الجمعة 29 مارس 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
اللواء إسماعيل زحزوح: كيلومترات تفصلنا عن نقيل بن غيلان
الساعة 22:30 (الرأي برس - عربي )

تعتبر جبهة نهم شمال شرق العاصمة صنعاء من أكثر الجبهات جدلاً من ناحية، ومن أعقدها، من ناحية ثانية، حيث تغيب تفاصيل ما يدور في إطار هذه المعركة، في ظل غموض كبير وعدم اعتراف من قبل أطراف الحرب بالتحديات التي تواجههم.


وبحكم أن هذه المعركة تجري في أهم المناطق والمواقع، والتي تشارف على العاصمة صنعاء، فإنها تأخذ وقتاً أطول. والمعركة في نهم تعني الكثير بالنسبة لأطراف الحرب. ولأن المعركة تدور على إحدى مداخل العاصمة صنعاء، يرمي الطرفان بثقلهما في المعركة، ما يزيد، بالإضافة إلى صعوبة الجغرافيا والتضاريس الجبلية، من تعقيدات المعركة.


الطريق من نهم إلى صنعاء طريق وعر، ومليء بمنعطفات جبلية، وعلى ضفاف الطريق تسكن قبائل وتجمعات واسعة، وهي الأخرى لا يمكن أن تخرج من تفاصيل الحرب الدائرة. إذ يشكل الحزام القبلي الكبير عقبة أمام الأطراف التي تسعى إلى كسب وده، باعتباره طرفاً متحكماً، خصوصاً قبالة طرف "الشرعية" والقوات الموالية له، التي تقود المعارك.


في هذا الحوار مع قائد المنطقة العسكرية السابعة في القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، اللواء الركن إسماعيل زحزوح، نسلط الضوء على بعض جوانب معركة نهم، وما يتعلق بطرف "الشرعية" والقوات الموالية؛ حجم الصعوبات، وسر التأخير الكبير في التقدم في هذه المناطق، وحجم الدعم المقدم، إضافة إلى حجم الاستعداد وما يقابله من استعداد من قبل الطرف الآخر، المتمثل بـ"أنصار الله" والقوات الموالية لحكومة الانقاذ.


الحديث عن معركة نهم يأخذ مساحة كبيرة من الغموض ومساحة أخرى من الجدل خصوصاً فيما يتعلق بمسألة التقدم البطيء... أين أنتم تحديداً الآن؟ وما حقيقة وطبيعة ما يدور في هذه المعركة؟
أولاً أريد أن أوضح مسألة، وهي أن المعركة ليست معركة نهم، وإنما معركة صنعاء، لأن مديرية نهم تعتبر تحت السيطرة الفعلية، أو النارية، لقوات الجيش اليمني، والأمر الآخر معركتنا التي نخوضها في محيط صنعاء هي معركة النقطة الحاكمة الأخيرة، التي بسقوطها تعتبر السيطرة على العاصمة صنعاء أمراً مفروغاً منه، لذا هي ذات أهمية بالغة لكلا الفريقين.


طبيعة الجغرافيا في هذا الحزام الأمني وحيث تدور المعارك، ماذا عنها؟ وهل تمثل صعوبة أمامكم في مسألة التقدم؟ كم موقعاً تحرر؟ وكم موقعاً تبقى؟
طبيعة الجغرافيا في معركة صنعاء هي طبيعة جبلية بالغة الوعورة، والذي يعرف جبال الفرضة وجبال قرود والمنارة يدرك تماماً صعوبة وشراسة التضاريس في هذه المناطق، وبالنسبة لعدد المواقع التي تحررت، والتي لم تحرر، أستطيع أن أقول أن هذه المسألة لا تقدر بهذا الشكل، وإنما الذي يحدث هو أن المليشيات الانقلابية تحوط نفسها بأعداد كبيرة جداً من الألغام والحواجز الطبيعية، وتركز كامل قواها على الانسياق المتقدمة، وما أن تسقط هذه التحصينات بأي صورة إلا وتتراجع المليشيات لعدة كيلو مترات، وهذا ما حدث في مناطق كثيرة.


ما سر بقاء المعركة لمدة طويلة؟
أنا لا أدري من يحدد هل طالت المعركة أم أنها تأخذ مداها الحقيقي، وبماذا تقاس المدة للمعارك، ولكن يبدو أن الانتصارات الوهمية التي حققتها المليشيات الانقلابية عندما سيطرت على أغلب المحافظات في عدة أسابيع وكانت تسيطر على المحافظة بعدة أطقم وعدد من الأفراد ودون أن تطلق رصاصة واحدة قد جعلت الناس يطلبون من الجيش اليمني أن يحقق نفس الأمر. إن ما حدث بالنسبة للمليشيات هو دور استلام وتسليم، حيث سلمت الدولة العميقة البلاد للانقلابين بدون أي مواجهة، أما ما يحدث اليوم في معارك صنعاء وغيرها فهي معركة حقيقية بكل تبعاتها، وبالنظر إلى الماضي حيث حدثت معارك كبيرة بعد ثورة 26 سبتمبر، استمرت لعدة سنوات، وكذلك معارك الجيش اليمني مع الحوثيين في صعدة استمرت لست حروب، وامتدت لأكثر من عشر سنوات، وقد يقول البعض إن "التحالف" يقف بجوار الجيش اليمني، وهذا أمر لا ينكر وله الأثر الكبير في سير المعاك، ولكن لا ننسى أن الجيش اليمني الشرعي بدأ التأسيس من البداية، فعمره لا يتجاوز عامين، ويواجه المليشيات والحرس العائلي الذي يقاتل بمكونات الدولة وسلاحها، التي تكونت منذ ثلاثين سنة، ناهيك عن الدعم الإيراني وغيره الذي ما زال يتدفق على جماعة الحوثي. ثم لا نذهب بعيداً؛ ها هو التحالف العالمي الذي يواجه المليشيات الارهابية في العراق بكل الامكانيات الهائلة لا يستطيع أن يتجاوز طبيعة الحروب وضريبتها.


إننا نخطط ونعد ونتمنى أن نحسم معركتنا في أقرب وأسرع وقت ممكن، ولكن الأهم من ذلك أن يكون نصراً حقيقياً لا وهمياً.


ماهي الصعوبات التي تواجه الجيش؟
الأشياء التي ذكرتها في سؤالك السابق هي بالفعل صعوبات تؤخر حسم المعركة، مسألة الجغرافيا والتضاريس، والإجراءات المتخذة من قبل الطرف الآخر، ولكن يختلف موضعها في سلم التحديات، والأهم بالنسبة لنا أن تتوفر الإرادة العازمة لقيادة الشرعية و"التحالف"، ويتم توفير السلاح والتجهيزات المطلوبة وسوف نحقق الأهداف بالشكل المطلوب بإذن الله.


ماذا عن الحزام القبلي وما يمثله من صعوبة كبيرة أمام تقدمكم؟
قضية أود التنبيه لها، وهي أن جماعة الحوثي وصالح يستخدمون القبائل التي تسمى "قبائل الطوق" بصورة همجية وعبثية ولا مسؤولة، حيث يتم التغرير بهم، وإقحامهم في المعركة بصورة جنونية، مما يؤدي إلى خسائر بشرية فادحة، وقوات الشرعية في المقابل تحرص كل الحرص على سلامة أرواح اليمنيين وتجنيب المدنيين، حتى ولو أدى ذلك إلى تأخر تحقيق نصر سريع. وأود أن أشير إلى أمر آخر هنا، وهو أن النظام السابق لم يوفر الحد الأدنى من الخدمات لهذه القبائل طوال فترة حكمه، لذا عندما تدخل قوات الشرعية إلى هذه المناطق تحتاج إلى شق طرق الامداد، وهذا يحتاج إلى جهد ومال ووقت كبير، نظراً لصعوبة التضاريس.


ماذا عن الدعم الذي وصلكم مؤخراً؟ وعلى الرغم من وصوله، لماذا لا نرى أثره حقيقة على الأرض؟
بالنسبة للدعم الأخير الذي وصل فهو دعم مشكور ومقدر، والمعركة لا تزال قائمة، ودك تحصينات العدو مستمرة، وسوف يؤتي هذا الدعم ثمرته، والعبرة بالخواتيم والفعل البطيء المؤثر خير من الفعل الكبير الهش، ونحن عازمون على تحقيق النصر واستعادة الدولة الشرعية مهما كلفنا الأمر أو طال بنا الزمن.


كم المسافة المتبقية إلى صنعاء؟
كما ذكرت لك آنفاً، نحن في صنعاء، ومعركتنا هي معركة صنعاء، وإن كنت تقصد كم تبقى إلى نقيل بن غيلان، فتختلف من نقطة إلى أخرى نتيجة لاتساع مواجهة الجبهة، وأقرب نقطة يفصلها من خمسة إلى سبعة كيلو متر. والأهداف في المعارك تتحقق بفضل الله أولاً، ثم بعزائم الرجال واستعدادهم للصبر والتضحية وضرب أروع الأمثلة في الإقدام والثبات.


لماذا تبدو المعركة صعبة في نهم؟ هل لهذه الأسباب فقط؟ والكثير من الناس يريدون تفسيراً مقنعاً حول بقاء المعركة في هذا الاتجاه منذ عامين؟ 
المعركة في نهم تبدو صعبة لأنها صعبة بالفعل، والمعوقات التي تضعها المليشيات كثيرة، لكن صاحب الحق الذي فجر بيته وأخذ ماله وسلبت دولته لا يرى إلا شيئاً واحداً وهو النصر والتمكين واستعادة الدولة، وكل الصعوبات تصبح نوعاً من التحديات التي يشعر بالمتعة وهو يتجاوزها. وبالنسبة لمن يقول: هل من المعقول أن تظل المعركة متوقفة لمدة عامين؟ أقول: أولاً، من يقول إن المعركة لها عامان فأسأله متى تم تحرير فرضة نهم وبعدها يجيب هل فعلاً لها عامان أم لا؟ ثانياً، هل من المعقول أن تسيطر قواتنا المسلحة على أغلب وأصعب المرتفعات الجبلية وهي متوقفة؟ هل من المعقول أن نقدم التضحيات بشكل يومي تقريباً والمعارك متوقفة؟! الحقيقة أن المعارك لم تتوقف، ولكن عدم معرفة الناس بميدان المعركة وأهمية السيطرة على الهيئات الحاكمة والمطلة يجعلهم يظنون أن المعارك متوقفة.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24