الجمعة 29 مارس 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
ن .........والقلم
رحلة الثانيه والنصف !!!! - عبد الرحمن بجاش
الساعة 13:45 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)





اذا كان للسفر سبعة فوائد , فلترك السسياره والخروج راجلا عشر فوائد وما فوقها . 
ان تمشي برجلك فانت تقف على التفاصيل التي تحتاجها - زُوًادة - ربما لحياتك كلها . 
وللامر وجهه الآخر , فانا كنت ممن لا ينقطع عن مقايل الاصحاب والاصدقاء , حتى ارتفع فقط سعر الدبة البترول , فصار ل : (( ربنا باعد بين اسفارنا )) معنى كبيرا في حياتنا ربما !!! . 
عندما كنت لا ارى الطريق الا لماما , بسبب السيارة , فكنت احس بالحرج اذا اضطررت يوما لقطع أي مسافه راجلا , فكانني ارتكبت جُرما لا بد ا اعاقب عليه .
تصيبك السيارة بنوع من الخُيلاء , وكثير من الغرور !!! . 

 

ومن يوم ان امتطيت راحلتي الاثنتين اقدامي , تعرفت الى الناس , وقفت على تفاصيل دقيقه من حياتهم , منها ما يتناقض مع بعضه , منها ما هو بريئ الى درجة الالم , منها ماهو مؤلم الى درجة القهر , منها ما هو بسيط الى درجة التماهي , منها ما هو مضحك الى درجة اليقين , منها ما يدخل تحت بند عجائب الدنيا , ومنها ما هو حاجات انسانية لا تملك امامها هذه الايام الا ان تبكي دموعك دموعا . 
 

منها تلك التي خرجت تبيع جهاز تليفون ابنها كآخر حائط صد بالنسبة لها بعد توقف راتب زوجها المتوفي , واخر يمد يده وكان صاحب دخل كبير , وذاك الذي دخل ببناته الاثنتين الى المسجد قائلا : كنت صاحب بيت ودكاكين , ولم يعد لدي الان ما يستر الاثنتين , انا يمكنني ان انام في الشارع , لكن البنتين !!! كيف ؟؟؟ , استروهن , من يرغب ان يزوج احدا من ابنائه فليبادر , استروهن واستروني , ستركم الله , تخيل ان يكون في المسجد من لا يملك حق المواصلات في جيبه , لا حول ولا قوة الا بالله !!! .
 

وعبد القادر حكاية اخرى , فيستوقفك عند أي زاويه وهات يا نقاش يصب كله سوط عذاب على راس ايران , اما عمي محمد فيهاجم السعوديه , لياتي صاحب العود فيهتف لل: (( الزعيم )) , انيس على باب المدرسة مشغول بنية كتالونيا اعلان انفصالها عن اسبانيا : (( كيف يا عم, وبرشلونه اين شروحوا , ويا شماتة اصحاب الريال فينا )) !!! .
 

العم يا سين ينهب الارض ليلحق (( المطيبه المرق )) , والعم علوي هناك عند الحرازي لا جل النص الحبه الدجاج , وحول الخضرة تتجمع النسوه لشراء ما تيسر . 
وعلى الدباب عالم آخر , ان تكون سريع البديهه , قادر على اقتناص اللحظه فستعود بعشر فوائد اخرى . 

 

عند الثانية والنصف بعد الظهر ,. حملت كيسي وبه زوادتي , وفي اليد الاخرى سلاح العصر (( تليفوني )) , وعلى راحلتي اتجهت الى حيث اجد تاكسيا يذهب بي الى حده , حيث الرفاق , دباب ازرق , اشرت له : بكم ؟ يعجبك اليمني : بكم ماتشتي , وبعدها اسمع الشرائع في كل زاويه !!! , الدباب بلا ارقام , قلت : من اين انت ؟ بعد السلام – انت تشرب حليب رصابه ؟ - اكيد , - انا من هناك , سالته : ليش بدون رقم انت ؟ ضحك – تصدق ان لا احد يعترضني !!! , قلت ازيدك حكمه : ارفع صورة .... وسيؤدي العسكري لك التحيه , فضحك : والله فكره ما وردت في خاطري , بعد ان تنزل سافعل . 
 

لم نترك شاردة ولا وارده من كوريا الى رصابه , حتى وصلنا وجدت اننا قد اصبحنا اصحاب , فدفعت خمسمائه زياده على ما اتفقنا (( 300 )) ريال !!! . 
بعد الغروب , حملت كيسي مرة اخرى والى الشارع والى تاكسي وقف امامي : الى اين ؟ الى بيت بوس , كم , - يا رجال الله المستعان ادفع كما تريد , وفي الطريق تعارفنا , - انا من الجحمليه , وانا ما قصرت , لنتعارف ايضا , اشر راكب , استاذن مني : هل اوقف له ؟ قلت : ولا يهمك , طلع وهات يا كلام , تعارفنا ايضا طلع نازح آخر من تعز , وطلع الاثنان من صبر , واصلنا السير حتى امام البيت ولاننا تعارفنا , فقد دفعت الف ريال !!! . 

 

لا يهم الالف او الخمسمائه طالما والراتب ياتي ولا ياتي !!! , المهم انني كسبت صديقين . 
لله الامر من قبل ومن بعد .

19 اكتوبر 2017

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24