليمنية بحضور أكثر من مائة دولة مشاركة، وكانت كلمتي في غاية الأهمية آنذاك من ناحية انتهاكات حقوق الإنسان في ما كان يحصل في ذلك الوقت من عمليات انتحارية إرهابية في اليمن ضد ناس أبرياء في أماكن عامة. وكان لي مشاركة بعدها مباشرة في الملتقى العربي الأول للشباب والرواد تحت شعار وسطية الإسلام غايتنا والرسول قدوتنا ومحاربة التطرف الفكري، بحضور أمين عام جامعة الدول العربية وعلماء الأزهر الشريف ونقابة السادة الأشراف، وتسلمت نهاية الفعالية جائزة مجلس الشباب العربي في مجال الإبداع والإختراع. وبعدها بأيام قليلة بدأت الحرب على اليمن والحصار الجوي الذي منع الجميع من السفر سواء من داخل اليمن أو العالقين بالخارج وظلت المشاركات موقفة لفترة محددة.


إمتدحت العام الماضي في تعليق على صفحتك النظام السابق لأنه كان يرعى المبدعين، هل كانت الرعاية لكم آنذاك فعلاً مثالية؟ وما الفرق بينها والوضع حالياً؟
بعيداً عن السياسة، فعلاً الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، كرمني مرتين، إحداهما بدار الرئاسة بشكل مستقل، حيث قمت بتشغيل وتطبيق الإختراع أمام رئيس الجمهورية، والتكريم الآخر كان في عدن مع بعض المخترعين، حيث أن تكريمي بدار الرئاسة كان بعد فوزي بالمركز الأول عالمياً، وكان التنسيق للتكريم عن طريق محافظ صنعاء آنذاك، الشيخ نعمان دويد، مع العلم أن آلية اختياري في العام 2010 لتمثيل اليمن، بدأت المنافسة أولاً من اليمن بعد منافسة داخلية مع مخترعين لمن تنطبق عليهم الشروط، وكانت المنافسة أمام لجنة تحكيم من كلية الهندسة، وحينها أقرت لجنة التحكيم اختياري لكي أمثل اليمن.


وبالنسبة لسؤالك عن النظام الحالي، كان هناك طلب لتكريمي من الرئيس هادي أثناء حكمه في الفترة الإنتقالية، لأن المخترعين ومن يشرفون اليمن أنا أو غيري من المبدعين يجب على الدولة تكريمهم ولا ينظر إليهم من أي منظور حزبي أو سياسي.


ما هو أبرز تكريم حظيت به خلال مسيرتك؟
في كل الأحوال التكريمات مكملة لبعض من أكثر من جهة حسب الفعالية والمسابقة سواء التكريم من الخارج أو من داخل اليمن، ومن أبرز التكريمات خارجياً، التكريم من حاكم إمارة الشارقة بالإمارات واللجنة المنظمة على المنتدى، والتكريم بجامعة الدول العربية ومجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة، أما أبرز التكريمات داخلياً كانت ابتداء من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء مع حضور العديد من الوزراء والتكريم من قيادة محافظة صنعاء وكذلك التكريم من جامعة صنعاء. 


عربياً، هل تعتقد أن وضع المخترع يختلف عن بقية المبدعين الذين يتم تجاهل إنتاجاتهم وعطاءاتهم اللا محدودة؟
نعم لأن الدول العربية لازالت لم تفهم بعد معنى كلمة اختراع، فهناك العديد من المخترعين على مستوى الوطن العربي لديهم أفكار وابتكارات رائعة، إذا ما قورنت اختراعاتهم بمخترعين من دول أجنبية، ولكن لا يجدون الإمكانيات لدعم هذه الأفكار، ويتم تجاهلها من قبل الجهات المختصة عند عرضها عليهم على الرغم من أننا نعزل عن المجتمع لفترات كبيرة، بسبب أن عمل بعض الإختراعات يحتاج وقتاً لإنجازه بعد دراسته من عدة جوانب نظرية وتطبيقية، ولكن لا حياة لمن تنادي، فأنا شخصياً مثلت اليمن وحصلت على المركز الأول في أكثر من محفل دولي، وكان على حسابي الشخصي، وإذا أعطتني وزارة الشباب أو أي قطاع قيمة التذاكر فقط، يتم صرف مبلغ التذاكر بعد معاملة أحياناً، تكلف نفس تكلفة التذاكر، بل بعد عدة شهور تصل إلى عام كامل بعد عودتي لليمن، لذا هناك الكثير من المخترعين مهمشون ومحبطون جداً، والبعض ترك هذا المجال وأتمنى أن لا أصبح واحداً منهم.


ما هو مصير اختراعاتك؟ هل يتم شراؤها وتسويقها؟ وما المقابل الذي تحصل عليه بعد تخليك عنها؟
بالنسبة لاختراعاتي تمت مناقشتها لكي تنفذ على أرض الواقع مع تقديم دراسة جدوى لدعمها بقرض حسن من قبل مؤسسة الأمير، محمد بن فهد، عن طريق مجلس الشباب العربي، وتم الإتفاق على ذلك، ولكن كان ذلك قبل الحرب على اليمن... وسوف أواصل مشواري بإذن الله تعالى، وأفتح لنفسي الطريق في هذا المجال، ولكني حالياً فضلت أن أكمل دراساتي العليا أولاً.


أين وصلت في كتابك "تجارب مخبرية متنوعة"؟
لدي كتابان قمت بتأليفهما، الأول هو تحت مسمى "دوائر كهربائية وقياسات بين النظرية والتطبيق" وكنت أقوم بتدريس جزء منه لطلاب الجامعة كمادة أساسية، وكذلك "تجارب مخبرية"، لكن نصحني الكثير من الدكاترة عندما أقوم بطباعتها ونشرها وهي من تأليفي كمعيد من الصعب أن يقبل دكتور لكي يدرس منها كمنهج وهي من تأليف معيد على الرغم من أنني حاولت بقدر كبير دمج جزء تطبيقي كبير إلى الجانب النظري للمحاكاة أكثر مع الواقع بالنسبة للطالب، فتم تأجيل نشرها حتى إكمال دراستي العليا.


ماهو نشاطك حالياً في مصر؟ وهل قررت أن تعود إلى اليمن، أم أن لك وجهة أخرى خارجية؟
حالياً أدرس ماجستير تخصص فيزياء طبية، بعد أن أكملت التمهيدي، وسجلت موضوع رسالتي، وسوف أحاول بعون الله أن أنجز دراستي بأقل وقت ممكن، لكي أرجع لمواصلة مجال الإختراع بعد إكمال دراستي العليا، لأن مجال دراستي حالياً كدراسات عليا بعيد عن مجال الإختراعات، مع العلم أن لدي منحة فورية لدراسة الماجستير والدكتوراه من جامعة صنعاء، تم منحي إياها خلال تكريمي وكانت للصين، وكان من الصعوبة السفر للصين في الأيام الماضية، نتيجة الرحلات الجوية وعدم التنسيق المسبق هناك في الجامعات بما يتناسب مع تخصصي. وبالنسبة لعودتي إلى اليمن نعم كوني مرتبط بعملي هناك، لكن بإذن الله بعد إنهاء دراستنا سواء تمت مواصلتها بمصر أو خارج مصر، ولكن لا أستبق الأحداث فيما قد يحصل من مستجدات، وبكل الأحوال ستبقى علاقاتي وارتباطاتي الخارجية قائمة.


هل تلقيت عروضاً للعمل ضمن مؤسسات بحثية دولية؟
طبعاً طلبت مني جهات أن أعمل معها براتب ممتاز جداً، ولكن حينها عدت إلى اليمن لعدة أسباب حيث لا زالت مكانتي العلمية كمعيد، وحالياً لم أفكر في هذا الشيء سواء من ناحية اختراعاتي أو مجال تخصصي إلا بعد إكمال دراستي العليا.


النهضة العربية في مجال الإختراعات ما الذي يلزم تحققها برأيك؟
النهضة العربية في مجال الإختراع ينقصها أن يكون هناك مركز عربي لتسجيل براءات الإختراع، خاصة المجالات القابلة للتطبيق والبرمجة، ودعمها من مؤسسات أو منظمات أو يكون هناك نسبة بسيطة جداً من ميزانية الدولة لدعم هذه الأفكار وإخراجها إلى منتج في الأسواق يتم تداوله عربياً وعالمياً، ويكون جزء عائد للدولة أو المؤسسة التي تبنت المشروع، وجزء للمخترع كما في الدول المتقدمة، ويشترط في مركز تسجيل براءات الإختراع وجود الشفافية لأجل الحماية الفكرية في سرقة الأفكار.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24