الثلاثاء 23 ابريل 2024 آخر تحديث: الأحد 11 فبراير 2024
الشاعر - زين العابدين الضبيبي
الساعة 08:39 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 


عـــــدمٌ يــكـحـلـهُ وكــــونٌ يــرمــقُ
عـــدمٌ بـنـاصـيةِ الـفـجـيعةِ يــطـرقٌ

 

لا شـــيء يـلـمـعُ كـــل دربٍ عـقـربٌ
والـمـوجـعـاتُ سـيـوفـهـا تَـتَـعـمـلقُ

 

لا الدهرُ ينصتُ، لا الحروفُ بوسعها
جَــرحَ الـكـلام ولا الـقـصيدةُ تـنطقُ

 

جـثمَ الأنـينُ عـلى الـضلوعِ مضرجاً
بـــدمِ الــهـوانِ ، فـكـيـفَ لا يـتـمزقُ

 

تـشـقـيـهِ حـــربٌ لا تــنـامُ بــروحـهِ
فــبــأّي أســبــابِ الــــرؤى يـتـعـلـقُ

 

طــاوٍ ..بــهِ جــوعُ الـقـرونِ وتـوقها
لـحـديـقةٍ بــنـدى الـمـشـيئةِ تـعـبـقُ

 

لا خــبـزَ يـكـفـي الأمـنـيـاتِ ولا أبــاً
يـؤوي الـيتامى فـي الـفؤادِ ويـرفقُ

 

الأرضُ أضـيـقُ مــن دمــوعِ حـبيبةٍ
نــامــتْ لــوجــهِ أمـيـرهـا تَـتَـشـوقُ

 

والأبـــجــديــةُ لــعــنــةٌ بــخـيـامـهـا
ظــمــأً نـوارسـهـا الــكـرام تـحـرّقـوا

 

نـزفـوا الـخـيالَ ولـونوا لـيلَ الـمدى
بـالأغـنـياتِ وفــي الـمـآسي حـلـقوا

 

لـــو ضــيّـعَ الإنــسـانُ كُــنـهَ يـقـيـنهِ
فـبـوسـعـهمْ لــحـدودهِ أن يـخـلـقوا

 

الـراحـلـونَ عــلـى مــتـونِ شـقـائهمْ
بـالـحـكمةِ اغـتـبقوا وفـيـها أبـرقـوا

 

لــمْ يـغـرهمْ تـبرٌ، وكـانَ بـوسعهم...
فـنـفوسهمْ جـمـرَ الـحـقيقةِ تـعـشقُ

 

سـكنوا بكهفِ الغيبِ مذْ صمَّ الورى
وتــنـاهـبـوا أحــلامـهـم ،فـتـفـرقـوا

 

الـصمتُ طعنةُ من يقولُ ...ولا يرى
روحـــاً تُــحـسُّ بــهِ، وقـلـباً يَـخـفقُ

 

أعــمــىً يـسـيـرُ.. ومـبـصـرٌ مـتـعـثرٌ
بـالـفـقـدِ غــرّبــهُ الــزمـانُ الأخـــرقُ

 

لا بــيــتَ يـسـكـنـهُ، ولا وطـــنٌ لـــهُ
إلا قــصــيــدتـهُ الــــتـــي تـــتــألــقُ

 

تـركـوهُ فــي أبــدِ الـضـياعِ فـريـسةٍ
لـلـبـنـدقـيـةِ والـــخـــواء يــصــفــقُ

 

لــكـنـهُ اجــتـرحَ الـمـحـالَ بـغـمـضةٍ
ومــــن الــرمــادِ شـمـوخـهُ يـتـفـتقُ

 

مــا حـاصـرتهُ الـريحُ.. إلا واسـتوى
طَـــــوداً بــصــمِ يـقـيـنـهِ تـتـشـقـقُ

 

صـحبَ الـضياعَ فعاشَ في ملكوتهِ
يـذكـي مـراسـيلَ الـسرابِ.. ويـأرقُ

 

كــنـزوا الـحـيـاةَ وطـوقـوا أنـفـاسها
وعـلى يـديهِ، هـوىً تـذوبُ وتـشهقُ

 

ســرقـوا مـفـاتـنها وبـاعـوا عـطـرها
وعـيـونـهُ جــشـعَ الـخـليقةِ تـمـحقُ

 

هــو نــورسٌ مـضنىً بـظلمةِ عـصرهِ
وبـرغـمِ شـقـوتهِ، يـضـوعُ ويـشـرقُ

ـــــــــــــــــــ
 

19/10/2016 م

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحافة 24