الخميس 25 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
محمد سبأ "يشكّل" السلام: جرحنا من جرح اليمن
الساعة 21:43 (الرأي برس - عربي )

"الفن من أجل السلام"، كان الشعار الذي رفعته كوكبة من المبدعين اليمنيين الشباب، أثناء مشاركتهم في مهرجان الثقافة اليمنية والفنون في دار الأوبرا في العاصمة المصرية القاهرة الأسبوع الماضي.

أشياء كثيرة لفتت الإنتباه في المهرجان، لعل من أبرزها حضور قيادات سياسية لحفل الإفتتاح يتقدمهم الرئيس الجنوبي السابق، علي ناصر محمد، والسفير اليمني في مصر، محمد مارم، والقيادي في "المؤتمر الشعبي العام"، سلطان البركاني. وإلى جانب اللوحات والأعمال الفنية التي جسدت ملامح اليمن وحضارته وتفرد إنسانه، كانت مساحات الحزن شاسعة في التعبير عن مأساة الحرب التي تعيشها البلاد منذ ما يقارب عامين؛ حيث تم عرض عدد من اللوحات الفنية لكوكبة من الفنانين التشكيليين، كان من بينهم الفنان الشاب، محمد سبأ، الذي أجرى معه حواراً إليكم تفاصيله.


من هم المشاركون في المعرض، وما هي أبرر محتوياته؟
طبعاً المعرض كان لعدد من الفنانين المتواجدين في مصر، تم التواصل معهم منذ حوالي ثلاثة أشهر والإتفاق على عمل معرض جماعي يجمع أعمال عشرة فنانين، هم ردفان المحمدي وألطاف حمدي وابتسام العلفي وإسماعيل الرديني وحياة مقبول ومحمد عبد الحميد وحسن الظهبري وإجلال البريهي وفردوس البذيجي. وطبعاً هؤلاء الفنانين كل واحد عبر بحرية، حيث احتوى المعرض على أعمال تشكيلية متنوعة، واستخدمت فيه الكثير من الخامات، كما كانت هناك أعمال بالزيت وأعمال بالإكريليك، وأعمال بالكولاج، وأخرى بالألوان المائية، وكان هناك أعمال أيضاً بالصورة الفوتوغرافية.


حدثنا عن مشاركتك في المعارض السابقة في مصر؟
طبعاً، هذا ليس المعرض الأول، فقد قمت بعمل العديد من المعارض. كان أول معرض لي في مصر في جامعة أسيوط في عام 2014، وكان الثاني في دار الأوبرا، وكان معرض شخصي لي أنا وحدي فقط قبل 8 أشهر، والمعرض الثالث كان في مدينة الإسماعيلية، وكان هذا المعرض بمشاركتي والأستاذ ردفان المحمدي، وابتسام العلفي، وألطاف حمدي، وفردوس البذيجي. وكان عنوانه هو "الفن من أجل السلام"، وقد لاقى استحساناً كبيراً من الحاضرين، وجلهم من الطلاب والمتواجدين. وكان هناك مشاركة لأكثر من 15 دولة، حصلت فيه اليمن على النصيب الأكبر من الإعجاب. ويعتبر المعرض الأخيرة الذي أقمناه هذا العام، الرابع في جمهورية مصر العربية، وهو أكبر معرض من حيث عدد الفنانين المشاركين، حيث وصل العدد إلى 10 فنانين، وحوالي 55 لوحة فنية، تنوعت فيها الأساليب والمدارس الفنية، والخامات المستخدمة، والتجارب المتنوعة والمواضيع التي ناقشتها، كما كان عدد المشاركين من الإعلام والقنوات كبيراً أيضاً، وحقق نجاحاً كبيراً في ظل هذه الظروف التي يمر بها بلدنا الحبيب الذي هو في أمس الحاجة إلى العودة إلى الفن والسلام والثقافة والأدب، بدلاً من لغة الحرب والقتل.


ما هي أهم الأعمال التي قدمتها في المعرض؟
الأعمال التي قدمتها أنا في المعرض كانت متنوعة، حيث أنني استخدمت أساليب كثيرة، ويعجبني التغيير في الأسلوب في الخامات، وفي المواضيع رسمت من اليمن ومن مصر وعن الحرب وعن التاريخ والتراث، ورسمت بالألوان الزيتية على القماش، ورسمت بألوان الإكريليك على الكانسون وعلى الخشب، واستخدمت العديد من المدارس من حيث الأسلوب؛ من المدرسة التعبيرية، ومن المدرسة السريالية، ومن المدرسة الواقعية، وهناك دمج لأكثر من أسلوب في بعض اللوحات. كانت أبرز اللوحات التي نالت إعجاب الحضور لوحه العجوز الجائع الذي من تهامة، والتي تعبر عن المجاعة التي حصلت في المنطقة. سبأ: هذه الفعاليات تنمي لدى المبدع اليمني روح الوطنية والمحبة والسلام


ما هي الرسالة التي أردتم إيصالها من خلال إقامة المعرض؟ وهل تلقيتم دعماً من جهة ما؟
بالنسبة للرسالة التي أردنا إيصالها من خلال هذا المعرض، فقد قمنا بوضع العنوان في البداية وكان "معرض السلام" لليمن. كنا نريد أن نوصل رسالة إلى كل قياديي اليمن أو أي سياسيين يستطيعون التأثير في الحرب على اليمن، أن يوقفوا هذه الحرب التي دمرت البلد. لا شيء محزن أكثر من أننا نحن الفنانين نرى بلدنا تدمر أمام أعيننا، ولا نستطيع أن نعمل لها أي شيء، ولا نستطيع إيقاف هذه الحرب، وقمنا باستخدام الألوان والفرشاة، للتعبير عن حزننا على بلدنا الحبيب، الذي نتمنى أن نراه ينعم بالأمن والأمان.


الداعم الرئيسي لهذا المعرض هو المركز الثقافي اليمني، ومن المستشار الثقافي، عائشة العولقي، حيث كانت منذ البداية المشجع، والمتابع الأول للخطوات التي نقوم بها، وسعت دائماً إلى إظهار الثقافة والفن واليمن بأجمل صورة في جمهورية مصر.


أين اليمن من كل ما قدمتوه؟
اليمن موجودة في كل لوحة، وكل لون، في ذلك اللون البني الذي هو لون تربة اليمن، وفي ذلك اللون الأخضر الذي هو لون جبال اليمن، وفي دمعة ذلك العجوز الذي يتكلم في تلك القرى والبيوت المدمرة في اليمن، وفي كل مكان في ذلك الدمار الذي يظهر في اللوحات. لا تخلو لوحات من اليمن، ومن معاناة اليمن. كان المشاركون من أغلب المحافظات المختلفة، ومن وجهات النظر المختلفة، وكان لهم كل الحق في التعبير وفي الأسلوب.


يبدو أنكم حرصتم على إظهار مآسي الحرب من خلال تنظيم المعرض، كيف تجلى ذلك؟
نعم، لقد حرص جميع الفنانين على إظهار مآسي الحرب في أعمالهم، وكانت هناك نسبة حوالي ثلاثين بالمئة من الأعمال التي تعبر عن الثقافة وعن الحضارة والتاريخ اليمني، بينما طغت الحرب على أغلب الأعمال، وعلى حوالي سبعين بالمائة، وهذا مؤلم، ما من شك، لأنه يعبر عن مكنون الفنان وجرحه الغائر من جرح الوطن.


من هم كبار الزوار للمعرض وكيف كانت انطباعاتهم؟
لقد زار المعرض الكثير من الشخصيات الإجتماعية والسياسية والقيادات الثقافية والفنية من جميع الدول، وبالذات من اليمن ومصر، وكان هناك فنانون بالدرجه الأولى، وقيادات وزراء، وكان هناك أيضاً الرئيس السابق لليمن الجنوبي، علي ناصر محمد، في افتتاح المعرض، والسفير السابق، محمد الهيصمي، والسفير الجديد، محمد المارم، وكان هناك عدد كبير من المثقفين والفنانين من الجانبين المصري واليمني، وبعض الدول الأخرى، وحضر الفنان أحمد بدير، وفنانون كثيرون لا يمكن إحصاء أسمائهم. 


كيف تفسر مشاركة كبار المسؤولين اليمنيين من مختلف التيارات السياسية في حفل افتتاح الفعالية؟
مشاركات القيادة السياسية من مختلف الجهات كانت من منطلق حرصنا على دعوتهم، لكي لا يكون المعرض تابعاً لأي جهة أو حزب أو طائفة، وللتأكيد أنه كان من أجل اليمن فقط، كل اليمن، وأن لكل شخص الحرية في التعبير عن رأيه. وفي الحقيقة، لاقينا التشجيع والدعم اللوجستي والمعنوي من كل الأطراف، وتواجدت في المعرض قيادات متنوعة، وكان ذلك جميلاً جداً، واكتشفت أن الوطنية غلبت كل شيء. نعم إنه الفن الذي يوحد الجميع، لذلك دعونا إلى العودة إلى الفن والثقافة.


ما الذي ميز المعرض عن سابقيه إذا كانت هناك معارض أقيمت من قبل في دار الأوبرا؟
ما ميز هذا المعرض عن سابقه هو أنه جمع عدداً كبيراً من الفنانين، وتنوعت فيه الأساليب والخامات واللوحات، وكانت صالة العرض كبيرة، وعدد اللوحات كثيراً وعدد الزوار أيضاً. وتكمن أهمية هذا المعرض في أنه دعا إلى السلام وإلى الثقافة وإلى إنقاذ اليمن من ما حل بها.


ما الصعوبات التي واجهتكم أثناء تنظيم المعرض أو في مرحلة الإعداد له؟
الصعوبات التي واجهناها في بداية المعرض تكمن في التواصل فيما بيننا في محافظات مختلفة من مصر، وقد قمت بالإتصال والتواصل مع جميع الفنانين، وأقمنا مجموعة خاصة في الرسائل، وكان التواصل مع المركز الثقافي ومع الفنانين حتى وصلنا إلى تحديد الموعد، وتواصلنا مع الأوبرا المصرية، وقامت المستشار عائشة العولقي بإقناعهم بالقاعة، وتحديد الموعد واليوم المحدد لافتتاح المعرض، ومدة إقامته، وقامت بالتواصل مع عدد من فنانين الغناء الشعبي، ولقينا تعاوناً كبيراً منهم من أجل إحياء ليلة الفعالية.


ما هو مرود مثل هذه المعارض على المبدع اليمني؟
هذه الفعاليات تنمي لدى المبدع اليمني روح الوطنية والمحبة والسلام وحب التعاون فيما بين البين من مختلف المحافظات، كما أنها تساعد على تبادل الخبرات بين الفنانين أنفسهم والتعرف على أساليبهم المختلفة، وعلى المدارس التي ينتمون إليها، وعلى الخامات التي يستخدمونها، بالإضافة إلى أن التعاون الجماعي يحفز على المزيد من الإبداع، ويعزز الوحدة الوطنية، وحب الفن والثقافة ونبذ العداوة والبغضاء. لذلك نحن ندعو كل الأطراف السياسية إلى نبذ الفرقة، والنظر إلى اليمن وإلى التسامح من أجل السلام، من أجل الحفاظ على ما بقي من اليمن، قبل كل شيء.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24