الجمعة 29 مارس 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
الشيخ محمد صغير أبكر: إذا كانوا رجالاً فليدخلوا الحديدة
الساعة 20:43 (الرأي برس - عربي )

تعتبر محافظة الحديدة العنوان الأبرز في الأزمة اليمنية حالياً، لما آلت إليه التطورات أخيراً، مع توجه أنظار «التحالف العربي» إليها، والذي يهدد بعملية عسكرية قد تتسبب في إخراج ميناء المدينة من العمل كلياً. ويدور جدل كبير حول هذه التحركات، باعتبار الحديدة المنفذ الوحيد الذي تبقى لليمنيين، والذي يمدهم أكثرية السكان بالغذاء والإحتياجات والسلع.


وتدور في هذا الاتجاه العديد من المواقف السياسية والشعبية، محلية وخارجية ومعارضة، حول حول تهديد شريان الحياة المتبقي لليمن ولليمنيين.


«التحالف العربي» والإستعدادات العسكرية، وكيف ينظر إليها أبناء الحديدة، من مشائخ ووجاهات وقيادات، بل كيف يستعد هؤلاء للتعامل معها، وعن المواقف والتقديرات الحاضرة حالياً وضعناها أمام الشيخ محمد صغير أبكر، أحد أبرز مشائخ الحديدة وتهامة، ورئيس نقابة العقال في محافظة الحديدة وقراها، وصاحب الحضور على مستوى الأوساط الشعبية والتحركات بشكل عام في تهامة.


العملية العسكرية في الحديدة هو حديث الساعة، من قبل قوات «التحالف العربي»، و«التحالف» يقول إن هناك استعدادات عسكرية كبيرة على مستوى البر والبحر والجو للدخول إلى الحديدة، أنتم كوجاهات اجتماعية ومشائخ وأبناء تهامة: كيف تتعاملون مع هذا التطور؟ وما موقفكم منه؟
«التحالف» الذي تتكلم عنه هو تحالف لن يقدم ولا يؤخر، تحالف صليبي، والتحالف الصليبي موعده في سواحل البحر الأحمر في الحديدة، على أنه سيكون في غيابة الجب بإذن الله.


ماذا عن التوقعات بعملية عسكرية من قبل «التحالف»؟
إذا نظرنا إلى الإعلام، أو «التحالف» الذي يقوده محمد بن سلمان، تحالف بطلان، وغني يمتلك ثروة كبيرة، ظن بها الناس والدول العربية بأن يتحالفوا على الشعب اليمني، وأنت كما تعلم إن الشعب اليمني من أفقر دول العالم، التي تتلكم عنها وسائل الإعلام من سنين، وليس من الآن، مش معقول تحالف بهذا الشكل يتحالف على دولة فقيرة، إلا وهو داخل في غيابة الجب. ولا أتوقع عملية عسكرية.


لماذا الحديدة؟
الحديدة هي المحافظة الوحيدة التي تستبد من قبل 50 سنة بجميع الأشياء، و«التحالف» الذي يقوده محمد بن سلمان فهو تحالف معه مرجعية في اليمن، بقيادة «التحالف»؛ في بعض من اليمنيين خونة، يتحالفون على أراضي اليمن، ككل، وليس على محافظة الحديدة.


«التحالف» يطرح العديد من المبررات للعملية العسكرية، التي يقول إنه يستعد لها في ميناء الحديدة، وهو يقول إن الميناء يستخدم لتهريب السلاح؟ ماذا تقول؟
موقفنا الأساسي أننا ضد أي تحالف على اليمن بأكمله، وليس على الحديدة فقط، إنما الادعاءات التي يدعي بها «التحالف» عن تهريب سلاح فلا أعتقد أن محافظة الحديدة لديها الإمكانيات القوية أو الأشياء الخاصة، التي تقدر على هذا، ما يهرب هو لقمة العيش لمحافظة الحديدة وبقية محافظات اليمن. ومبرر «التحالف» غير مقنع.


ما الذي يريده «التحالف» بالضبط برأيك؟
قل لي ما الذي يريده «التحالف العربي» من اليمن ككل، وليس من الحديدة فقط؟ يريد أن يجعل كل يمني يخضع ويذل، ويجعل الشعب اليمني فقيراً على المدى الطويل، هذا هو «التحالف» الذي يحاول القضاء على اليمن من كل الاتجاهات، على مستوى البر والبحر والساحل.


هل هناك استعدادات عسكرية أو شعبية لمواجهة «التحالف» في حال قرر إطلاق عمليته في الحديدة؟
إذا لم يكن هناك مواجهات، ولا في رجال في محافظة الحديدة، ولا في ناس تحمي محافظة الحديدة، فأعتقد إنهم أخذوها من الأول، ولكن لن يتجرأ العدو على دخول محافظة الحديدة، ما زالت فيها أمة ورجال تحمي تربتها، من أبناء الحديدة أنفسهم. وموقفنا طبيعي ومفهوم: لن نقبل أي عدو خارجي في محافظة الحديدة، ولن نقبل أي رجل أجنبي أو خارجي تطأ قدمه تربة الحديدة أبداً على الإطلاق.


ماذا عن عمليات الساحل الغربي التي يقول «التحالف» إنها في طريقها إلى الحديدة؟
إذا هم رجال صحيح: محمد بن سلمان أو تحالفه، أو كائن من كان، إذا هم رجال يدخلون ويسيطرون على متر واحد فقط من محافظة الحديدة، أو من بني مكتوم، أو من بني جن، أنا أتحداهم. والحاصل إنهم يمنيون يتشابكون مع بعضهم البعض.


يعني أنت تتكلم عن ثقة؟
إذا سقطت محافظة الحديدة سقطت اليمن بأكملها، فهي المحافظة الأساسية، والمحافظة المغذية، والمحافظة السلمية، والمحافظة التي ولاؤها لله والوطن.


ماذا عن العمليات التي تتم في الجزر؟
الجزر والذين في غير الجزر كلهم يمنيون، وهي قيادة انشقت إلى ثلاثة أقسام: «مؤتمر»، و«إصلاح»، و«أنصار الله»؛ ثلاثة أقسام هم القائمون بالحرب في اليمن، ولن تأتي أي دولة خارجية إلا بطلب يمني، سواء داخلي أو خارجي.


من يحكم الحديدة؟
الذي يحكم اليمن كاملاً: أرحم الراحمين، لم نجد أي حاكم في اليمن إلى الآن يحكم.
طيب ميناء الحديدة يقال إن له إيرادات ودخل اقتصادي، ولماذا الحديدة منكوبة قديماً وحديثاً؟
في مثل شعبي يقول: «أم رتبة قوية وأم عيشة قلية» يعني الرتبة في الحديدة قوية، والعيشة قلية، ولم يكن هناك أي فائدة للحديدة من السواحل أو البحر، لا يوجد لديها أي قارب يخدم محافظة الحديدة من محافظتها على الإطلاق. نحن المحافظة الوحيدة التي لا يوجد لها أي نسبة أو كلمة في الدولة، لا من محافظ لديه كلمة، أو من أبناء تهامة، ولا لمدير أمن أبناء تهامة، ولا قاضي، ولا وكيل نيابة، ولا ولا طالع ولا نازل. الوحيدة المحافظة التي لم تعترف بها قيادة أو دولة، سواء في القيادة الأولى، أو القيادة الثانية، أو القيادة الثالثة.


لماذا؟
لأننا لم نصنع في يوم من الأيام قراراً في الدولة، بالذات أبناء تهامة.


كيف تقيم وضع الحديدة الآن اقتصادياً وأوضاع الناس فيها؟
الحديدة مع دولة أو بلا دولة، مع اقتصاد أو بلا اقتصاد، ومع دعم خارجي أو داخلي، ليس لنا أي فائدة، يعني تعتبر المحافظة الوحيدة المهانة في دولة اليمن كلها، هي المحافظة الوحيدة التي تهان ولا يوجد لديها من يقول للشيء: كن أو إفعل نهائياً.


الآن ما هي طبيعة التحركات التي تركزون عليها في المقام الأول والأساسي؟ وما هو الدور الذي تقوم به أنت لصناعة موقف تراه غائباً؟
لدينا نحن الآن نقابات في 26 مديرية، في كل مديرية لدينا تقريباً ما يقارب 30 عاقلاً وشخصية وقيادة، ولكن نحن ملجأنا ونظامنا وهيبتنا ووضعنا الأساسي والرسمي والديني والشرعي... ولاؤنا لله، ومع قيادة الوطن. ولكن للأسف هناك كلام لا بد أن نتكلم به؛ لن نجد قيادة كي تنفع محافظة الحديدة نهائياً، محافظة الحديدة بأكمل رجالها، بقياداتها، بمتعلميها، بمثقفيها، كلهم معتقلون في السجون، والسجون التي اصطنعت للدولة اليمنية، هي سجون لأبناء تهامة فقط.


إذاً أنت ترى مسألة إشراك قيادات وأبناء الحديدة في صناعة القرار السياسي أمراً مهماً؟
إذا لم ينظروا لابن آدم الموجود في محافظة الحديدة، وهي التي سموها شريان اليمن، إذا لم ينظروا إلى أبنائها، وإلى الناس الموجودين فيها، سواء من أبنائها أو من غير الحديدة... نريد للحديدة عزة وقيمة، كي تقدر الدولة اليمنية، تكون مجرى الاستثمار الرسمي في محافظات اليمن كله، تكون في الحديدة.


القضية الأساسية في الحديدة الآن؟
القضية الأساسية التي تهم الحديدة الآن إطلاق جميع السجناء المظلومين، المعتقلين من سنة، وسنة ونصف، باطلاً وعدواناً، وأنا أراهن وأتحدى أكبر كبير، إذا لم يكن أكثر المساجين أبرياء ومدانين بقضايا لبسوهم إياها ما أكون أنا محمد أبكر.


أين هم هؤلاء؟
السجون التي صنعت في اليمن صنعت كلها لأبناء تهامة، القياديون كلهم مسجونون، كل قيادة أبناء تهامة في السجن، يا أخي نحن إيش دخلنا من بطائق «المؤتمر» و«الإصلاح»، ما دخلنا بالأحزاب، نحن ولاؤنا لليمن، ما دخلني يجي يجيبوا لي بطاقة، وأجيب صورتي فيها وبعد سنة وسنتين يأتوا ويسحبوني ويسجنوني. أنا هل أعلم ما هو وضع حزب «المؤتمر»؟ هل أعلم من أسس حزب «الإصلاح»؟ هل أعلم من أسس «أنصار الله»؟ لا نعلم يا أخي، نحن شعب لاجئ لدولة، ولكن لا يعقل أن أبناء محافظة الحديدة يستهدفون ويسجنون، بسبب البطائق التي اصطنعتها الدولة، والتي أوجدتها في جميع المحافظات، لأجل الحزبية، وهل يعقل أن محافظة الحديدة، أن معظم أبنائها مسجونون بدون قانون رسمي.


بهذه النقطة تحديداً، لمن هي رسالتك؟
رسالتي لمن يخافون الله، وللمسؤولين في الدولة اليمنية، بأن يعلموا وأن يفهموا أن الله خلق العدل والمساواة، وإذا لم ينظروا لمحافظة الحديدة كأي محافظة ثانية في اليمن، أعتقد أن الله لن يتمم لهم ما في بالهم.


وضع «الشرعية» في الحديدة، هل هناك من لا زال في الحديدة مع الرئيس هادي؟
في مثل شعبي عندنا يقول: «من طلع من داره قل مقداره»، مش معقول نعترف برئيس شرعية وهو في يوم من الأيام جعل اليمن لا شيء، وفي نفس الوقت صنع لليمن حرباً خارجية، أيعقل أن رئيس دولة يحاربنا من الخارج؟! ليش يا أخي؟ يوقف حتى لو يموت كان بيلقى شعب من حوله، مش معقول قيادة ودولة، في يوم وليلة، مش موجودين، ويبغوا يرجعوا، كيف هي مقهى، هذه دولة، والدولة لها رجالها، وكل وقت له دولة ورجال.


طبيعة التحركات العسكرية، ما تقييمك لها؟
محافظة الحديدة، حتى لو بتحمل كلاشنكوف، وبتذهب تجاهد ضد العدوان الخارجي، ستحمي الحديدة، لكن لن يقبلوا إلا ناس تتبع ناس مخصصة في محافظة الحديدة.


إذاً مسألة الدفاع عن الحديدة محكومة بماذا؟
ما في أحد إلا وهو يدافع عن بيته، ولا في حد من برع يفزع معك، وأنا أخوك ولكن عند الصدق ما ينفع إلا صاحب الحق، هو الذي يدافع عن حقه، فالحديدة أعتقد أن لها رجال سيشهد لهم التاريخ، ورجال موجودة في المحافظة وأريافها، ورجال لهم قيمة وكلمة، ولكن نحن ننظر إلى قيادة ودولة، ونتبع قيادة، فإذا لم توجد القيادة والدولة في المحافظة، فهذا سيسبب كارثة كبيرة، هذه الحقيقة.


الحرب في اليمن بشكل عام كيف تنظر إليها أنت؟ وكيف تقرأ مستقبلها؟
كل معتدٍ خاسر، نحن دولة يمنية، من أفقر الدول في العالم كما يطرح الإعلام الخارجي، وأنت تعلم، وأنا أعلم، الموضوع الأساسي الذي نحن ماشيين عليه حالياً، أو ماشي عليه الدولة، ولا تأمن الدولة ولو كانت رماد، ولكن اللوبي الصليبي الموجود في داخل اليمن، الذي يتمتع بدعم التحالف الصليبي الخارجي على اليمن هو الأساس، إذا لم تقف قيادة ودولة وتمنع هذا الشيء وتحدد من هو الطيب والبطال في اليمن، أعتقد أن اليمن ستتمزق، كما يتمزق الثوب، فاليمن الله سبحانه وتعالى كرم هذه الدولة وجعل لها هيبة، ولكن للأسف لم توجد قيادة رشيدة صحيحة تعمل بحق الله سبحانه وتعالى، في جميع المحافظات، كي ينظروا إلى شيء حقيقي ورسمي، وإنما الثورة اليمنية الموجودة حالياً ثورة يمنية شريفة جيدة.


هل تتوقع حلاً سياسياً في اليمن؟
نعم ما في حرب إلا ولها حل.


تعتقد أن الأطراف اليمنية تحسب حساباً لهذا؟ وما الحل برأيك؟
بقدرة الله سبحانه تعالى. لأن الله لا يمكن أن يترك اليمن للهلاك. والحل على جميع القوى السياسية اليمنية، الساكنة في الفنادق، والذين هم في الجبال، والذين في البحر، والساكنين في البر، عليهم العودة إلى النظر إلى اليمن، وإلى الدولة، والذهاب نحو السلم، على جميع اليمنيين والأحزاب السياسية اليمنية، سواء «إصلاح»، أو «مؤتمر»، أو «أنصار الله»، أن ينظروا إلى الرجل اليمني، والنفس اليمنية، وأن يجعلوا لليمني احتراماً. قدر ما نستطيع، وما نتكلم، وما نعمل، عليهم جميعاً، سواء حزبي، أو إصلاحي، أو مؤتمري، أو ناصري، أو من «أنصار الله»، إرجعوا إلى الحوار، وإلى كرسي يمني، وأما التحالف الصليبي الذي يمر عبر السواحل البحرية لن يدخل أي رجل أجنبي إلا بموافقة التحالف الصليبي، الموجود بداخل اليمن.


أمريكا القابعة في البحر، ما رأيك بها؟
سياسة خاصة باللوبي اليهودي الأمريكي أو اللوبي الصليبي أو اللوبي الماسوني، أو ما كان وكان، وهم الناس الأمريكان ما يأتوا إلى اليمن إلا على مصلحة، فالذي يدير هذه المؤامرة هو محمد بن سلمان، هو الذي يدعم كل ما يسير على أرض الواقع، وهو الذي قام باستهداف الشعب اليمني، وإيجاد فريق، ولوبي من اليمنيين، و«التحالف» معه بإزالة اليمن عن بكرة أبيها، هذا بالعربي.


رسالتك الأخيرة؟
رسالتي الأخيرة إلى محمد بن سلمان بن عبد العزيز أن يضع في باله أن انتهاك اليمن وتمزقها هو تمزق له ولبلاده وسيهلك كما هلكت اليمن، لأن اليمن، السعودية، والإمارات، وعمان، وقطر، والبحرين، في جزيرة واحدة، تحيط بها المياه من جميع الجهات، وهي نوع واحد، ولبس واحد، وأكل واحد، والرجل هذا إذا استضعف اليمنيين والدولة اليمنية، فإنه سيدخل في غيابة الجب عن قريب.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24