الجمعة 29 مارس 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
البعد الإنساني والاجتماعي .. في رواية " سالمين " - علي سالمين العوبثاني
الساعة 12:45 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



ها نحن نعود اليكم بكل الحب والشوق واللهفة ، وأود هنا أن ألفت إنتباه القراء الإعزاء بأن حلقات الدكتور طه حسين الحضرمي .. لم تنته بعد ولكن تم تأجيلها بسبب إمتحانات الجامعة وبعض الظروف الموضوعية والذاتية التي حالت دون استكمالها ..
وحتى لا نغيب عنكم كثيرا بسبب ماذكرناه بعاليه ..أستأذنت من الدكتور طه حسين الحضرمي بالبدء في حلقات الروائي عمار باطويل ريثما ينهي الدكتور الحضرمي التزاماته .. فلم يمانع .

لقد تركز اهتمام المؤلف عمار باطويل في روايته على الجانب الإنساني في شخصية بطلها وفي رفض الواقع الاجتماعي ، لما مثله من معاملة غير إنسانية تجاه كائن بشري لا ذنب له سوى أنه ولد أسودَ. 
وتأكيدا على ذلك فقد استشهد المؤلف .. بقصيدة لشاعر السودان الراحل " محمد الفيتوري " تحاكي الواقع ذاته :

 

ألأن وجهي أسود 
ولأن وجهك أبيض 
سميتني عبداً
ووطئت إنسانيتي 
وحقرت روحانيتي 
فصنعت لي قيداً
**************
في إدانة للعقم العقلي والمعنوي لكلام تلك الطبقات التي تلوكه بفجاجة في مجالسها .. والمسألة أكبر من أن تكون مسألة ألفاظ ، بل هي أعمق بكثير من لفظ يقال ، فالاحتقار والنظرة الدونية هما المسيطران على عقول هؤلاء الذين وجدوا أنفسهم في طبقات ارتقت بنسبها في المجتمع .
مؤلف الرواية (( عمار )) جعل بحنكة واقتدار من باكورة أعماله الروائية " سالمين " ، قضية مجتمعية مؤرقة ناقلاً لنا الحقبة الزمنية التي سيطر فيها التفكير الاستعلائي لطبقات بعينها في المجتمع ، كالقبائل ، والسادة ، والمشايخ ، وهيمنتهم على الأرض التي احتاجت إلى عبيد يقومون بفلاحتها والعناية بها ، ناهيك عن الأعمال الأخرى التي تتأفف منها تلك الطبقات .. فقاموا بشراء العبيد المختارين لقوة تحملهم على الأعمال الشاقة .. غير مبالين إن كانوا خُطفوا من أهاليهم عنوة أو بيعوا لديون عليهم لم يستطيعوا سدادها .

 

و الكاتب " عمار باطويل " صور لنا الدموع المحتبسة في مآقي " سالمين " التي تحكي عن واقعه المحبط ..في غير موضع من الرواية ، وبالفعل فقد رسم هذه الصورة بدقة متناهية .. أراد من خلالها أن يعبر عن أن النظرة التقليدية لهذه الطبقات وموقفها غير الإنساني تجاه طبقة العبيد .. يجب الوقوف ملياً أمامها .. إذ أظهرها بطريقة درامية بارعة .. وفي تساؤل مشروع مؤداه : كيف إن السلوك الإنساني تحكمه العلاقات الاجتماعية غير المتكافئة ؟ ولعلنا هنا نجيب بأن الناس يختلفون في تعاطيهم مع هذه المسألة من زواياهم الفكرية المختلفة: إذ يراها البعض فروقا طبيعية من باب التمايز الطبقي .. بينما ينبذها البعض الآخر ويراها مساسا بإنسانية الإنسان على أن يعامل على أساس اللون.


هذا الاختلاف الاجتماعي يشير إلى الظروف البيئية التي كانت تسود العلاقات حينذاك ، ولم يكن الزمن الماضي مدخلا إلى الحدث فحسب ، بل يصبح عن طريق الاسترجاع أحد أهم الملامح التكوينية للشخصية ، وهذا اللون الاسترجاعي يستدعي خبرة بالنفسيات الإنسانية بما تتضمنه من مشاعر وآلام ، وأحلام .. طواها الزمان باستدعائها من الماضي ،إلى زمان حاضر يكتب فيه الكاتب عن تجربة الآخرين ويقرأ القارئ التجربة في صياغة فنية بوصفه إفادة من خصوصية التجربة وواقعيتها ولصوقها النفسي ، وكأني بالمؤلف يبتغي من عرض أفكاره وما توحي به أن يقول ..إنه في ظل المتغيرات الحياتية وتطورات الزمن أصبح الناس الآن يقاسون بعلمهم ومالهم وليس بالنسب ، حتى هؤلاء ممن كانوا يسمون عبيداً أصبحوا اليوم يحتلون مراكز عليا في المجتمع بعد أن تصاهروا مع طبقات كانت ترفضهم إلى وقت قريب ..ورمزية تسمية الرواية بـ " سالمين " قصد بها المؤلف الندية بين السيد والعبد في ذات الاسم ، ذلك أن القبائل تسمى أبناءها بهذا الاسم وهو من أكثر الأسماء شيوعا في البادية بل أنها تفتخر به ، ناهيك عن الأسماء الأخرى مثل : مبارك ، مبروك ، جمعان، العبد، وغيرها من الأسماء المشابهة .. وثمة قبائل تجيز للعبيد حمل السلاح ومرافقتهم في حملاتها العسكرية بل والجلوس في مجالسها وتتعامل على أساس من التعاطف الإنساني .
 

 

يقول بطل الرواية عن ذلك الاسم (كان اسم سالمين يسعدني عندما اسمعه في الراديو وأشعر أنني لست بعبد ) ويضيف بقوله ( إذا اسمي من أسماء العبيد من المستحيل إطلاقه على سالمين رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ).


وتمضي بنا أحداث الرواية في تسارع دراماتيكي كي توضح لنا بأن شخصية بطل الرواية لم تتكيف مع عبوديتها وكان عليها أن تصطنع أعذارا شتى لتبرير بعض تصرفاتها .. ولكن الأمر انقلب وبالا عليها وجحيما لا يطاق .. حيث كان رد فعل سيدها (صالح ) أن أمر أحد رجال القبيلة ويدعى (محمد سالم ) أن يبيعه في سوق (بضه ) .. والسبب يكمن في ( أن سالمين نام ذات ليلة ولم يذهب إلى أحواض النخيل لتبديد السواقي ، تكررت الحادثة أكثر من مرة ) .
 

مع أن هذا السيد عُرف بالورع والعاطفة الإنسانية .. ولكن كان هدفه من التلويح بالبيع هو أن يأخذ " العبد " درساً لن ينساه في حياته .
ومما لم ينسه " سالمين " حكايته مع " محمد سالم " الذي عُهدت إليه مهمة بيعه في سوق (بضه ) الذي تعرض فيه أنواع ( الجنابي ) والأغنام وأيضا العبيد .
ولندع " سالمين " يحكي لنا حكايته :
( في نصف الطريق كان محمد سالم يضربني بكرسي البندقية على ظهري ويقول لي " دحق ياعبد .. دحق يا حمار " كنت أمشي أمامه وهو خلفي) . بل يزيد في القول : " والله لو شردت حبة رصاصة على رأسك يا عبد " ) .

 

 

فكانت كلمات " محمد سالم " غليظة عليه لشعوره بالمهانة البالغة التي يتذكرها بمرارة .. ناهيك عن الألم الشديد الذي يتحمله .
وفي لحظة ثورة داخلية .. قال في ذاته :
( كان بوسعي أن أدحقه برجلي وأقيده وأغدر به .. ولكن كان يعتريني الخوف والهزيمة من الداخل ).
وتجلت هزيمته .. حين كانت تأتيه الإجابة من داخله إذا ما أقدم على ذلك الفعل :


( أين أهرب ؟ وإن هربت سوف يردني أحد الرجال المعروفين في الوادي أو سوف يتم خطفي من قبل لصوص العبيد وبيعي في منطقة بعيدة أو ربما دولة مجاورة أو يتم قتلي ) .
بمعنى لا مناص له من الإذعان لمصيره الذي يجب أن يتقبله دون أي مقاومة .. في ظل هذه المخاوف التي تلازمه .

 

والموقف العصيب الذي وقفه هذا العبد .. عندما قام " محمد سالم " ينادي في سوق بضه ( عبد للبيع من يشتري ).
والأكثر مرارة ذلك المشهد المذل حين ( كان المشترون يقلبونني ، ويستحسنون صحتي ، والبعض يقول : يصلح للعمل لسنوات طويلة ، ولكن السعر المرتفع لم يعجب المشتريين وخاصة من المتاجرين بالعبيد ).
ويصف بطل الرواية المشهد :
( يتوافد الناس لمشاهدة عملية البيع ، تقلبنا الأيادي فمن يستحسن ومن لا يستحسن السعر .) ويضيف ( وقفت أنا لوحدي تحرقني شمس دوعن اللاهبة ، أنتظر مصيري أن أباع وأذهب إلى سيد كريم أو سيد لئيم ، وكنت نادما على عصياني لسيدي " صالح أبو حمد " فقد أرهبتني عملية البيع وأذلتني أكثر ، أنظر لنفسي بإهانة ، أصبحت رجلا مهانا ، لا قيمة لي) .

 

وكانت أمنيته لحظتها في حوار ذاتي مع نفسه :
( تمنيت أن أكون شيخا أو سيدا أو قبيليا أو أي شئ لا يباع ، تمنيت أن أحمل صفة غير صفة العبودية ولونا غير اللون الأسود ) .

وعاد إلى منزل سيده بعد أن فشل " محمد سالم " في بيعه .. وكان الأخير مصرا على ذلك ، ولكن السيد أبو حمد .. عفا عن العبد ما دام سيسمع الكلام ، ولن يعود إلى ما يفعله .
ورأى بطل الرواية " سالمين " أن السبيل كما يبدو له من زاوية تفكيره هو الانفصال الكامل عن هذا العالم الظالم ، من خلال البحث عن طوق نجاة يجتاز به إلى عالم آخر بالسفر إليه في رحلة تمكنه من استعادة آدميته المهدورة ، فهو وحده القادر على إدراك عفن هذا العالم والإحساس به ، أو كما يقولون في أمثالنا الحضرمية "( إن كنت ربي شفق بي ) ..فلا ملجأ إلا إليه سبحان وتعالى .

 

 

عاش بطل الرواية في إصرار عنيد وطيبة أصيلة ، برغم ما أصابه من أفاعيل الزمن ..وهذا ما يتضح بعد انتشار خبر وفاة ( محمد سالم ) الذي ابتلعه السيل وقضى نحبه .. حدث ذلك بعد مرور خمس سنوات - من واقعة عرضه للبيع
- ويصف لنا بطل الرواية قصة وفاة محمد سالم :
(وصلت الأخبار بأنهم وجدوا رجلا ميتا ، ذهبت مع الناس من قريتنا على حميرنا ، وعندما وصلنا شاهدنا الرجل ممددا على الفراش ومغطى بغطاء لستره ، رفعنا الغطاء عن وجهه ، فعرفناه من أول نظرة ، قمنا بغسله ، وتكفينه ، من ثم الصلاة عليه ، ودفنه ).

 

ولرقة العبد " سالمين " رغم ما جرى له ، فقد كان حزينا على فراق " محمد سالم " حيث يقول :
" فقد عاش بيننا سنوات طويلة ، وبرغم قسوته علي فأنا مسامحه "
والأديب عمار باطويل باقتحامه عالم الرواية .. اعتمد على الواقع في سرد أحداث روايته ، إذ كانت كتاباته التي نشرها .. تميل إلى الأدب الذاتي (أدب الرحلات، المقالات السردية الذاتية) .. لكنه في هذه الرواية غاص في عمق المعاناة كي يُخرج لنا من رحمها حقيقة وضع هذه الطبقة المهمشة في ريفنا الحضرمي .

 

التحول في حياة بطل الرواية
في جدة عروس البحر الأحمر .. تحول " سالمين " إلى تاجر يملك الملايين بعد سنوات العبودية التي قاساها في حضرموت ، فأصبح معروفا في حياة النساء بحبه لهن وخاصة من اللون المعاكس لبشرته ، حيث كان يتفاخر باصطيادهن بسهولة ، مستمتعا بهذا المزج الجنسي " أسود × أبيض " .
كان عبداً ، لا يلتفت إليه أحد ، ولكن بعد أن جاء به سيده إلى جده انقلبت حياته من العبودية إلى الحرية .. التي تنغصها بعض الذكريات المؤلمة .

 

ولعل الفضل في حصوله على الجنسية السعودية ، يعود لسيده " حمد " نجل سيده الراحل " صالح " الذي يدين له بما وصل إليه من تجارة وجنسية في آن معاً ، ضمنت له ولأولاده مستقبلا لا يمكن أن يحلم به إذا ظل في حضرموت التي تذكره بدونيته .
وعندما ولاه سيده " حمد " المهام الخاصة بكفالة بعض الحضارم .. أراد " سالمين أن ينصب من نفسه ( شيخاً ) كي يمحو عبوديته من خلال هذا المنصب :
( كنت أعيق أوراق الكفالة على البعض من الحضارم ، وخاصة من يناديني بالعبد ، وجعلتهم ينادونني بالشيخ سالمين بدلا من العبد ، فكلمة العبد أرهقت أذني خلال سنوات طويلة ، أصررت عليهم أن ينادوني بالشيخ سالمين ، هكذا تحولوا وانقلبوا عندما تحول وضعي )

 

هذا الضغط الهائل المحتشد داخل " سالمين " يأبى أن ينطلق أو يجد له منفذا وكأنه كابوس خانق لا يحدث له في أحلامه فقط وإنما في واقع يجري أمامه ، وعلى الرغم من إدراكه بما لحق به من " تحقير " فضل عدم البوح بذلك أمام الآخرين .. ككلماته الآتية :
( انقلع يا عبد ) أو ( روح يا خول ) .. كنت أظن إن كبر سني سيمنع الناس بمناداتي يا عبد ، ولن أسمع هذه الكلمة مرة أخرى ) .

ومن المفارقات العجيبة أنه وبعد وفاة سيده " حمد " وقع في حب زوجته مكاوية المولد " سوسن " حضرمية الأصل .. تعرف عليها سيده عن طريق محل الذهب التابع له بعد أن ترك " مريم " التي عشمها بالزواج في حضرموت ..وأصبحت بعد ذلك ذكرى منسية .
جاء في حديث " سالمين " عن زوجة سيده حمد :

 

( تعلق قلبي بها ، " بغيت بخطبها .. لنفسي ، خفت من بطش الشيخ " حسن " ابنها )
ويبدو أنه طرد الفكرة من رأسه حين قال ( من سابع المستحيلات أن تقبل بمن كان عبداً عند زوجها )
ومع ذلك لم يكف عن مراقبتها ومتابعتها في كل مكان تذهب إليه :
( كنت أتتبع خطواتها ، أراقبها من بعيد أتحسس من أخبارها ) ويضيف ( أتقرب منها أتودد لها ، وتنفيذ طلباتها الكثيرة ، تبعد عني تنهرني ، لا تشعرني أنني رجل أمامها ، فأنا مجرد خادم لها ولأسرتها )

 

ويستمر في كلامه ( مازلت أشعر بالضيم والقهر يعتصرني ، أشعر بأنها تحب غيري ، وغير بعلها المتوفي )
ولعله الوحيد الذي يعرف سرها عندما كان سائقها الخاص ، قبل أن يصبح ثريا يشار إليه بالبنان .. بأن :
( عشيقها التي أحبته وأشترت له شقة خاصة وسيارة ، والتي تذهب إليه كل أسبوع ) لممارسة مجونها الفاضح .

 

ويقول أيضا عندما اكتشفت سوسن الأمر وأنها (( عرفت بأني أعرف سرها وحبها ، هددتني بقطع لساني إن أنكشف سرها وحبها ، فصمت على سرها ، ولكن قلبي فاجر لن يصمت على تمردها وعلى ماضيها مع سيدي " حمد " وأنا الشاهد الوحيد عليها وعلى حبها ))
 

و تنتهي الرواية دون أن نعرف لماذا لم يبح بطل الرواية " سالمين " عن سر هذه الزوجة اللعوب ؟ التي خانت ولي نعمته ، وهو على دراية بكل شئ عنها .. ثم كيف يستقيم الأمر في أنه يعلم بخيانتها ويريدها أن تكون زوجة له ؟ أو حتى كعشيقة كما كان يتمنى.. ألم تكن تلك خيانة لمن وقف إلى جواره وأوصله إلى هذه المكانة التجارية واشترى له الجنسية السعودية التي طالما حلم بها ... تساؤلات قد يضعها القارئ نصب عينيه ويعدها تناقضا أخلاقيا لا يمكن القبول به أمام مواقف إنسانية من سيده الأول ونجله من بعده .
 

إن استخدام كاتب الرواية الرسم التصويري، لنقل حياة شخوص الرواية من خلال جزئيات حياتهم الرتيبة وأشيائهم الصغيرة ، يرويها بلغتهم الصادقة النابضة ، جعل مؤلف الرواية موفقا إلى حد كبير وذلك عن طريق التصاقه الحميم بتلك الحياة ، وفي محو المسافة بين القارئ المتمكن والقارئ البسيط، وقد لاحظنا انتشار بعض المفردات العامية وأبنيتها في السرد عند الروائي .. ذلك أن اللهجة الحضرمية أوصلت القارئ إلى لغة التخاطب السائدة في المجتمع ..
 

 

الخاتمة
إن حب مؤلف الرواية لموطنه وتوقه العارم إليه ، رغم سنين الاغتراب .. لم يمنعه أن يرتد إلى جذوره الأولى ومنابعه الأصيلة ، وإلى هذا التيار المتدفق من الخبرة بدقائق الشخصية الحضرمية ، وبمكنوناتها وأسرارها وملامحها النفسية وإلى الرغبة الواعية في استكناه كل همومها ولمس مواطن الداء فيها ، باختصار .. يمكننا عدّ هذه الرواية مصدرا من مصادر الحقيقة عند التعرف على طبيعة صورتنا وسمات مرحلتنا ، بل هي مصدر لا يمكن الاستغناء عنه ، لأنها تلمس التفاصيل الدقيقة التي تجسد المناخ العام الذي تدور فيه وقائع حياتنا الريفية ، وتتخلق عبره ملامح شخصيتنا الجديدة .
منقولة من صفحة الروائي عمار باطويل...

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24