الثلاثاء 23 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
محمد المحمودي: لم يقدَّم لأمن تعز إلا الدعاء والكلام
الساعة 16:59 (الرأي برس - عربي )

يدرك الجميع أن الأوضاع التي تعيشها مدينة تعز صعبة وحرجة للغاية، نتيجة الحرب التي لا تزال تشهدها المناطق المحيطة بالمدينة، إلا أن الإنفلات الأمني، الذي يمكن إدراجه تحت بند صراع الفصائل المتعددة، وما نجم عنه من اختلالات أمنية، أبرزها عمليات النهب والسطو المسلح والمنظم داخل صفوف "المقاومة"، إضافة إلى الخلاف البارز بين الفصائل، والذي أربك الوضع الأمني في أجزاء متعددة من المدينة الخاضعة لإدارة هذه الفصائل.
قضايا وتحديات حاول الكشف عن تفاصيلها والبحث عن حلها، من خلال حوار مع العقيد محمد المحمودي، نائب مدير أمن شرطة محافظة تعز.


بداية سيادة العقيد: ما هي معركة تعز الحقيقة؟
معركة تعز الحقيقة هي معركة إعادة الدولة، ومؤسسات الدولة، وعودة الشرعية لمدينة تعز، لأن المعركة السابقة كانت معركة لكسر الحصار، والحمد لله حققنا جزءاً كبيراً منها، اليوم المعركة هي معركة داخلية، كيف نثبت لأنفسنا ولغيرنا بأن أبناء تعز هم رجال دولة. ومن هنا ستكون الدولة المدنية الحديثة.


حدثنا عن الجهاز الأمني في تعز: أين هو أمن تعز؟
لا يوجد جهاز أمني بالمعنى الحقيقي، هناك بعض الجهود الفردية، لأن الجهاز الأمني اختفى تقريباً عندما جاءت مليشيات الحوثي إلى محافظة تعز، حيث تم تدمير الجهاز الأمني تدميراً ممنهجاً، فلا يوجد أي بنية للجهاز الأمني، لا أطقم ولا مواصلات، لا يوجد دفاع مدني، لا يوجد شيء اسمه جهاز أمني في هذه المدينة، ولكن بدأنا نعيد الجهاز الأمني بمجهودات بسيطة وشخصية، من قبل بعض القيادات الأمنية، حيث بدأنا بتكوين نواة لإدارة الأمن التي نحن فيها، وهي النواة الحقيقة لإعادة بناء الأمن في تعز. عدد أفراد الجهاز الأمني 140 فرداً لا أكثر، نمتلك خمسة أطقم ليس عليها أي سلاح، بهذه الإمكانات البسيطة نريد أن نعيد بناء جهاز الأمن في تعز، ولكن أنا أطمئنك بأني واثق بإعادة أمن تعز، ليس لإمكانات الدولة ولا لإمكانات "التحالف"، ولكن بوثوقي بشباب مدينة تعز، الذين استطاعوا أن يفكوا هذا الحصار، وأن يكسروا هذا الغزو، فهم قادرون على أن يعيدوا أمن مدينة تعز، أنا أراهن على شباب مدينة تعز بعد الله فقط، وهذا سيكون بإذن الله سر نجاحنا في هذه المحافظة.


ما الذي تقومون به تحديداً؟ كيف تحلون قضايا الناس؟ كيف تضبطون الأمن بهذه الإمكانيات؟
تم تعيين عدد من مدراء مديريات الأمن وكذلك الأقسام، والبحث الجنائي والرقابة والتفتيش والشكاوى، نقوم من خلال هذه الأجهزة بالبت في قضايا الناس، بقدر المستطاع. المرحلة هي مرحلة تدوين وتوثيق لكل الإنتهاكات، والحفاظ على حقوق الناس للمرحلة التي ستأتي، لدينا عدد من القضايا الجنائية، عدد من القضايا المدنية، التي نباشرها يومياً، الضغط شديد جداً علينا، لعدم توفر أي إمكانيات حقيقة. حكومة الشرعية وعدتنا كثيراً لدعم الجهاز الأمني في تعز ولكن لم نر دعماً حقيقياً حتى اليوم.


الإنفلات الأمني الحاصل اليوم، ما أسبابه؟
الإنفلات الأمني الحاصل اليوم هو شيء طبيعي، الفوضى مولود طبيعي للحروب، ونحن لا زلنا في ساحة حرب، والفوضى شيء طبيعي، نحن نعمل على تقليص هذه الفوضى وتقليص الإنفلات، لا أستطيع أن أعدك أنني أستطيع القضاء على الإنفلات الأمني؛ ففي الحالة المثلى وحينما كانت الدولة موجودة كان هناك انفلات أمني، وبالذات في مدينة تعز، ولكن هناك بعض الإنفلات الأمني المرعي والمخطط له من بعض القيادات في "المقاومة الشعبية".


من المستفيد من الإنفلات الأمني؟
المستفيدون هم جماعات شاذة موجودة في تعز، قطاعات من "المقاومة" داخل تعز، هم اللصوص وقطاع الطرق ومن يعيشون في الظلام، الذين يقتاتون على معاناة وصبر وتضحيات الناس في هذه المدينة.


هل لديكم عصابات معروفة بالإسم؟
لدينا قطاعات معروفة، وليست عصابات، وقطاعات داعمة لأفرادها بأن يقوموا بالسلب والنهب داخل المدينة.


هل لك أن تسميهم؟ 
أعدك إن لم تتخذ إجراءت حقيقة من قبل قيادات القطاعات وقيادات الجبهات في "المقاومة" وضبط كل المخلين بالأمن من أفرادهم، أعدك بأني سأنشرهم بالأسماء عبر "العربي" ببيانات ووثائق مكتملة بكل الإختلالات السابقة.


نهب ممتلكات الناس... من يقف وراء ذلك؟ وما دوركم؟
إذا نظرت إلى مربع صالة بعد التحرير؛ تم نهبه بالكامل، حتى المساجد بيوت الله تم نهبها، الطاقات، الأبواب، كل شيئ تقريباً تم نهبه ولم يبق إلا البلاط والجدران، هناك عملية نهب ممنهج في مدينة تعز، حيث يوجد عصابات لسرقة عدادات المياه، وعصابات لسرقات عدادات الكهرباء، وعصابات لسرقات كابلات الاتصالات، وعصابات لسرقات محولات الكهرباء، والآن ظهرت عصابات جديدة لنهب أعمدة الكهرباء، هناك عملية ممنهجة لتدمير البنية التحتية لمحافظة تعز تدميراً كاملاً، وهذه ليست عمليات نهب عشوائية، بل عمليات منظمة قد تكون مدفوعة من الطرف الآخر.


حين تتم السيطرة على أجزاء من المدينة، من يتولى حراسة تلك المباني، سواء تجارية أو بيوت مدنين؟
في بداية التحرير نحن نتواصل مع قيادة "المقاومة" لعمل خطة أمنية مواكبة للتحرير، إلا أن هناك كثيراً من فصائل "المقاومة" لا تستجيب وترفض أن تتعاون مع أجهزة الأمن، وترفض رفضاً تاماً أن تنسق معنا، وهذه هي التي يتم عبرها الإنتهاكات.


هل تستطيع أن تذكر لنا فصائل بعينها ترفض التنسيق معكم؟
هذه المرة أتحفظ، ولكن أنا أعطيهم مهلة لمراجعة أنفسهم، وإلا سأنشر أسماءهم على الملأ وبالخط العريض. مع كل جرائمهم التي يرتكبونها في تعز، أنا أتمنى من قادة الجبهات وقادة الفصائل قبل أن يثبتوا للآخر بأنهم قادة يجب أن يثبتوا لأنفسهم أولاً بأنهم قادة، ويقودوا من يتبعهم، القائد الحقيقي من يقود من يتبعه وليس من يقود الآخرين، يجب على قادة الجبهات في تعز إما نتحد ونتفق على كيفية إعادة الأمن في المدينة، أو الأشرف لنا أن نقدم استقالتنا ونترك فرصة لقيادة الصف الثاني أن تحتل قيادة الصف الأول وأن تقود هذه المحافظة.


أين يوجد الأمن؟ وأين يغيب؟ ولماذا؟
يوجد الأمن أينما وجدت الإرادة الحقيقة لبناء الدولة، ويغيب عندما لا تكون هناك أهداف واضحة أمام قياداتنا الكبيرة. يجب أن يكون لدينا هدف واضح، وهو بناء الدولة المدنية الحديثة، مركزها مدينة تعز، بذلك سيوجد الأمن، وإذا لم يوجد هذا الهدف لا يكون لنا أمن ولا وجود لتكوين الدولة المدنية الحديثة في الجمهورية اليمنية.


الاتاوات والرسوم المحلية في المدينه أين تذهب؟ ومن المسؤل عنها؟
الإتاوات لا زالت تسيطر عليها قيادات القطاعات في "المقاومة"، كل قطاع يفرض إتاواته بنفسه، لا وجود لسلطة محلية مفعلة تقوم بجمع الرسوم المحلية، هناك نواة بسيطة بدأنا بالتعاون فيها، وهي مديرية المظفر، لخلق نواة للإيرادات المحلية، وهي المديرية الوحيدة التي تم ضبط جزء يسير في هذا الجانب، أما بقية المديريات كل الجبايات فهي تذهب إلى جيوب المتسلطين من قيادات "المقاومة".


على ذكر الجبايات، سوق "ديلوكس"، الصندوق الأسود، ما حكايته؟
أصبح هذا السوق شوكة في ظهر "المقاومة" في مدينة تعز، وشوكة في ظهر المواطن، وشوكة في ظهر المدينة الحالمة والمثقفة والدولة المدنية، أصبح يستولي عليه عدد من البلاطجة يومياً، يحدث فيه إطلاق النار وتكسير لممتلكات الناس، أدت الإشتباكات داخل هذا السوق إلى إزهاق عدد من أرواح أبناء مدينة تعز. 


من الذي يفرض الإتاوات فيه؟
هذا القطاع يتبع قيادة اللواء 22، ونحن نحمل قيادة القطاع 22 المسؤولية الكاملة لما يحصل فيه.
قيل إن غزوان المخلافي هو من يفرض الإتاوات فيه، ويقوم بحالات الفوضى في شارع جمال

والتحرير، ماذا عن غزوان؟
غزوان إسأل عنه رئيس المجلس العسكري، صادق سرحان، وعبد الواحد سرحان. 


قلت في تصريح سابق: "لو أن رئيس المجلس العسكري، العقيد صادق سرحان، تخلى عن إتاوات سوق ديلوكس لبنيت به جهاز أمني لضبط محافظة تعز بالكامل"... كيف ذلك؟
نعم لا زلت عند مقولتي؛ لو سلمت لي إيرادات سوق ديلوكس لبنيت بها جهازاً أمنياً لضبط محافظة تعز بالكامل. اليوم من يجبي إيرادات سوق ديلوكس هو يجبي شارع جمال وديلوكس حتى عصيفرة السفلى، جميع الدكاكين والبسطات وفرزات الركاب يتم استلام مبالغ مالية منها يومياً، تكاد تصل هذه المبالغ من 600 إلى 800 ألف، أنا قادر بهذا المبلغ أن أقود أمنياً محافظة تعز.


ماذا قدمت "الشرعية" و"التحالف" لأمن تعز؟
قدمت الدعاء الكثير، والكلام الأكثر، نسمع جعجعة ولم نر طحيناً.


كل فصيل لديه قاضٍ وسجن... أين دوركم أنتم؟
كل الفصائل لها قضاء، ونحن نطالب بعودة القضاء والنيابات منذ عدة أشهر، إلا أن السلطة المحلية تقول ليس لديها إمكانيات، والفصائل في "المقاومة" لديها إمكانيات لقضاء وسجون وخارج إطار القانون، في حين لم تستطع السلطة المحلية توفير سجن مركزي لإدارة الأمن، لا أعرف من أين تأتي هذه الفصائل، تأتي بإمكانياتها التي لا نحصل عليها نحن كدولة شرعية وكمؤسسات دولة، وهذا السؤال أوجهه أنا للشرعية وكذلك لـ"التحالف"، هذه الفصائل تمول تمويلاً رسمياً لممارسة هذه النشاطات، والحكومة عاجزة أن تدير سجناً أو أن تفتح محكمة أو نيابه عامة.


ما هي التداخلات التي تحصل بينكم وبين "المقاومة"؟
نحن في ساحة حرب، ومن يمتلك السلاح الأقوى هو من يهيمن ويسيطر ويفرض أجندته. 


في ظل هذه الملفات الشائكة كيف قبلتم بالمنصب؟
نحن قبلنا بالمنصب لوعود قطعت من السلطة المحلية والمحافظ، وأنا أذكر هنا المحافظ والسلطة المحلية بأنهم تخلوا عنا تخلياً كاملاً، لم أقبل هذا المنصب إلا بعد تحديد مطالب أساسية، وتم الموافقة عليها والوعود القاطعة بأنهم سينجزوها، إلى اليوم لم ينجز شيء. 


كيف ينظر سيادة العقيد للجهاز الأمني غداً؟ 
رغم كل التحديات والصعوبات التي توضع أمامه، أرى مستقبل الجهاز الأمني سيكون جيداً ومشرقاً، وذلك ارتكازاً على همة شباب تعز، هم من سيخلق هذا الجهاز، وهم من سيخلق الأمن والسكينة في تعز.


في الأخير رسالة تود توجهها؟
أريد أن أوجه رسالة للحكومة الشرعية وقوات "التحالف"، بأن يقدموا الدعم للجهاز الأمني داخل محافظة تعز، قبل أن تلتهم الفوضى هذه المدينة. كذلك أوجه رسالة لكل الأحزاب في تعز وكل المتحزبين في تعز أن يتركوا المناكفات الشخصية والحزبية وأن يلتفتوا لإعادة بناء تعز ومؤسساتها، لأنه لن تبنى إلا باتحادهم، رسالة أخيرة لشبابنا المرابط في المتارس: لن نخذلكم، سنظل في الجبهة الداخلية حتى آخر رمق، لن نترك هذه الجبهة لأحد يعبث فيها، كونوا على ثقة.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24