الجمعة 26 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
الشخصية في (( إيقاعات الزمن الراقص )) للقاص علي السباعيّ - ميّادة عبد الأمير كريم العامريّ
الساعة 14:57 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

                        

   
الملخص :
        يستحضر السباعي في مجموعته القصصية "إيقاعات الزمن الراقص" نصوص صارخة بالألم مصوّرة وبكل صدق القسوة السلطوية التي أهانت كرامة الإنسان العراقي ، وقد جاءت شخصيات المجموعة شخصيات قلقة معذبة سحقتها دواليب الحياة فكانت بحقّ مرآة عاكسة لمرارة الواقع المعاش.. وقد نجح القاص في رصد المعاناة التي طالت أطياف الشعب العراقي من مثقف وإنسان بسيط ، ومن امرأة ورجل وطفل صغير.
    

       " إيقاعات الزمن الراقص " عنوان أولى المجموعات القصصية للقاص العراقي علي السباعي ، صدرت عام (2002م) عن اتحاد الكتّاب العرب في دمشق .
            ينتمي القاص إلى جيل الألفية الثالثة أي الفئة المعاصرة ، قاص ((نأى بنفسه عن الانسياق خلف الإغراءات السلطوية واتجهت بوصلة إبداعه نحو الواقع العراقي ، المصطبغ بالدم المسفوح على ثرى الرافدين)) (1) .                                       
         جاءت هذه المجموعة في (إحدى وعشرين) قصة ، تنوعت فيها الشخصيات ، وسُردت فيها الأحداث فجاءت كما هي ماء الأنهار رقراقة عذبة ، تؤنس قارئيها وتمتع دارسيها ، وقد نجح القاص في تصوير مرحلة بائسة في تاريخ العراق ابان حكم النظام الصدامي وما ساد الشعب من جوع وحرمان وموت ، فكانت بحق كما أراد لها السباعي أن تكون ((وثيقة تاريخية من الأحداث المأسوية التي مرت في حياة العراقيين)) (2) .
       وقد أثرى القاص مجموعته القصصية بكثير من الرموز منها التاريخي ، ومنها الأسطوري ومنها أيضاً الأدبي .. ويكفينا في بيان سبب ذلك جواب السباعي حين سُأل عن سبب الترميـز قائلاً : ((لجأت إلى الترميز لا لكي أكون مغايراً في كتابتي للقصة القصيرة السائدة في فترتي الحرب والحصار ، ولم اشأ أن اسرق الأضواء وآتي بهن إلى سوح قصصي بل غايتي احترازية ولتجنب بطش السلطة الظالمة والمكوث في منطقة آمنة بعيدة عن براثن الرقيب)) (3)0

شخصيات السباعي : 
     تشكّل الشخصية واحداً من أبرز مكونات القصة القصيرة فهي ((تمثيلية أو وضعية ما)) (4) بها يعبر القاص عن فكره وايديولوجيته ، وبوساطتها يستطيع التعبير عن ارائه التي يريد أن يضمنها قصته وصولاً بالقارئ إلى الحقائق التي يعتقد بها(5)، لتكون الشخصية في النهاية ((نتاج عمل تأليفية )) (6)  فهي المكونة للنص والدافعة بأحداثه نحو الأمام . 
     وقد جاءت شخصيات السباعي في "إيقاعات الزمن الراقص" متنوعة الصفة ، متعددة الهيأة ، يمكن لنا أن ندرجها تحت الاقسام التالية :
ــ شخصيات مثقفة 
ــ شخصيات تاريخية 
ــ شخصيات خرافية 
ــ شخصيات عجائبية
ــ شخصيات نسوية 

القسم الأول : الشخصيات المثقفة :
         أولى الشخصيات التي تطالعنا في هذه المجموعة شخصية الأستاذ الجامعي المحاضر في مادة التاريخ المعاصر ، وفيها يعبر القاص على لسان شخصيته المثقفة عن ضياع الانسان في زمن تلاشت فيه الإنسانية ، زمناً لا يعرف غير المادة سبيلاً ، كما ويفصح عن تجدد صفحات التاريخ صفحة تلو أخرى ، فبالأمس كانت الاشتراكية واليوم بدأت صفحة جديدة أكثر قوة هي النظام الدولي الجديد ، وفي الماضي كان هناك الاسكندر المقدوني ((أكل العالم _فأكله التاريخ ، جاءت حقبة الحربين أيضاً ابتعلهما التاريخ)) (7) ، هذا هو تاريخ البشر ((الدمار ، الجوع ، الحرب ، ولن يكون الرقص)) (8) ، وقد يكون رقصاً لكن أي رقص ، انه رقص العالم على إيقاعات انهيار البلدان النامية ، رقص على إيقاعات الآمنا وأوجاعنا .
      القصة بدورها ترفض الواقع وتصور من خلال محاضرة الأستاذ التي يلقيها على مسامع طلابه الصراع القائم بين القديم والجديد ، بين البداوة والتكنولوجيا الحديثة ، والقاص في ذلك يستحضر رموزاً تاريخية كالاسكندر المقدوني ونابليون معززاً أفكاره بها ليخلص بالقارئ إلى حقيقة مفادها إنَّ فَقْدَنا لبعض الأشياء مهما كانت عزيزة علينا وثمينة لا يعني أن نفقد معها حياتنا ، بل علينا أن نتحدى الآمنا و نواصل حياتنا .
      ويستحضر السباعي شخصية مثقفة اخرى هي شخصية المدرس في قصة "مظلومة" كاشفاً النقاب عن امراة مظلومة عبثت بها أصابع الأثم من خلال الحوار الذي جرى تبادله بين الشخصيتين .
    ويأتي (الرجل الأنيق) مصورا الضيق والضنك الذي عاشه الانسان المثقف في زمن الجدب والجوع ، فالرجل الأنيق على الرغم من اناقته إلا أنّه يتعثر في خطاه بالاحجار، وجاءت الاحجار حاملة لرموز استحضرها القاص للتدليل على ما يواجه المثقف ابان الحكم البائد من مصاعب ومحن وقلة ذات اليد ، فضلاً عن تصويره للكلاب الشرسة التي اعترضت طريق الرجل الأنيق فما هذه الكلاب إلا اعداء الثقافة الانسانية فالسلطة لا تستسيغ وجود اناس اولوا ثقافة ، قد يقفون يوماً ما بوجهها صارخين بظلمها واستبدادها .

القسم الثاني : الشخصيات الشعبية :
      ينتقل السباعي من شخصية الأستاذ إلى شخصية بائسة من أوساط الشعب العراقي، شخصية تعيش العزلة والوحدة هي شخصية (حارس المقبرة) في قصته التي حملت عنوان "عرسٌ في مقبرة" .
      تظهر الشخصية هنا بمظهر الإنسان الواقعي الذي يأبى أن يعيش الأوهام ((كنتُ دائماً واقعياً ، ولم أحلم قط بأن أكون خيالياً)) (9). ولعل ذلك متأتٍ من طبيعة عمله كونه حارساً لأحد المقابر وهو يراقب في كل يوم عوائل الموتى وهم يزفون احبتهم إلى سجنهم الأبدي في جوّ يعلوه الصراخ والبكاء والعويل ، مما دفعه إلى أن يعيش الوحدة المتفردة ، إذ لم يذكر القاص شيئاً عن اسرةٍ له يستظل بحنانها ، أو بيتٍ يعود إليه ، لكن ما لبثت هذه الوحدة أن تنفرج حين تأتي للمقبرة من تشاركه وحدته ، إنَّها امرأة مجنونة حكم عليها القدر ظلماً فزوجها اهلها وهي في الرابعة عشر من عمرها لرجل يدّعي أنَّه تاجر ، انجبت له خمس بنات ، باعهن زوجها لأحد بيوت الدعارة ، فغدت (تاجية) كياناً بائساً يحمل في داخله بقايا لأنثى يعتصر قلبها كمداً .
     والقصة بحق صورة لحالة اجتماعية مريرة وهي بيع النبات لأجل لقمة العيش ، كما أنَّها جاءت معبرة عن القيود التي تقيد البشر في حياتهم من جوع وفقر ، بل حتى وهم في قبورهم لا يزالون مقيدين .
     شخصية (السيد وجع) شخصية أخرى من شخصيات السباعي الشعبية ، شخصية يدل اسمها على ما تحمل من اوجاع وحزن ، يتحدث السيد وجع إلى (حماره) في حوارية معبّرة عن ضياع الحياة وعن أقدارنا المكتوبة والمرسومة لنا ،  قائلاً : ((حقاً حياتنا لا شيء))(10) وفي عبارة أخرى له :((إنَّ حياتي ضائعة)) (11) ، يخيم الحزن وعدم التفاؤل على القصة ، فها هي روح (وجع) تتنفس ((أقداراً شوكية ، تجتر أوجاعه ، ايامه ، حياته كلّها كالبعير الذي يجتر العاقول)) (12) ، فالحياة مريرة والواقع اصبح لا يطاق ولكن هل هذه هي النهاية ، كلا ، فالقاص بعد أن رصد المعاناة ، زرع الأمل ونشر الضياء في نفس (وجع) من خلال الارادة القوية، إذْ يقول : ((تستطيع صنع قدرك الجيد بالارادة . بل بأمكانك أن تذيب جبلاً من الجليد لو شئت ذلك)) (13) .

      "سائس الخيل" في قصة دم أخضر هي شخصية شعبية أخرى كان لها حضورها في قصة "دم أخضر" وهي تصور الرجل الجبان الذي قُتل أخيه أمام ناظريه من دون أن تكون له القدرة على الدفاع عن أخيه المقتول أو الثأر لدمه المسفوك ، لنستمع إلى زوجته محرضة أياه على الهرب من شيخ القبيلة قائلةً : ((لماذا لا نهرب؟)) توقف عن البكاء ، يتلفت ذات الشمال واليمين مجيبها مرتاباً : ((لأنني جبان يا امرأة ...!جبان!!)) (14) .
        و "دم أخضر" تحكي عن ترك الديار بسبب السلطة الظالمة كما تصور الاستهانة بدم الانسان ، فضلاً عن منظر الرعب من خلال قتل الرجل امام عياله ، لتتعالى أصوات النساء وصرخات الأطفال : ((تعالت صيحات النسوة المستجيرة ، صراخ الأطفال يملأ المكان استغاثة ، الرصاص ينتهك السكون ، دوامات التراب تتصاعد محتجة على انتهاك البارود...)) (15) .
       وجاءت صبغة الدم بدلالة اللون الأخضر ، وعادة يرمز بالأخضر للحياة والنماء بينما صفة الدم هي اللون الأحمر رمز الموت والدمار ، وإنَّما كسى القاص الدم بالثوب الأخصر إيحاءً لبطش واستباحة الدم الإنساني وهي مفارقة غريبة ، إذْ إنَّنا أصبحنا في عصر سر بقائه في القتل والدمار .
    
       يعالج القاص من خلال شخصياته كثيراً من الظواهر الإجتماعية وهذه المرة يصوّر الجوع في قصته "آخر رغيف" إذْ تظهر شخصية رجل في الثالثة والاربعين من عمره، كان السبب في فقدان ابنه الصغير لسَمْعه أثر ضربه على أذنه اليسرى مما تسبب في تمزق طبلتها ، ولعل هذا الأمر يبدو غريباً ومشوقاً لمعرفة سر تلك الضربة ، وإذا ما مشينا مع القاص في بستان سطوره وجدنا أن السبب في ذلك هو أنَّ هذا الطفل أكل آخر رغيف تصدق به عليهم أحد الميسورين ، كان قد تُرك طعاماً لأخيه حال عودته من المدرسة جائعاً إلا إنَّه لشده جوعه أكل رغيف أخيه .
         
        أمّا "الحاج مغني" فهو رجل كبير شارف على السبعين قضى حياته ترافقه بندقيته ، مدافعاً عن أرضه وعن قريته ، وها هو اليوم يخوض حرباً مع أولاده الذين اختطفوا زوجته الشابة سيئة السمعة (رمّان) التي تزوجها على نساءه الخمسة ؛ لتكون معركته هذه ((اثبات وجوده ، معركة مع ذاته ، وليس مع أولاده ، معركة تجعله يرفض كل قيد ، كل شرط ، كل ما بأمكانه أن يمسّ وجوده)) (16) .
        ومن "الحاج مغني" إلى (برع) و(محبس) الذين مثلاً دور بحارين خرجا في رحلة بعيداً عن المدينة حيث السماء والبحر ... (محبس) شاب سأم الحياة أحس بالضياع، يخاطبه (برع) الصقار بقوله : ((لماذا تعذب نفسك ؟ على امتداد سواحل أنفسنا . نحن لا نرى الظلام الذي بداخل كل واحد منا ، فترتفع جدران أجسادنا متينة ، قوية ، وعالية، توحي لكلّ شخص بأنّه حي بينما سماء عيونه تنبئان بالتعب والخذلان)) (17) و(محبس) شخصية تأبى القيود كالصقر لا تقيده سلاسل و لاحدود .

         وتطالعنا شخصية (عرفان) الميكانيكي (الشخص الحالم) مع زميله في العمل في مصنع البلاستك الحاج (ماضي) في القصة الثامنة عشر من قصص المجموعة .
      تبئنا القصة على لسان الحاج ماضي عن ((إنَّ الحياة تبدأ على الجانب الآخر لليأس)) (18) . فإذا ما اردت أن تحيا سعيداً فعليك أن تعيش الواقع وتترك الأحلام ((لأنَّها تشل الروح على الدوام)) (19) ، وبالتالي فأنك سوف ((تنزف أحلاماً ليس بمقدورك وقف نزيفها وإذا بأحلامك تتراكم . تتراكم فتغرق أنت في لجة اليأس والكراهية ...)) (20) .
      أمّا شخصية "باسل" فقد تركها القاص من دون تحديد لهويتها ، إنّه شخص استقل قطار الأمل والطموح سائراً نحو اللاهدف حاملاً بين جوانحه ألماً وأسى ثم يحيلنا القاص إلى استرجاع يوم نيساني عالق في ذاكرة "باسل" حين طُرق باب بيته ثلاث طرقات ، كان الطارق الأول والده الذي احتضن صغار باسل لينسى تعبه ، أمّا الطارق الثاني فهو أخوه الذي كان مخطوف اللون متعباً دون أن يصرح السباعي عن سبب ذلك ليعود بنا مرة أخرى إلى ماضٍ ليس بقريب حين تذكر "باسل" كلمات معلمة الذي أخبره بأن ((حياة كل إنسان عبارة عن طرق نحو نفسه ، فقلّة من البشر من باستطاعتهم معرفة أنفسهم وكثيرون يجهلون ذلك ، فينهارون بسببه)) (21) .
        أمّا الطارق الثالث فقد كان كبشاً أبيض اللون ضخماً يصارع الباب ، لم يفصح القاص عن إيضاحه وكشف رمزه .. وهكذا انتهت حكاية "باسل" في قصته "رياح" بنهاية مفتوحة قابلة للتأويل ..
        ومن الشخصيات الشعبية التي استوقفتنا شخصية "الدّلال" بائع الأكفان وهي مهنة لم نعتد على رؤيتها في الأسواق ، يجعجع بائع الأكفان بصوته قائلاً : ((من يفتح المزاد ؟ أكفان صنعت بأيد ماهرة من أرقى الأقمشة المستوردة ، من يزايد ؟ من ؟ ..)) (22) .
      مزاد الأكفان صورة فوتوغرافية قاسية لحياة العراقيين التي أصبحت شبه معدومة ليحل الموت محلها إلى الحد الذي غدت فيه الأكفان يقام لها المزادات ، أكفان تصنع من أقمشة مستوردة بتشكيلات متعددة . 

القسم الثالث : الشخصيات التاريخية 
        يستحضر السباعي شخصيتي (هارون الرشيد) وجاريته (دموع) في قصته الموسومة بـ"الخيول المتعبة لم تصل بعد" وهارون الرشيد رمز للحاكم الظالم ، والقصة في الواقع توضح تغير الزمن وتغير البشر بطباعهم وأحاسيسهم وأفكارهم ، فالحياة أصبحت نهراً من الدماء المتدفقة بفعل القتل الذي اجتاح الدنيا فغدونا كما الخيول المتعبة لم تصل بعد إلى مكان استراحتها .
    اورد السباعي هذه القصة على لسان "شهرزاد" الراوي التاريخي لحكايات "الف ليلة وليلة" إلا إنّها هذه المرة جاءت متكفلة بـسرد محنة ابناء الشعب العراقي ، كي لا تنسى هذه المحن وتوارى التراب وتظل حبيسة الصدور ، بل تحكى وتحكى الف ليلة وليلة عن لسان شهرزاد ، فتسطّر المآسي صفحات في تاريخ العراق وتدوي بألم في   تاريخ الانسانية المنتهكة (23)   .
                        
      "غاندي" واحد من الشخصيات ذات الصبغة التاريخية وظفها القاص في قصته التي اسماها "قطار اسمه : غاندي" .
      ظهرت شخصية غاندي بهيأة إنسان معذب حاملاً للهموم التي برع السباعي في تصويرها على شكل قطار ممتلئ بالألم يجر وراءه مقطورات من الوجع المزمن فوق سكة الخيبة (24) .
     فغاندي صورة لكل إنسان عراقي ذاق ويلات العذاب والحصار والإهانة من أجل تمسكه ببلده ، ولم يفكر قط أو للحظة بأنّه سوف يتخلى عن جزء منه ، ولبطش السلطة لم يكن بامكان الفرد أن يفصح عن همومه لغيره فما لبث أن وجد له متنفساً  بالإفصاح عن نفسه بنفسه (25) .
     وعلى الرغم مما قدمته شخصيته غاندي من عرض لمعاناة الإنسان إلا إنّها أفصحت في الوقت ذاته عن فكرة مفادها إن الإنسان على الرغم من كل أوجاعه فهو قادر على التمرد عليها والخلاص منها ، فأصحاب الهموم كالموسيقيين يعزفون بأنفسهم لأنفسهم (26) .
     ويندرج تحت هذا العنوان شخصيات حملت اسماء لأشخاص خلدهم التاريخ كشخصية "شهرزاد" في قصة طائر الهزار .
     شهرزاد فتاة ريفية تلوح السعادة أمام ناظريها ، ولعل هذه القصة هي الوحيدة من بين قصص ال مجموعة جاءت تحمل السعادة بين سطورها ، إذْ تصور مغازلة بين الطائر وشهرزاد ، تبسم شهرزاد للحياة لتبتسم معها الدنيا ((كأنّ في ابتسامتها عناق الشمس وهي تحتضن الأرض بضفائرها الذهبية)) (27) .
القسم الرابع : الشخصيات الخرافية 
     الشخصيات الخرافية هي شخصيات حيوانية ناطقة تتحاور مع الإنسان وتتجاذب معه أطراف الكلام .
     في قصة هكذا وجدت نفسي كان "الحمار" هو الشخصية الخرافية ، إذْ كان ينطق ويتحاور مع صاحبه (السيد وجع) في حوارية كشفت عن فكر القاص في بيان غدر الزمان وضياع الحياة وهي أمور سبقت الإشارة إليها أثناء التعرض لشخصية (السيد وجع) .
      جاءت شخصية (الحمار) لتصنع الأمل وترافع راية الحياة الخضراء ، يقول : لا تُصنع الأقدار بالأوجاع يا سيدي ... تساءل "وجع" بحدة : 
_كيف ؟
إجابه الحمار :
بتغيير ما بأنفسنا ))(28) .
     والقاص يتناص مع قوله تعالى : ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾[الرعد : 11] ، ليرسم للقارئ نهج التغيير الحيّ للواقع وذلك بتغيير ما بداخل أنفسنا ، نقرأ في موضع آخر من القصة على لسان الحمار :
((سنحصل على كلّ شيء بعزيمة الورود وهي تشق رمال الصحراء طرباً بهطول المطر))(29) ، فالإرادة والعزيمة هي من تصنع الحياة السعيدة .

     "طائر الهزار" هو الآخر كان له حضوره الخرافي في المجموعة القصصية في القصة التي حملت عنوان "طائر الهزار" تفتتح قصته بأبيات من الشعر الحر للشاعر الكبير (عبد الوهاب البياتي) ، إيحاءً بما ستحمله سطور القصة من مغازلة ووصف للحبيبة (شهرزاد) ، فها هو يغازلها قائلاً :
((إنَّك رائعة في عيوني ... ترمقه بنظرات عجب ، ليستطرد قائلاً : 
بين أضلاع صدري جياد قوية ، تسابق بعضها للفوز بنظرة من عينيك الساحرتين))(30) .
    وها هي ضحكات (شهرزاد) الصادقة تدوّي تملأ الجو سعادة : ((تضحك شهرزاد بضحكتها الطفولية ، يتلألأ ضياء وهاج تبعثه روحها الصافية الكرستالية ، تجدها حين ذاك كأنها ريحانة صغيرة تداعبها قطرات الندى في صباح ربيعي دائم))(31) .
    ولعلنا لا نلمح في قصة " طائر الهزار" ما تردد ذكره في بقية قصص المجموعة من الموت واليأس والضياع ، بل هي غزل رقيق في سرد مرتب رافقه الوصف الجميل لعيون المحبوبة وقوامها ، يقول الطائر محدثاً شهرزاد بثقة : 
((إنَّهما عيناك يا غالية ، وقوامك الممشوق ، وخالك البديع ... تقاطعه بحدة :
ما هذا الكلام يا طائري الصغير ؟
اخترفته سهام عينيها السوداوين ...))(32) .
    
القسم الخامس : الشخصيات العجائبية 
     وهي شخصيات غريبة غير مألوفة تهدف إلى اغناء المتخيل السردي وامتاع القارئ(33)  وتعكس براعة القاص ومدى تمكنه من أدواته الفنية .
     واولى الشخصيات العجائبية التي تصادفنا في "إيقاعات الزمن الراقص" شخصية (المارد) في قصة "قطار اسمه : غاندي" التي حكت عن أوجاع بطل القصة (غاندي)وأمنيته في خروج آلمه من جسده ، بالفعل تحققت هذه الأمنية ليستحيل آلم غاندي إلى مارد عملاق أسود العينيين متفحم(34) ، يقول غاندي :
((ليت ألمي الذي أحمله بداخلي يخرج من جسدي ليكون مارداً عملاقاً ! 
خيال غاندي يبادره بتنهيده ملؤها الوجع ، ليقول بفخر : 
أنا المارد ... أنا ألمك يا غاندي . ساجعلك تتخلص من كل وجعك ووساوسك بسهولة))(35) .
     تصور القصة الصراع الذي لا ينتهي بين الإنسان وما يحمل من أوجاع ، وقد نجح القاص في تجسيم هذا الألم واظهاره بهيأة مخلوق عملاق يتحدث إلى الشخصية جاعلاً منه طريقاً للخلاص مما يعانيه غاندي ، يخاطبه قائلاً :
((أتعلم أن الوجع الذي يسكنك منذ زمن بعيد ، تستطيع طرده بتنهيدات متقطعة لكنها عميقة .. عمق روحك ؟ 
يتنهد خيال غاندي ، ويقول له بثقة المجانين :
لأن ألمك على شكل قطار ممتلئ بالألم يجرّ وراءه مقطورات من الوجع المزمن فوق سكة الخيبة بداخلك ، عندما تعمل على اخراج ألمك بتنهيدة متقطعة فإنك بهذا تعمل على اخراج وجعك عربة .. عربة))(36) .
     
        "المرأة الشيطانة" هي الأخرى شخصية عجائبية وظفها القاص في قصته التي اسماها "مملكة الغضب" .
      هذه المرأة كما يخبرنا السباعي فتاة في الثالثة والعشرين من عمرها ، تتعرض لتحرش أحد الرجال فيأتي بطل القصة مدافعاً عنها بشهامة الرجل العربي الغيور صاحب النخوة ، فتطلب إليه على أثر ذلك اكمال معروفة في إيصالها إلى منزلها .. وهنا تبدأ القصة في الإثارة والتشويق حين يجد البيت عبارة عن قصر مضيء ، وعلى بوابة القصر تقف فتاة حارسة كأنها فسفور يحترق (37) .. وحالما يلج الراوي هذا القصر حتى تتحول الفتاة إلى (لهب أشقر) سرعان ما استوى إلى فتاة يشتعل جسدها العاري لهباً (38) .. ، ثم تدخل عليهما فتاتان ناريتان يشع جسديهما الفتي ، هنا يقف الراوي منذهلاً والخوف يحاصره في كلّ مكان ، فيتساءل :
((من انتن ؟
اجابته أحدهن : نحن الموت ... ! )) (39) .
       والقاص هنا يعتمد الرمزية حين جعل من المرأة الشيطانة رمزاً للموت ففكرة الموت طالما تردد صداها في قصص مجموعته ، وفي كل مرة يأتي الموت بصورة جديدة ، وشكل مختلف ، وهذه المرة جاء بمظهر النساء الناريات اللواتي يحللن مع النجم المذنب جالبات الموت والشر لبني الإنسان .
تهمس المرأة النارية في أذن الراوي قائلة :
ستموت ... انت الآن في مملكة الفجيعة ، برحاب الفناء ، لا حياة لك !)) (40) .
وهي تؤكد على الأوهام التي يحياها البشر لتقول :
((إنك تحيا بالأوهام ... فهي زادكم يا بشر)) (41) .
     ولعلنا نتساءل ما موقف الراوي من كل هذه المخاوف ، لنستمع إليه وهو يقول : 
((نحن جيل الخوف يا هذه ... بذار نساء الرعب ... ايام الخوف ارضعتنا ... واصابع الشقاء الحديدية فطمتنا)) (42) .
ويرد عليهن غير آبه للموت : 
((لقد عشت أزمنة الخوف ، البؤس ، الغربة ، وما أجمل أن أعيش لحظات الموت))(43).
     وبطل القصة هنا هو الإنسان العراقي الممتلئ قلبه وجعاً من استبداد السلطة وظلمها، انَّه إنسان الحضارات الذي لا يستسلم و لايخشع منها هو يطلق صرخته المدوية رافضاً الموت والذلة ، مردداً بنبرة ساخرة ((انتن الوهم بعينه !)) (44)، انَّه إنسان عرف طريق النجاة بعد أن شحذ الهمة ، إلا وهو العودة إلى الله ، لقد زعق بقوة : يالله نجني من هذا العذاب .
     صُعقت الفتيات لذكر كلمة الله ، وبينما دمه ، يتعثر متخبطاً بسواقٍ حُرثت جديداً ، تذكر جدته لأمه إذا ما أصابها بأس ، تقرأ آية الكرسي ، ارتجف قلبه خاشعاً ، بصوت مسموع رددها ، والفتيات يمزقن جسده حانقات ، استمر يتلو الآية الكريمة ، وصل إلى قوله نعالى : ﴿ وَلَا يَؤودُهُ حِفْظُهُمَا﴾ كررها ثانية : ﴿ وَلَا يَؤودُهُ حِفْظُهُمَا﴾ ثالثة تلاها ، ندت عنهن صرخات وحشية . رابعة اعادها ارتعشن رعباً ، انكمشت اجسادهن النارية ... للمرة الثامنة والسبعين اعادها على مسامعهن ، تحولن إلى رماد رصاصي ثقيل ...))(45) .
        
       أمّا " طائر النورس" في قصة " الأيادي المتعبة" جاء هو الآخر شخصية عجائبية ، نصفه طائر ونصفه الآخر امرأة .
يتحدث الطائر على لسان نصف المرأة محاوراً (برع) و(محبس) بحارا السفينة قائلاً : ((الحياة حلوة وأحلى ما فيها جنوننا المستمر ... فأضافت موضحة :
إلى متى نبقى نصبغ حياتنا بألوان التشاؤم ؟ فنعيش حياتنا كالملدوغين)) (46).

        ويبدو حب الحياة واضحاً في كلام الطائر العجيب وهو يرفض التشاؤم مع أنه يُعلن في موضع آخر من الحوار قائلاً : ((فنحن كالدمى ياأحبائي)) (47) ، ليجيبها (محبس) بقوله : ((نعم الدمى وتحركها خيوط خفية بيد القدر)) (48) ، فترد عليه قائلة : ((كلامك هذا يلغي وجودنا ... بإمكانك أن تفتح كل الأقفال بمفاتيح التصميم لتلج بوابة الأمل إلى باحة السعادة)) (49) ، نعم بإمكان المرء بتصميمه وعزيمته أن يفتح كل الأبواب مهما كانت محكمة الإقفال .
       
       وفي قصة "رجل أنيق" تظهر العجائبية في الحجر الذي تعثر به الرجل الأنيق ((كان الحجر عبارة عن : رأس كلب صغير ، بعينيين حمراوين لامعتين كالجمر ، يظهر رأسه ورقبته من الأرض)) (50) ، رامزا الى كل ما يعترض طريق المثقف من عقبات ومحن .
       هكذا اتحفنا القاص بشخصياته العجيبة في سرد معبّر وحكي صادقٍ مصوراً معاناة وهموم الإنسان ومعاناته.
    
 القسم  الخامس :شخصيات نسوية 
        لا ينسى السباعي وهو يخوض تجربته القصصية اختيار المرأة قطباً تدور حوله الأحداث ، ففي أكثر من قصة كان للمرأة حضوراً واضحاً ، فها هي (شهرزاد) يغازلها طائر الهزار ، وتلك ( زوجة السيد وجع) تؤازر زوجها وتقف إلى جنبه في معترك الحياة آخذه بيده ((معك يداً بيد نصنع حياتنا الجديدة)) (51) .

       وهذه "تاجية" المرأة المجنونة وهي تجر اذيال الخيبة وقد باع زوجها بناتها الخمسة إلى بيت الدعارة .
        ومن المرأة المجنونة إلى "راقية" المرأة الشهيدة في قصة "ورود الغابة" ليسرد لنا حكاية عروسين في يومها السابع ذهبا للاغتسال عند أحد الأنهر ، وإذا بأمير يهجم عليها وبرفقته نمر مفترس ، اطلق الأمير له العنان لينهش جسد راقية بعد أن قيد زوجها من قبل الحرس ، أما راقية فقد سلبت منها الثياب وسلب منها الخدر ، أمر الأمير بإحضار قوارير العسل لتصب فوق جسدها ، اغترقتها دفقات العسل فكان لها ثوباً ذهبياً ، أشار الأمير بيده إلى نمره المفترس بالتسلية ليهجم على العروس بجنون ، وهكذا راحت انيابه الحادة تمزق ذلك الجسد المستحم بالعسل .
     ماتت راقية وماتت معها الأنوثة والعفة ، فزعت لموتها كل الحمائم بل حتى النهر شرع يبكي لفقدها ، أما عبائتها (رمز الحشمة) سحبتها مويجات النهر معزية زوج الشهيدة .
     ودم راقية يرمز لإنتهاك العرض وأخذ ما عند الغير ظلماً وجبروتاً ، وقد أوحى القاص إلى نهاية راقية قبل حصولها بالإعتماد على تقنية الاستباق السردي المتمثل في رؤيا زوجها المنامية حين أخبرها قائلاً :
((أتيتني كشلال دافئ ، بملابس بيضاء ، بيدك رغيف خبز أسمر ، أعطيتني أياه، قلت بعدما ابتسمت بدلال :  "لم أرتو منك بعد" )) (52) .
    أمّا "الممرضة" المرأة الإنسانة صاحبة القلب الرحيم فهي واحدة من شخصيات السباعي في قصصه منها : قطار اسمه : غاندي ، وآخر رغيف .
    وأخذت (المرأة المنقبة )المتشحة بالسواد في قصة مظلومة مكانها بين شخوص المجموعة ، لتكون المرأة التي ظلمها القدر بعد أن لوثت عفتها أصابع الأثم ، وليجعل القاص من شخصياته المتنوعة انموذجاً مصغراً لمجتمع متعدد النسيج .
     وأعلنت (المرأة العجوز) ثورتها ضد الخذلان والإنكسار في قصة (النافذة) لتقف تحارب الخيبة التي بدت واضحة على بطل القصة ، وهي تقول : 
((هيا يا ولدي لنحطم كل الأقداح ونكسر تلك المائدة اللعينة ونحطم النافذة ، الآن السفينة قد وصلت إلى الميناء الآمن يا ولدي)) (53) .
    وتظهر (الفتاة الحولاء) في قصة المدينة شخصية متسولة ذات حظ قليل تطلب الصدقات من المارّة ،أعلنت ثورتها ضد السراق وراحت ترفع رايات الادانة ضدهم بقولها : 
((بارك الله بكروشكم الكريمة ، لقمة لمحتاجة! )) (54) ، وشخصية الفتاة تحكي عن غياب التكافل الاجتماعي في زمن اصبحت فيه لقمة العيش لا يطالها أي أحد .
       " بائعة الخضار" شخصية أخرى ظهرت في قصة المدينة وقد صورها القاص وهي تمارس الغش أثناء بيعها مما جعلها عرضة للسباب والشتيمة من قبل المتبضعين:
((أيتها اللصة ! أنظروا هذا الحبل الرافيع ، يا ناس ... شاهدوا آخر إبتكار للسرقة)) (55).
      والقاص هنا يعمد إلى تعرية سلوك يومي يحدث في سوق الخضار لا يمت إلى الإنسانية بشيء ، كما يعرض إنحطاط مسلك إجتماعي حيث تمارس الغش فتاة يافعة  أو صبية غرة كدليل يؤكد تدني جيل يافع جراء تربية سياسية سوسيولوجية خاطئة(56) . 
     وأخيراً تأتي صورة "الأم المولولة" وهي تصرخ مستغيثة : 
((أمسكوه ... أمسكوه بقاتل أبية ....ي ... و ... ي ... ل ... ي ...)) (57), وذلك على أثر طعن ولدها لأبيه بخنجر يماني .
     سطور القصة تحكي عن أب أناني لا مبالي باع أغطية بيته الشتوية لا ليشتري لأسرته الجائعة طعاماً بل ليشتري بثمنها قناني خمرة ، فما كان من إلا أن استنكر صنع أبيه الشنيع فطعنه .
الخاتمة :
    تنوعت الشخصيات التي اختارها القاص في هذه مجموعته بين شخصيات مثقفة وشعبية واخرى نسوية ،الى جانب الشخصيات التاريخية و العجائبية التي أخذت لها حيزا وغير ذلك .
    وقد صورت نصوص المجموعة الظلم الصدامي الذي طال أبناء الشعب العراقي وما عانوه آنذاك من اضطهاد وجوع وفقر .  
   لجأ القاص الى توظيف الرمز في كثير من المواضع وما ذلك الا خوفاً من بطش السلطة الحاكمة لينجح في بيان حال العراقيين تصوير حياتهم البائسة خير تصوير .
    
    
Abstract                                          
The  varied personalities chosen by the storyteller in this group among the educated, popular characters and feminist, along with other historical figures and miracle that took her space, etc.   
  The texts were filmed and the Group injustice long confrontational Iraqi people and then suffered from persecution, hunger and poverty.       Storyteller resorted to hiring a symbol in many places and only for fear of the wrath of Royal authority to succeed in a statement if Iraqis photographing miserable lives best cinematographer.        

 

 


هوامش البحث :
(1) مقال للكاتب  صباح محسن كاظم بعنوان (القاص علي السباعي ..وايقاعات الزمن الرقص) ، نشرته جريدة المؤتمر في عددها (2983) بتاريخ 5 /7 /2014 م   
(2) مقال للكاتب شكيب كاظم بعنوان (علي السباعي في ايقاعات الزمن الراقص) ، نشرته جريدة الاتحاد (الصحيفة المركزية للاتحاد الوطني الكردستاني) في عددها الخامس بتاريخ 26 /6 /2007 م .
(3) المصدر السابق .    
(4) معجم المصطلحات الأدبية المعاصرة ، سعيد علوش :126 
(5) ينظر : الشخصية في عالم غائب طعمة فرمان الروائي طلال خليفة سلمان :9 
(6) ينظر : بنية النص السردي من منظور النقد الأدبي ،حميد الحمداني : 50 
(7)إيقاعات الزمن الراقص : 9 .
(8)المصدرنفسه : 9 .
(9)المصدرنفسه : 14 .
(10)المصدرنفسه : 31 .
 (11)المصدرنفسه : 14 .
 (12)  المصدرنفسه والصفحة .
 (13)المصدرنفسه : 34 .
 (14) المصدرنفسه : 48 .
 (15) المصدرنفسه : 47 .
 (16)المصدرنفسه : 77 .
 (17) المصدرنفسه : 91_92 .
 (18) المصدرنفسه : 100 .
 (19)المصدرنفسه : 99 .
(20) المصدر نفسه والصفحة .
(21) المصدر نفسه :105
(22) المصدر نفسه :111
(23) ينظر : مقال للدكتور سمير الخليل بعنوان " إيقاعات الزمن الراقص / المحنة الإنسانية وترميز المكبوت" نشرته جريدة الزمان في 2/8/2013م .
 (24) ينظر : إيقاعات الزمن الراقص : 42_43 .
 (25) ينظر : إيقاعات الزمن الراقص / المحنة الانسانية وترميز المكبوت ، سمير الخليل .
 (26) إيقاعات الزمن الراقص : 44 .
 (27) المصدر نفسه : 36 .
 (28)المصدر نفسه : 31_32 .
 (29) المصدر نفسه : 33 .
 (30)المصدر نفسه : 36_37 .
 (31) المصدر نفسه : 38 .
 (32)المصدر نفسه : 37 .
 (33) ينظر : بنية المتخيل في نص الف ليلة وليلة، المصطفى مويقن : 239 .
 (34) إيقاعات الزمن الراقص : 41 .
 (35) المصدر نفسه والصفحة .
 (36)المصدر نفسه : 43 .
 (37) المصدر نفسه : 69 .
 (38) المصدر نفسه : 70 .
 (39)المصدر نفسه : 70 .
 (40) المصدرنفسة : 74 .
 (41)المصدر نفسه : 72 .
 (42) المصدر نفسه :71 .
 (43) المصدر نفسه : 72 .
 (44) المصدر نفسه : 72 .
 (45)المصدر نفسه : 74 .
 (46) المصدر نفسه : 94 .
 (47) المصدر نفسه والصفحة .
(48) المصدر نفسه والصفحة .
 (49) المصدر نفسه : 95 .
 (50) المصدر نفسه : 57 .
 (51) المصدر نفسه : 32 .
(52) المصدر نفسه : 60 .
 (53) المصدر نفسه : 90 .
 (54) المصدر نفسه : 107 .
 (55) المصدر نفسه : 108 .
 (56) ينظر : مقال للكاتب زيد الشهيد (قراءات في "إيقاعات الزمن الراقص" لعلي السباعي، النص / ونوازع البشرية، نشره موقع جسد الثقافة على شبكة المعلومات   الدولية  (aljsad.net).
(57) إيقاعات الزمن الراقص : 110 .
    

 

 

 

المصادر : 
*القرآن الكريم 
1.    إيقاعات الزمن الراقص ، قصص قصيرة ، علي السباعي ، منشورات إتحاد الكتاب العرب ، دمشق ، 2012م .
2.    إيقاعات الزمن الراقص / المحنة الإنسانية وترميز المكبوت) مقال للدكتور سمير الخليل نشرته جريدة الزمان في 2/8/2013 ، على موقع جريدة الزمان      AZZAMAN.COM .
3.    بنية المتخيل في نص الف ليلة وليلة ، المصطفى مويقن ، دار الحوار ، سورية ، ط1 ، 2005م .
4.    بنية النص السردي من منظور النقد الأدبي ، حميد الحمداني ، المركز الثقافي ، الدار البيضاء ، المغرب ، ط3 ، 2002م .
5.    الشخصية في عالم غائب طعمة فرمان الروائي ، طلال خليفة سلمان ، وزارة الثقافة، بغداد ، العراق ، ط1 ، 2012م .
6.    شبكة المعلومات الدولية . الانتريت .
7.    قراءة في ("إيقاعات الزمن الراقص" لعلي السباعي / النص ونوازع الروح البشرية) مقال للكاتب زيد الشهيد ، نشرته شبكة المعلومات الدولية على موقع جسد الثقافة (aljsad.net) .
8.    معجم المصطلحات الأدبية المعاصرة ، سعيد علوش ، دار الكتاب اللبناني ، بيروت ، لبنان ، ط1 ، 1985 .

الصحف :
1.    (علي السباعي في إيقاعات الزمن الراقص) مقال للكاتب شكيب كاظم نشرته جريدة الاتحاد (الصحيفة المركزية للاتحاد الوطني الكردستاني)، بتاريخ 26/6/2007م .
2.    (القاص علي السباعي وإيقاعات الزمن الراقص) مقال للكاتب صباح محسن كاظم، نشرته جريدة المؤتمر في 5/7/2014 في عددها (2983) .

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24