الجمعة 29 مارس 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
قصة الشاب محمد الباحث عن الصوت
الساعة 14:15 (الرأي برس - المشاهد)

 

أدرك أن مشكلته تتلخص في صعوبة التواصل مع من حوله فقرر أن يفتح آفاق التواصل عبر العالم.. ليجد من خلال ذلك حلاً لمشكلته المزمنة مع المحيط.


من تصوير محمد الاصبحي تصوير من قصة النحلة والنملة
محمد نبيل الأصبحي شاب عشريني عاش قرابة العقدين من عمره في عالم صامت ،لكن عاما واحداً بعدها كان كافيا ليملأ صوته الجهات الأربع.

“مطلع العام 2016 تعرفت لأول مرة على كلمة “مبادرة“ من خلال مبادرة صوت السلام وفي أبريل من نفس العام ومن خلال مبادرة شريان العطاء خضت أول تحدٍ حقيقي تغيرت معه حياتي وبدأت انطلاقتي للعمل مع المجتمع” ،بهذا المعنى يخبرك هذا الشاب الرياضي متعدد المواهب عن أبرز محطات التحول مابين حياة الصمت وحياة الصخب الجميل.. ويضيف “كان عندي مشكلتين اعاقة السمع والخجل بعدين فجأة لقيت نفسي بحكم العمل مضطر اتعامل مع البنات لأول مرة ،وكمان كمنسق للمبادرة لازم يكون عندي الاسلوب والكلمات اللي تخلينا أنجح بالتواصلمع الناس والمنظمات والجهات”

“محمد مثابر يمتلك الارادة والاصرار وكان محتاج فقط لـ دفعة وفرصة” تقول حنين رئيسة مبادرة شريان العطاء فيما تضيف رقية رئيسة مبادرة صوت السلام ” الشاب المنطويصار الآن شيئ آخر.. استطيع القول إن معظم الاعمال المجتمعية التطوعية في المديرية بتلاقي فيها محمد نبيل”  

كمنسق عليه أن يعمل مع المجتمع والشركاء وقف محمد نبيل في مواجهة مباشرة مع أصعب مشكلات حياته التي ترافقه منذ سنين طويلة ..عليه أن يغادر دائرة العزلة ..أن ينشئ اسلوبا ..وأن يجد الكلمات ..وكانت عبارة “شغل مخك ” التي يكررها عليه والده مفتاح اللغز.

“الانترنت” .. هكذا لمعت الفكرة في رأس محمد فبدأت صفحته على الفيس في التحول الى نواة لشبكة واسعة من العلاقات ومعها بدأ يبتني  جسر التواصل عبر الواتس وهو ذات الجسر الذي أوصله الى حيث يجد ضالتيه “الاسلوب والكلمات” كبوابة للتواصل المباشر مع المجتمع

تعرَّف محمد على صخب الحياة من خلال سماعة الكترونية ، وانتشر عبر الشبكات ،ووثق رحلته في التواصل المباشر معالعالم من خلال انشطته الميدانية المتعددة في العمل التطوعي

مع اشتداد وطأة الحرب و تحول مديرية الشمايتين الى قبلة للنازحين من مدينة تعز المحاصرة حينها وعدد من المحافظات الاخرى كعدن ولحج و غيرها ،شارك محمد في انشطة الاغاثة التي نظمتها منظمات اليونسيف و كير وميرسيكروبس، وحقق حضورا فاعلا في انشطة عدد من المبادرات الشبابية العاملة في المجال الانساني بينها صوت السلام، ومؤسسة ارقى الخيرية، كماساهم في تأسيس فريق يد واحدة من اجل نظافة مدينته “التربة“ مركز المديرية ، ومبادرة نبضة أمل الشبابية التي تعده الأب الروحي والمستشار.

أواخر العام 2016 ومطلع العام الجاري 2017 نظم مركز الدراسات والاعلام الاقتصادي بالشراكة مع معهد imiومبادرة شريان العطاء ومعهد نيوسكلز عددا من الدورات التدريبية في مجالات الاعلام والتنمية البشرية مافتح امام محمد آفاقا أخرى جديدة

أدرك كيف يمكنه ادارة خياله وكيفية تحويل العوائق الى تحديات وكيف يطور من مهاراته أكثر فأكثر..أتقن فن التصوير الصحفي الذي يعشقه وحصل على مساحة جيدة من المعرفة في مجال العمل الاعلامي مكنه من شغل موقع المسئول الاعلامي في مبادرة شريان العطاء التي مثلت نقطة انطلاقه كما يقول ،ومن خلال معهد ابن حيان تعرف على كيفية انشاء واداراة المشروعات الصغيرة.

“المزيد من الانترنت” كان الخطوة التالية “ التواصل مهم ..في كثير ناس حتى من اللي ميلبسوش سماعات محتاجين يتعلموا كيف يتواصلوا “يقول محمد  الذي أسس شبكة واي فاي ليوفر لأبناء منطقته وسيلة أقل كلفة للبحث “والتواصل“،لكن النتائج كانت اكثر من المتوقع

في العام ذاته 2016 نظمت مدرسة الشهيد الغافقي أكبر مدارس مديرية الشمايتين التابعة لمحافظة تعز والتي ينتمي اليها محمد ،نظمت مسابقة في الرسم استهدفت ذوي الحالات الخاصة وكان محمد نبيل على راس قائمة المتميزين ..

كان محمد ومن وقت مبكر اعتاد في دائرة عزلته أن يدير حوارا مع الخطوط والالوان فأتقن الرسم وكان من أوكلت اليه مهمة رسم الخرائط في مشروع تابع للصندوق الاجتماعي في المنطقة

دخل محمد عالم الشبكات والحاسوب من بوابتين، حيث شجعت موهبة الرسم هذا الشاب في اقتحام عالم التصميم المعماري ابتداء من الورقة وقلم الرصاص وحتى برامج التصميم عبر الحاسوب ،أما البوابة الثانية فكانت في اتجاه تصميم الواجهات وتطبيقات الجوال.

أتقن محمد برامج التصميم والرسم الهندسي وادارة وصيانة الشبكات اعتماداً على مايمتلك من ارادة واصرار وانطلاقا من مبدأ ادارة الخيال ،وهاهو يبدأ بيع تصاميمه المعمارية قبل أن يبدأ الدراسة في كلية الهندسة التي تستقبله هذا العام.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24