الخميس 25 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن ........والقلم
أمين وأحمد قاسم …- عبد الرحمن بجاش
الساعة 14:08 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)




في سبتمبر هذا توفي العم امين قاسم , وفي شارع 26 سبتمبر تعز عاش الفتره الاهم في حياته وحياتنا . 
امين قاسم مغلس كانت دكانته تحت طبيب الاسنان خيري رضا , وبجانب صيدلية العطاب , بلوحتها المهيبة التي خطها شيخ الخطاطين نعمان . 

 

عندما كنا نهرب من الاستاذ جابر من الصف في مدرسة الثورة الابتدائيه (( الاحمديه )) , فنقفز من على السور الخلفي , ولا بد ان نمر من الزقاق الصغير بجانب دكان العم امين , الذي يلاحظنا , فنجد ان الاستاذ جابر ارحم !!! , اذ يمسك باذن كل واحد ويعيدنا الى المدرسه وهات يا تحقيق ووعيد من الاستاذ زبيبه رحمه الله , من زارني الى مكتبي شاكرا ما كتبته عنه بعد سنين من ايام المجد تلك في تعز . 
 

العم امين والوعيل وسلسلة مخابز الشيابنه من لهم في رقبة كل طالب دين جميل !!!.
الى دكان العم امين كنت امر , واجلس الى كامل محمد قاسم وعبد الله محمد قاسم (( الشيبه )) رحمهما الله , وكانت هي ظاهرة ذلك الشارع العظيم , ففي كل دكان ترى من يدرسون صباحا في ناصر والثوره منهمكين في اشغالهم في كل دكان ومطعم ومخبازه ليصرفون على انفسهم وعلى اهلهم في القرى , كان حلما كبيرا يراود الناس في غد افضل , ولذلك كان الشارع هو شارع كل اليمن من اقصاه الى اقصاه .

 

امام العم امين استديو احمد عمر يسجل اللحظة السبتمبريه , وبجانبه احمد علي يزين الرؤوس حلاقة الثوره , ومن ميكرفون جامع الغفران الاصبحي يهدر باسمها , والشعراني وعبد العزيز سعد يسر يقتفيان اثر عبد الباسط عبد الصمد . 
 

هناك روتي الثوره من مخبز التيسير لغالب راوح واحمد غرسان , وابو الناصريين محمد عبد الملك المسني بجانبه , وهناك الدكان الجديد صوت العروبه يوزع عطور خير لنا , وصوت العرب , يعطر الماره احتفاء بمقدم الضيف الاكبر . 
 

هناك دكان احمد قاسم مغلٍس , كل صباح يمر عليه جدي عم والدي بيده الزنبيل , فلا يفارقه الا بعد ان يتبادلا اخبار ال BBC, وصوت العرب ومحمد عروق , ذلك الصباح همس العم احمد رحمه الله في ان جدي : (( يوليد بعد باكر شيصل الرجال )) , جدي يقترب : منو ؟ - جمال بيجي يزور تعز , ارتسمت ابتسامة السماء في وجه جدي , احمد قاسم كان وكالة انباء جدي !!!. 
 

في البيت في حافة اسحاق كنت استعد للسفر مع والدي الى القريه لياتي رسول من الشيخ امين عبد الواسع نعمان محافظ المحافظه : لا تسافرش جمال سيزور تعز , ولم نسافر . 
 

في المدرسة قالوا لنا : بكره الصبح تكونوا هنا , ستحملكم البوابير والسيارات الى المطار , جمال عبد الناصر والسلال جايين , كان الوقت قبل عيد الاضحى فصار العيد عيدين , وانا نسيت خوفي من تلك العقبة الصغيرة قبل المطار فرحا بعبد الناصر المهيب حقا , وشائف الحسيني جاء مشيا على الاقدام من العود ليرى ناصر العرب , ومن الاعروق الى اليوم ترى الاستاذ احمد عبده سيف كلما تذكر اللحظة دمعت عيناه : لقد اتى راجلا من القريه , لكنه وصل الى تعز والرجل قد غادر : (( لم اندم في حياتي قدر ندمي على تلك اللحظه )) .
 

كان حظي افضل منه , فقد اصطفينا تلاميذ بسنوات عمرنا المتفاوته ننتظر تحت الشمس متى تهل طائرة ناصر والسلال , واقسم اننا – الآن عيني تدعم – كما لو ان الارض انشقت عن هدير تهتز له التباب المحيطة وتلك الجبال المهيبه صبر وما جاورها (( ناصر ناصر يا جمال )) ..
 

ضاعت الطائرة عن اعيننا , لنراها فجأة تتهادى على ارضية المطار , تقف , يهل النور جمالا كالشمس , يرفع يده , تجن الجموع , ينزل , يصافح المستقبلين , فجأة لا نرى شيئا سوى هدير البشر يندفع باتجاه الرجلين , يضيعان بين الناس . 
 

في شارع سبتمبر كان العم امين, واحمد, والعزي, وجاود, والشيابنه, وقلاله , والعديني والمفلحي , والعنسي , والجهمي , والميسري , والحيمي , وكل اليمن تهدر : مرحب مرحب يا جمال , في مشهد ولا في الخيال . 
 

قال حسن العديني : كان اخي قريب من سيارة الزعيم , والبشر يندفعون كالموج , والسلال تضيق به الارض خوفا على قرة عين العرب , فيضطر الى النزول , ليفسح للسيارة التي بدات ترتفع , لقد حملها الناس على اكتافهم , لم يفقد السلال روح النكته فيلتفت الى الضابط المكلف بتوسيع الطريق : (( الظاهر عنرجع للمهره الاوله )) ...قال شقيق حسن : كان هناك رجلا من الارياف يصيح وانا اسمعه : اوبه لنا ياجمال , وعبد الناصر يشير الى عينيه : (( انتو في عيني ))
..يوم من الدهر يريد من هو اقدر مني على وصفه , اقولها بكل الامانه والصدق ...استعدته قبل ايام كفيديو حتى انتهيت منه اكتشفت ان قميصي اخضر دموعا , استعدت خلال المشاهده لحظة المجد .

 

كان هناك العم امين يهتف واخيه احمد يهتف , وشارع 26 شارع اليمن يهتف ...
رحمهم الله جميعا امين واحمد وجمال والسلال , وعاش شارع 26 سبتمبر العظيم . 
لله الامر من قبل ومن بعد .

16 سبتمبر 2017

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24